الانقلاب والتخابث المكشوف.. تنازلات عن ماذا..؟!

0 55

كتب: د. مرتضى الغالي

.

البرهان يقول إن القوى السياسية المؤيدة للثورة قدمت له تنازلات..! مَنْ ذا الذي يستطيع أن يتنازل عن حقوق الشعب وشهدائه في إلغاء الانقلاب ودفنه في مقابر الإنقاذ وبمعية كل أفكار الفلول وأمانيهم الخائبة التي لا هدف لها غير نشر الفوضى و(تغطيس حجر السودان)..!!

 

قادة الانقلاب العسكري

إن الانقلاب وجنرالاته يعلمون أنهم محاصرون بعاصفتين ذات ريح صرصر؛ الأولى وهي الأقوى والأبقى غضبة الشعب على الانقلاب الإنقاذي وكل ما يمثله من إعادة لدائرة الفشل والنهب والاستباحة وتعطيل العدالة وحكم القانون وسلب الحقوق وانتهاك الحريات و(مرمطة كرامة الوطن).. والثانية (بعبع) يخافون منه (ولا يخافون الله) وهو الضغط الذي يواجهونه من الخارج بعد أن تلاشت أحلامهم في التقوي بالإقليمي على الدولي.. فلفظهم الأقارب والأباعد..!!

الانقلاب يمارس الخبث حتى عندما (يتورّط) ويبحث عن الخلاص.. بعد أن أيقن بفشله في المضي بالبلاد خطوة واحدة في أي اتجاه.. ولكن المؤسف أنه استطاع (بكفاءة) أن يدفع بالوطن إلى الخلف بمعدلات ضوئية وكاد أن يعيده للعصر الحجري..!.. الإنقاذ صاحبة الانقلاب لا تنفك تتخابث وقد فعلت ذلك حتى عندما كانت تلفظ أنفاسها.. إنهم (عصبة شر) ختم الله قلوبها بميسم الذل والهوان.. وها هو انقلابها يريد أن يزرع الفتنة بين صفوف القوى الثورية والوطنية.. قوى الثورة الديسمبرية العظمى التي تناهض الانقلاب وتقف له (ألف أحمر).. وعلى ذات نهج المخلوع يقول الانقلاب أن القوى السياسية والثورية قدمت له تنازلات.. مؤملاً بأن بشق صفوف الثورة.. وهذه من الخبائث التي لا تليق بمن وضعتهم الأقدار على رأس جيش وطني تدعو له القوى الثورية والمدنية بان يكون على قدر مهمته عزيزاً منيعاً يحمى البلاد وحدودها ودستورها.. ولكن الفلول وصحائف السوء تسير على ذات نهج الإنقاذ في زرع الفتنة بين الشعب والجيش.. في حين أن نظام الإنقاذ الأغبر هو الذي أساء للجيش ابلغ إساءة.. وعمل (بكل ما أوتى من خبث) على إضعافه وخلق المليشيات الموازية له… فمن يستطيع من هؤلاء (الهلاهيل) أن ينكر هذه الحقيقة الدامغة..؟!

الانقلاب فشل في الاقتصاد وفشل في تأمين حياة الناس وفشل في إدارة دولاب الدولة.. بل كان في كل ذلك وبالاً على الوطن.. ويا ليته أبقى على ما تم انجازه في الحكومة الديمقراطية (بعمرها القصير).. لقد أعاد الانقلاب البلاد إلى ما هو أسوا من أيام الإنقاذ.. وهي من أسوأ أيام التاريخ القديم والحديث..وما تنافس جماعة البرهان مع نظام

الإنقاذ القمئ إلا من باب (التنافس في السوء) وفي استباحة الوطن وجعله نهباً لرياح سوداء تنشر الخراب وتترك المصاريع مفتوحة للناهبين والقتلة و(حرامية النهار)..!

لقد ظنّ الانقلاب أنه بالتهاون في حقوق البلاد وسيادتها يمكن أن يستجلب الدعم من دول المنطقة والدول الخارجية ذات السطوة.. وظنّ انه يمكن يكذب ويتحدث بلسان الثورة مع بيوت التمويل الدولية لتوفي بما تعهّدت به للحكومة المدنية.. فكان نتاج جولاته واستخذائه و(شحداته المكشوفة) صفراً كبيراً..!! فهو لم يفلح في زراعة ولا صناعة.. ويريد أن يسيّر الاقتصاد بالضرائب والرسوم التي يفرضها على شعب يعمل على إفقاره ليل نهار.. وفي وقت يمنح فيه وزير مالية الانقلاب أقرباءه الإعفاءات على السيارات الخاصة ويزيد الضرائب على المزارع الذي ليس من قرابته.. هل هكذا تريدون تسيير دولة بحجم السودان ثم لا تجدون غير التخابث بمظنّة بث الفرقة بين صفوف الثوار..؟ الله لا كسبكم..!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.