من لندن ينفى إشاعة الإنقلابيين
كتب: فضيلي جمّاع
.
النَّمِر .. النَّمِر ، وشائعة عودة الدكتور حمدوك !
عن الشائعة والحرب النفسية ، يقول القائد الألماني الشهير روميل: (القائد الناجح هو الذي يسيطر على عقول أعدائه قبل أبدانهم. وفي نفس السياق ، يقول رئيس وزراء بريطانيا الأسبق وينستون شيرشل : (كثيراً ما غيّرت الحرب النفسية وجه التاريخ.) ولعلّ أكثر ما تنتشر الشائعة إبان الحروب والمعارك السياسية الطاحنة بين الدول والمعسكرات ، وهو ما أفتى به روميل وشيرشل اللذين كانا رقمين كبيرين وخصمين في الحرب العالمية الثانية.
لكن ما لم يقله روميل وشيرشل، ماذا لو أنّ حرب الشائعة جاءت بعكس ما أراد لها مُطلِقوها؟ وبالأخص في عصر العولمة وسرعة تأكيد أو نفي الخبر عبر القارات في ثوانٍ معدودات موزعاً بخيوط الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)؟
ونحن في السودان ليس جديداً علينا بالونات وفرقعات الأخبار الكاذبة التي ظلت توظفها أجهزة أمن واستخبارات نظام الأخوان المسلمين خلال الثلاثين عاماً من حكمهم الاستبدادي ، وحتى الوهم الذي يعيشونه حالياً بأنهم – بانقلاب جناحهم العسكري المشئوم في 25 أكتوبر 2021 – قد قضوا على ثورة ديسمبر التي ما زال شارعها ولجان مقاومتها ممسكين بزمام المبادرة. ليس جديداً على شعبنا هذه الفرقعات من وقت لآخر . فهي في معناها البائن محاولة لقراءة ميول الشارع ، ومن جانب آخر محاولة لشق صفوف الكتل السياسية المدنية ، كلما اقتربت من قيام جبهة عريضة لإسقاط الإنقلاب وحلفائه. لقد أصبحت ممارسة الكذب ركناً ركيناً في ثقافة الإسلامويين.. فهم في ورطة اليوم لا يقدر على وصفها أبرع الشعراء.
الدكتور عبد الله حمدوك ينفي شائعة عودته:
يبدو أنّ رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك صار البعبع الذي يقض مضاجع خصومه من الأخوان المسلمين وعسكر هم والفلول، سواء كان على سدة الحكم أو خارجه. حاولوا إفشال كل خطوة ناجحة قام بها الرجل داخلياً وخارجياً لفك عزلة السودان سياسياً واقتصادياً. حاربوا بالشائعات والأكاذيب الجهد ا لكبير الذي قامت به لجنة إزالة التمكين ، والتي فضحت أساطين نظامهم البائد ، وسرقاتهم المال العام تحت فرية التمكين ! وما تزال آلتهم الإعلامية المدججة بالمال والصحف والمواقع الإليكترونية، تواصل كذبها لصرف أنظار شعبنا عن زحفه المقدس لإسقاط إنقلاب 25 أكتوبر الذي قام به عسكر الأخوان المسلمين ، كآخر جبهةٍ في محاولاتهم إلحاق الهزيمة بثورة 19 ديسمبر التي ما زالت حشود شارعها تؤكد أن شعار حرية وسلام وعدالة هو الذي سيكتب له النصر في خاتمة المطاف .. هكذا يقول التاريخ!
واليوم راجت إحدى شائعاتهم الفطير بأنّ رئيس والوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك في طريقه إلى السودان الأسبوع القادم. ولتمكين (الخبر – الشائعة) في أذهان الناس ، خرج الجنرال أبوهاجة – المسئول الإعلامي لقائد الإنقلاب البرهان بإفادة رسمية بأن الدكتور حمدوك قادم إلى السودان الأسبوع القادم لتشكيل حكومة كفاءات باختياره!! ويقوم مراسل لمونتي كارلو بدور مكمل حين ينقل خبراً واهياً حتى في صياغته بأن الدكتور حمدوك عائد الأسبوع المقبل! مشكلة الإسلامويين وعسكرهم أنهم يظنون أنّ شعبنا بالغباء ليصدق ترهاتهم التي صارت مثل صرخة الولد الكذاب وهو ينادي مستنجداً أهل القرية كل يوم (النمر … النمر) حتى سئم الناس من كذبه، فإذا بالنمر يطلع عليه يوماً من جوف الغابة ولا مصدق ساعتها لصراخه أو منجد.
يؤكد كاتب هذه السطور لقارئي هذا المقال من أبناء وبنات شعبنا، أنّ رئيس وزراء حكومة الثورة السابق عبد الله حمدوك نفى الخبر نفياً قاطعاً. وأنه سمع بالخبر وقرأه مثلما قرأناه جميعاً في مواقع التواصل. أؤكد صدق ما كتبت. وأؤكد لخصوم ومحبي الرجل أنّ حمدوك ليس صديقي ولكنه صديق شقيقي الذي يكبرني – الخبير الأممي علي جماع – وهي صداقة نعتد بها كأسرة. ولأنّ الدكتور حمدوك يحرص كلما جاء في زياراته القصيرة جداً للعاصمة البريطانية أن يتفقدني والأسرة بهاتف سريع، فقد فعل صباح اليوم ، وهو في طريقه لمطار هيثرو عائداً للإمارات بانتهاء آخر جلسة لمهمة شارك فيها كخبير اقتصادي مرموق. وطبعاً انتهزت الفرصة قبل أن ننهي المحادثة ذات الطابع الأسري أن أسأله عن شائعة قدومه إلى الخرطوم وخبر مونتي كارلو. ضحك الرجل ضحكته المعافاة ، وقال لي بالحرف: والله سمعت الشايعة دي وقريتها زي ما كل الناس قروها !! وأضاف : طبعاً هم ليهم هدف وراء إطلاق شايعات زي دي!
عسكر الإنقلاب وحلفاؤهم من الفلول في محنة يصعب وصفها.
قوموا إلى ثورتكم ينصركم رب هذه الأمة، التي سرقوا مالها ، ويتموا أطفالها، وسددوا الرصاص الحي إلى صدور شبابها وشاباتها. لكنها تعرف – عبر تاريخها الطويل – كيف تؤدب الطغاة !