وما نامت الخرطوم الا …

0 51
كتب: فايز السليك 
.
تنوم الخرطوم كل ليلة على شائعة، وتستيقظ عند كل صباح على شائعة أخرى!.
والشائعة في علوم الاتصال هي أخبار مجهولة المصدر، غالبا ما تبنى على ممعلومة صحيحة صغيرة، او تكون كاذبة تماماً؛ إلا أنها تنتشر وسط سياق يجعلها قابلة للانتشار والتصديق.
و الخرطوم مدينة تتلبد سماواتها بغيوم الشائعات، تتمخض المدينة فتولد خيبة، او أكذوبة جديدة.
والشائعات يصنعها الفراغ ويغذيها الترقب والحذر، الخوف والأمل، او انتظار أي شيئ.. أي شيئ ولو سقوط النيزك.
والفراغ يصنعه غياب المعلومة، يقويه الصمت.
والصمت ينسجه قادة قوى الحرية والتغيير.
أحاديث حول تسوية، ولا إجابة كافية ومقنعة وشافية.
العسكر، يسربون، يعرفون ميزة التسريب، فتطاير الأسئلة كألسنة اللهب ولا إجابة.
وبدلاً من الحصول على معلومة مفيدة تضج وسائط التواصل الاجتماعي بالتكهنات!
إعادة قادة انقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩ الى السجون بدلاً عن المشافي التي يبدو أنها تحولت الى استراحات وقاعات اجتماعات تضم الفلول وقادتهم.
وسلطة الانقلاب لا تهتم بالشعب، تنقل هذا وذاك من هنا ألى هناك ولا تفسير ولا توضيح.
تزدهر الشائعات يا سادتي اوقات الأزمات؛ حيث ترتفع معدلات التوتر، يسود الترقب والانتظار، الخوف والأمل.
في مثل هذه الأوقات يكثر ما يعرف بالتفكير الرغائبي ، او الرغبوي، أن تصدق كل ما تتمناه، الذين ينتظرون التسوية مثلاً يكونون مهيئين لقبول أي شائعة، مثل قبول العسكر كل شروط الحرية والتغيير، أو أن فلاناً سيبعد، والذين يقفون على النقيض يصدقون أخبار الفشل.
يا سادتي الشعب يريد أن يعرف، أخرجوا من الغرف المغلقة الى فضاء الشارع واشرحوا له ما لديكم. او ليس هو سيد الكل؟؟.
الشعب سيد الكل باعتباره ورقة التفاوض والمواكب والانقلابات، لكنه آخر من يعلم عن ما يدار باسمه في أجندة الساسة السودانيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.