كتب: د. مرتضى الغالي
.
تمدّد الانقلاب عارياً )في السهلة) وهو يكشف عن هويته الإنقاذية..! وها هو يريد أن يعود بالوطن إلى أول يوم من أيام الإنقاذ الكالحة ليبدأ مسيرة الإنقاذ الخايبة (من أول وجديد) في غباء مكشوف ومساندة حميمة للفساد والدعم السافر للحرامية والمختلسين والمزورين ومصاصي دماء الوطن وموارده..! ودونك المنظمات التي يريد أن يعيدها للعمل بعد أن أوقفتها لجنة تفكيك الإنقاذ وكشفت عن سرقاتها الجسيمة وتزويرها وانتحالها..!
هل يكفيك يا صاحبي أن يكون بين هذه المنظمات الضرار الـ 23 التي يريد الانقلاب بعثها من الرماد وإعادتها لمواصلة النهب منظمة (بنك الطعام) التابعة لنائب المخلوع علي عثمان محمد طه والتي تمتلك جملة من الاستثمارات ومنها المنظمة (بتاعة الملح واليود) التي تتمطّى على ساحل البحر الأحمر.. ولا ندري ما علاقة العمل الخيري والإنساني بالملح واليود والصودا.. وأيضاً المصنع الآخر الخاص بالمياه المعلبة.. وهي مصانع وفباريك وهناجر وعقارات كان يديرها صاحبها علي عثمان باستثمارات ليس مثل استثمارات عباد الله الصالحين وغير الصالحين.. إنما عبر التخصيص والإعفاءات والاحتكار والاستثناء والامتناع عن دفع الرسوم والضرائب.. فالرسوم والدمغات خاصة بالناس (العاديين)..! وسواء كان (العائد الاستثماري) يصب في جيب قادة الإنقاذ أو في (مخلاية تنظيمهم) وحزبهم الأثيم فلا فرق.. وكما يقول أولاد جون في أمثالهم: عندما يتفق اللص مع حارس المنزل فيمكنهما إخراج ثور من خلال المدخنة..!!
هل تعلم يا صديقي أن بين (هاتين الدستتين) من المنظمات التي يحنو عليها الانقلاب ويريد إعادتها للنهب منظمة تابعة لأسرة المخلوع ويترأس مجلس إدارتها شقيقه (م) وهي بؤرة صديدية للفساد كذبت على الله (ذي المعارج) وجعلت اسمها “معارج”..! ومن السخرية أنها ألحقت بهذا الاسم أنها (منظمة للسلام والتنمية) وقد أثبتت التحقيقات أنها (منظمة للسرقة والنهبوت)..! وكانت هذه المنظمة قد استولت على (28) قطعة ارض وقفية ومشيدة (ذات أبراج) كما استولت على أرض النادي الاجتماعي لمنطقة كافوري وأراض أخرى شاسعة أقيم عليها مسجد وهو في الحقيقة (مول تجاري في صورة مسجد) قالوا انه للعارف بالله.. الذي خرج ولم يعد..!
لا يتوقف الأمر على هذا فالانقلاب يريد أن يبارك مساعي النهب التي قامت بها منظمتان خاصتان (بالسيدة الأولى) وداد بابكر زوجة المخلوع (سند الخيرية وأنا السودان)..! ومن المعلوم أن هاتين المنظمتين قد خرقتا عين قانون العمل الخيري الإنساني حيث تم تمويلهما (من قولة تيت) من أموال الدولة.. هل سمعت بمنظمات خيرية تمولها الدولة..! وبعد هذا التمويل (عينك ما تشوف إلا النور) ولا داعي لوصف (الخمج الملياري) الذي رافق استخدام هذا المال..والقصور والدثور والشركات والأقارب وأزياء باريس وأحذية الذهب و(دلال العيال).. ولا تحدثني عن فنادق وفيللات دبي وماليزيا وأرصدة البنوك الكتومة في سويسرا وجزر كايمان… وربك الغني..!!
وقبل أن نخرج من دائرة أسرة المخلوع تجد بين هذه المنظمات التي أعادها الانقلاب منظمة يافطتها (الإحسان وكفالة الأيتام) وهي خاصة بـ (ن د) صهر المخلوع… ومن بين منظمات أخرى لا سجل لها ولا عنوان ولا مقر..مجرد أسماء حتى أن الظرفاء يسمونها (منظمات سمسونايت) بمعنى أن المنظمة محمولة في شنطة صاحبها..! ولكن طبعاً لديها حساب بنكي تحوّل إليه الأموال من مؤسسات الدولة ويتم وضعها في الجيوب.. وصرف بعضها (من باب رد الجميل) على أنشطة الحزب المقبور وشراء عضويته..!
ودع عنك ايثار (الخيرية) التي تملك منتزهات العاصمة والأقاليم وسلسلة العقارات وشركات السياحة والفنادق والطرق والجسور والمدارس الخاصة والأصول العجيبة.. وهي منظمة استولت عليها جماعة المكوّن العسكري.. ثم بين هذه المنظمات منظمتان تحت إدارة الفرع الإنقاذي لما يعرف بمنظمة الدعوة الإسلامية التي أشرفت على رعاية وتمويل انقلاب المخلوع..!! ولا يدهشك أن بين هذه المنظمات منظمة العون الإنساني والتنمية وهي من المنظمات المتهمة بتمويل الإرهاب والمحظورة عالمياً.. وكانت هذه المنظمة تحمل اسم (منظمة البر والتواصل) وتم تغييره لاحقاً لتفادي الحظر بعد أن تم دمغها بالإرهاب..وقضيتها الآن منظورة في المحاكم السودانية.. والمتهم فيها علي عثمان محمد طه ويدور الاتهام حول اختلاس مبالغ مالية باسم المنظمة..!!
هذا طبعاً هذا عدا إعادة تسجيل المنظمات القبيحة لحزب الإنقاذ مثل الاتحاد العام للمرأة الإنقاذية (السنيحة) واتحاد الشباب اللاوطني واتحاد (الطلاب العواطلية)… وقد كان يتم الصرف على كل هذه الاتحادات الهزيلة النكرة من وزارة المالية بأمر دفع مستديم..وهي مثل المنظمات الأخرى ليست إلا واجهات للمؤتمر الوطني المقبور.. والله وحده يعلم أين راحت هذه الأموال العامة..!!
هل مفوضية العون الإنساني التي تعمل تحت الانقلاب مؤسسة تابعة للدولة أم أنها (تابعة للإنقاذ) وهي تعيد تسجيل هذه المنظمات الـ 23 التي تم حلها لمخالفتها قوانين تنظيم العمل الطوعي والإنساني لعام 2006 ولائحة تنظيم المنظمات الوطنية والأجنبية والجمعيات الخيرية لسنة 2013.. أم أن هذه المنظمات المحلولة لم تخالف هذه القوانين في رأي المفوضية..!!
من نافلة القول الحديث عن مدى حقد المكون العسكري برئاسة البرهان على لجنة تفكيك الإنقاذ.. وهذا لا يحتاج لشرح لمعرفة دوافع الملاحقات الشرسة لأعضاء اللجنة وزجهم في السجون منذ ساعات الانقلاب الأولى..!
ومن الثوابت أن هذه المنظمات جميعها كانت تستولي على أموال الإعانات والإغاثات المقدمة للسودان في حالات الكوارث الطبيعية ووتلك الخاصة بالمناطق المتأثرة بالحروب… عدا التسول باسم السودان في عواصم الخليج..!!
ها هو الانقلاب يستلقي عارياَ على قفاه ظناً بأنه يمكن أن يخفي عورات الإنقاذ.. بالله عليك ما قيمة الإنقاذ حتى يحاول الانقلاب إعادتها من رماد الخزي والعار…؟! إلى أين تسير بغلة الانقلاب.