مليونية 25 أكتوبر اشعلت التاريخ نارا واشتعل

0 96

.

1. خرجت مليونية 25 أكتوبر في  الذكرى الأولي للانقلاب الدموي في حشود جماهيرية ضخمة على مد البصر ، أعادت زخم ثورة ديسمبر في العاصمة والأقاليم ، وجاءت هادرة وتسلحت الجماهير باكتوبر الأخضر، واشعلت التاريخ نارا واشتعل ، اتسمت المليونية بالتحضير الجيّد لها اكدت أن التنظيم هو امضي سلاح لاسقاط الانقلاب ، فقد أعلنت تنسيقيات ولاية الخرطوم  عن مليونية 25 أكتوبر تحت شعار اسقاط الانقلاب والتوجه الي القصر الجمهوري ، وحددت نقاط التجمع في المدن الثلاث  وسط هلع كبيرمن السلطة الانقلابية التي سارعت باغلاق الكبارى في العاصمة (عدا جسري الحلفايا وسوبا) وقطع الانترنت ، واغلاق شارع الجمهورية والجامعة والقيادة العامة.

  قبل المليونية اندلعت شرارة المواكب الليلية الدعائية في المدن والأحياء ، وحرق اللساتك ، وتصريحات  للاستهلاك من وزير الخارجية الأمريكي بضرورة انهاء الانقلاب العسكري في السودان والاتحاد الأوربي بضرورة وجود حكومة مدنية في السودان، وعلى حكومة السودان احترام حقوق الانسان والقانون الدولي ، وتصريح لأجهزة الأمن حول حماية المواكب والمسيرات ، وحماية الأرواح الممتلكات!! ، في حين أنها اغلقت كبري الحديد بام درمان وشحنته بجوالات مليئة بالتراب ، اضافة للقمع الوحشي الاستباقي للمواكب الدعائية ، بالقنابل المسيلة للدموع كما حدث في بري ، وللاستنكار الجماهيري الواسع لارتقاء روح الشهيد عيسى عمر برصاص السلطة الانقلابية (الأحد 23 /10) خلال تظاهرات بالخرطوم بعد ان اخترقت الرصاصة الصدر ليبلغ العدد الكلي للشهداء (118) شهيدا ، وتم تشييعه في موكب مهيب ، مع غضب واصرار على إسقاط الانقلاب الدموي ، وفشلت الحكومة حتى في الاحتفال بانقلابها السنوي الذي اطلقت عليه زورا تصحيح المسار ، وفشلت في تشكيل حكومة خلال عام من الضربات والمقاومة الباسلة لها من الثوار رغم عودة التمكين واستردادها للاموال المنهوبة لمصلحة الفاسدين من رموز المؤتر الوطني.

 واجهت السلطة مليونية 25 أكتوبر بقمع وحشي استخدمت فيه الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية ، والدهس بالمدرعات  مما أدي لاصابات خطيرة جارى حصرها ، وبلغ القمع قمته في موقف شروني بالخرطوم بين كر وفر ، وفي أم درمان بعد وصول الثوار الي البرلمان ، وكبرى المك نمر في بحري، وكانت الشعارات : اسقاط الانقلاب ، رفض التسوية ، انتزاع الحكم المدني الديمقراطي ، انتزاع سلطة الشعب ، ولا تفاوض ولا شراكة ولا تسوية ، وقف نزيف الدم السوداني ، والابادة الجماعية والتطهير العرقي في جنوب النيل الأزرق وكردفان ودارفور  بهدف نهب الأراضي والموارد.

2 . تزامن مع اغتيال الشهيد عيسى استمرار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في جنوب النيل الأزرق كما اشرنا سابقا ، بهدف نهب الأراضي الزراعية الخصبة ، والثروات المعدنية ، بتدخل خارجي تلعب فيها المليشيات دورا كبيرا ، وارتفع عدد الضحايا الي 220 شخص في النيل الأزرق،  و198 جريحا ونزوح أكثر من 85 الف شخص  كما استمر القتال القبلي، وفشلت السلطة في إعادة الأمن ، وتم تبادل اطلاق النار بقيادة الفرقة الرابعة ، مع أنباء عن سرقة اسلحة ، وحرق المتظاهرين لأمانة الحكومة في الدمازين، اضافة الي مطالب المتظاهرين بالغاء اتفاق جوبا. كما تعاني مدينة لقاوة أوضاعا انسانية سيئة حراء نزوح أكثر من 500 أسرة (أكثر من 3500 شخص) ، مع المطالب التى رفعها المواطنون في المدينة والعاصمة بفرض هيبة الدولة ، وحماية القوات المسلحة للمواطنين ، وعودة النازحين الي مدنهم واسترداد الممتلكات المنهوبة ، هذا اضافة للاوضاع الانسانية السيئة في ابيي حيث تحتاج أكثر من 70 ألف اسرة لمساعدات.

3 . كما تزامنت مليونية 25 أكتوبر ايضا مع الاحتجاجات في أبوحمد ، بعد أن اغلق محتجون مقر المجلس وطرد المدير التنفيذي ، مطالبين باقالة والي نهر النيل ، ايقاف عمل الشركة السودانية للموارد المعدنية ، واقالة مبارك اردول ، إغلاق شركات التعدين في المنطقة الواقعة قرب مواقع السكن ، واشاروا في مذكرتهم الي : عدم التزام الشركات بالأوامر الصادرة وعملها دون مراعاة لأي جوانب صحية وبيئية مما يهدد صحة المواطنين ، كما أشاروا الي عدد من الحالات والاصابات ، فهدف الشركات نهب ثروة الذهب وتهريبها للخارج والتى تقدر عائدها بمليارات الدولارات للخارج (الإمارات، روسيا، مصر، الهند. الخ)، دون مراعاة للبيئة وصحة الإنسان ، ودون تقديم خدمات لمناطق التعدين ، من : طرق وكبارى وتعليم وصحة، وبنيات تحتية لمواجهة السيول ، كما حدث في مناطق التعدين التى جرفتها السيول واختلط مياه الشرب بمخلفات التعدين العشوائي ، مما يؤدي للمزيد من  أمراض السرطانات والفشل الكلوى. الخ.

4 . من الجانب الآخر تضيق حكومة الانقلاب الختاق علي الجماهير كما في مضاعفة أسعار أدوية الامدادات الطبية  والأدوية المستوردة كما في بيان تجمع الصيادلة المهنيين الذي استنكر تلك الزيادات ، والمزيد من الضرائب والزيادات علي بقية السلع والخدمات ، حتى اصبحت الحياة لا تطاق ، مع المزيد من المعاناة بعد ان أجاز القطاع الاقتصادي بمجلس الوزراء موازنة العام 2023 ، التي جاءت خالية من أي منح أو قروض أجنبية خارجية ، بعد رجوع وزير المالية بخفي حنين من المؤسسات المانحة التى اشترطت المساعدات بقيام حكم مدني ، مما يعنى المزيد من الضرائب وتمويل الموازنة من الموارد الذاتية ، هذا في الوقت الذي يعاني فيه حوالي 15 مليون من سكان السودان أوضاعا معيشية سيئة، ويستمر تصاعد المقاومة وسط العاملين والتجار احتجاجا علي عدم زيادة الأجور تركيز الأسعار وزيادة الضرائب ، كما في اضراب تجار شندي لمدة يومين ، وموافقة هيئات التدريس في 33 جامعة للتصعيد واستئناف الاضراب حال عدم استجابة الحكومة لمطالبهم في إجازة هيكل الأجور ، وقرار لجنة المعلمين التصعيد والاضراب بعد انتهاء مهلة الاسبوع على مذكرتهم ، وأمنوا في اجتماعهم علي ضرورة قيام النقابة من القواعد علي أساس المادة (87) من اتفاقية 1948م التي أصبحت سارية المفعول بعد أن صادق عليها السودان.

5 . في الوقت الذي يتم فيه تضييق الخناق علي المواطنين يواصل وزير المالية والسلطة الانقلابية في نهب ثروات البلاد ، والتفريط في السيادة الوطنية ارضاءً للمحاور الاقليمية التي ينفذون مصالحها ، كما في صفقة الميناء التي أعلن عنها جبريل في مقابلة تلفزيونية علي القناة القومية أجراها الصحفي مصطفى ابو العزائم أشار فيها جبريل الي : بناء ميناء جديد لا شراء، زراعة 500 ألف فدان  بناء منطقة صناعية وسياحية متكاملة بها مطار وطريق قومي لربط الميناء ، بجانب مشروع زراعي يدر ما لايقل عن 4 مليار دولار ، وتشغيل الاف العمال في الفنادق ومصانع الأسمدة والحديد ، وختم بقوله : استمرار التفاوض ، ومناديب سوف يصلون الي السودان لاتمام الصفقة ، علما بأن هذا يتم  في ظل سلطة انقلابية غير شرعية وفي غياب المؤسسات التشريعية القومية والولائية ، مما يشكل خطورة علي موانئ البلاد ، وتفريط في السيادة الوطنية ، وتنفيذ مخطط الامارات للسيطرة علي موانئ البحر الأحمر علي حساب السودان.

6 . مليونية 25 أكتوبر لها ما بعدها ، أكدت أن  الثورة ماضية في طريقها حتى النصر مما يتطلب المزيد من التنظيم وتقوية التحالفات القاعدية وانتزاع النقابات ، ووحدة صفوف قوى الثورة الهادفة لاسقاط الانقلاب ومواصلة التراكم النضالي الجارى بمختلف الأشكال ، حتى الانفجار الشامل للانتفاضة الشعبية والإضراب السياسي العام والعصيان المدني لإسقاط الانقلاب وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي ، ومواصلة الثورة حتى انجاز مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.