في ذمة الله الشاعر الكبير صلاح حاج سعيد
الخرطوم _ السودان نت
إنتقل إلى رحمة الله صباح اليوم بمستشفي الجودة بالخرطوم أثر عله لم تمهله طويلا الشاعر الكبير الاستاذ /صلاح حاج سعيد.
صلاح حاج سعيد أحد الأصواتِ الشعرية المميزةِ في تاريخ الأغنيةِ السودانية العظيمة ولعله عاصر زمانين في مسارِ التطورِ الشعري الغنائي السوداني، إذ أسهم مع الجيلِ الذي برز في سبعينات القرن المنصرم في تجييرِ الأغنيةِ لعاطفةِ المرحلة، ولكنه تمكن في نهايةِ السبعينات أن يخطَ سطورا لتحديثِ الأغنية مع حلولِ جيلٍ متمرد على نسقِ القصيدة التي تُجيزُها لجنةُ النصوص بالإذاعة السودانية فقد نقلنا إلى مرحلةٍ غَنيةٍ من تلقي المفردةِ الشعرية التي تمتزج بالعاطفة المباشرة، والرمزية معاً.
صلاح من مواليد الخرطوم حيث درس فيها الأولية والمتوسطة في الخرطوم شرق، والخرطوم الأهلية الوسطى، وكذلك مدرسة جمال عبد الناصر وتخرج من جامعة القاهرة فرع الخرطوم (النيلين) كلية الحقوق 1974م، ثم التحق بالعمل في عددٍ من المؤسسات القانونية من ضمنها مؤسسة التأمينات الاجتماعية ، وتدرج حتى صار رئيساً لها ، قبل أن يحال للصالح العام في عام 1990م بعد إنقلاب الجبهة الإسلامية المشئوم.
رفد صلاح الساحة الغنائية السودانية العديد من الأعمال أبرزها، لمحمد ميرغني، لو كان عصيت امرك انا_ وما قلنا ليك _كفاية الوحدة _ بعدك وحيد، وللفنان عثمان مصطفى، البينا ما ساهل _وصدقني _موعود _ وكتب للطيب عبد الله _ لقيتو واقف منتظر، وكتب للبلابل، نوّر بيتنا ولحسين شندي يا جميل يا منتهى الالفة وقد شكل ثنائية مع الفنان مصطفى سيد احمد كان أبرز نتاجها، لسه بيناتنا المسافة _قمر الزمان _الشجن الأليم _عدى فات _الزمن الخرافي _عينيك مدن واعمال أخرى لمصطفى وعد مقدر من الاعمال لفنانين آخرين.
رحم الله ابو (سعيد) بقدر ما قدم لوطنه ولأهل وطنه وللساحة الغنائية السودانية خالص التعازي لأسرته وأبنائه ولكل الشعب السوداني في هذا الفقد الجلل ولا نقول إلا ما يرضي الله انا لله وانا اليه راجعون.