لقاوة (المكلومة) .. ودعوة الجيش لمواطني المدينة بإخلائها .. !!

0 96

كتب: عادل شالوكا

.

طالعنا خبراً منشوراً بصحيفة الراكوبة الإليكترونية بتاريخ 15 أكتوبر 2022 على النحو التالي: (أطلقت القوات المُسلَّحة بمدينة لقاوة بولاية جنوب كردفان نداءً قبل قليل عبر الإعلام المُتحرك طالبت فيه المواطنين بإخلاء المدينة والخروج منها إلى كلية الآداب بجامعة السلام غرب، في تطوُّر جديد للأحداث بالمدينة التي تشهد قتالاً بين المسيرية والنوبة منذ أمس الجمعة) – إنتهَى.

طالعنا الخبر بعد ثلاثة أيام من ذلك التاريخ – ولكن المواطنين خرجوا بالفعل من المدينة بأعداد كبيرة إلى الناحية الغربية، وبعضهم في إتجاهات أخرَى في ظروف قاسية. والنداء الذي أطلقه الجيش للمواطنين بإخلاء المدينة يعني إنها أصبحت مسرحاً للعمليات. وقد نشر الناشطون فيديوهات لأعداد من المُسلحين ينتمون للمسيرية (قوات مُسلَّحة، دفاع شعبي، دعم سريع) يتدافعون نحو مدينة لقاوة للمُشاركة في القتال.

لم نكُن نريد التعليق على هذه الأحداث بإعتبارها قتالاً قبلياً بين (النوبة والمسيرية). والحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السُّودان – شمال ليسا طرفاً في هذا النزاع والقتال الذي بدأ بنصب لافتات بواسطة المسيرية داخل مدينة لقاوة (الياواك) كتبوا عليها (دار مسيرية) وهذه مسألة تتنافَى بالطبع مع حقائق الواقع. وتاريخ المنطقة معروف للجميع وموجود في كافة الوثائق الرسمية داخل وخارج البلاد، ومعروف كذلك من هم السُّكان الأصليين بالمدينة – و(ليس من بينهم المسيرية).

وما نريد أن نُعلِّق بشأنه كالآتي:

أولاً: دعوة الجيش للمواطنين بإخلاء المدينة يوضِّح إن هنالك مُخطَّط إستراتيجي لإجلاء وإخلاء السُّكان من مدينة (لقاوة). ومعروف لجميع السُّودانيين من هم المواطنين الذين (يقطنون) هذه المدينة كسُّكان أصيلين منذ أن وجدت هذه الأرض. وعندما تأمُر بإخلاء المدينة، فإنك تودُّ أن تُنفِّذ فيها أجندة مُحدَّدة وتفرضها بالقوة، وهذه الأجندة لا تخلو من (سياسة إعادة توطين) مجموعات أخرى بديلة – ويتم فرضها بالقوة طالما تم إحتلال كامل للمدينة بواسطة قوات الدَّعم السَّريع والقوات المُسلَّحة وغيرها من المليشيات التي تُسيّطر الآن على المدينة.

ثانياً: ما يحدُث الآن يؤكِّد عدم وجود جيش نظامي يُعبِّر عن جميع السُّودانيين، وإن الجيش الحالي هو جيش عُنصري ومُنحاز إلى مجموعات إثنية مُحدَّدة، ويؤكِّد كذلك عدم وجود دولة في الأساس. فالبرهان الآن يحتمي بأهلِه في نهر النيل، وحمديتي إحتمَى بأهله (الإدارة الأهلية وناظر الرزيقات) بإستدعائِهم إلى الخرطوم وإدلاء الناظر بتصريحاتِه الشهيرة بإن (حميدتي خط أحمر).

ثالثاً: القوَّات المُسيطرة الآن على المدينة هي: (القوات المُسلّحة، الدّفاع الشّعبي، قوات الدّعم السِّريع، والجنجويد) وهي الآن تقتل المواطنين العزُّل، دون أن تُشارِك أي قوة نظامية في القتال ضدَّهم. وهذا يجعلنا نتساءَل، لماذا يُشارِك أبناء المسيرية في هذه الأحداث عبر هذه القوَّات – المُفترض إنها نظامية – ويقتلون النوبة والداجو وغيرهم .. برغم إن هذه القوَّات يوجد بها عدد مقدَّر من أبناء النوبة كجنود وضباط صف وضباط – ورتب قيادية كبيرة مثل الفريق/ مُبارك كوتي (مُفتِّش عام القوات المُسلّحة) والفريق أول/ شمس الدِّين كبَّاشي (عضو مجلس السِّيادة) ؟. فما هو دورهم ؟ ودور هذه القوَّات – التي من المُفترض أنهم الآن مسؤولون عنها بحكم مناصبهم – وهي تقتل أهلهم حالياً !؟. ويفرضون عليهم التهجير القسري ويحاولون فرض (مستوطنين جُدُد) في أراضيهم التَّاريخية.

رابعاً: برغم الإنضباط العسكري لأبناء النوبة في القوات المُّسلحة، ولكن – هل ما يحدُث الآن يستدعي دعوة أبناء النوبة في هذه القوات لإتخاذ موقفاً مُماثلاً للموقف الذي إتَّخذه أبناء المسيرية في هذه القوات والقتال بجانب أهلهم لحمايتهم وحماية أرضهم وعرضهم وأرواحهم وممتلكاتهم ؟ هل يحتاج ذلك لنسف (مفهوم الدَّولة وحيادية القوات المُّسلَّحة) من أجل حماية الأهل والأرض ؟. وما الذي يمنع ذلك ؟ وماذا تنتظرون في ظل غياب الدَّولة ؟.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.