57 عاماً من حل الحزب الشيوعي ثوار الهامش: العلمانية تعيشو انتو ما ناس عبد الله الطيب جدو حلوها

0 70
كتب: د. عبد الله علي إبراهيم
.
المحاكمة بالأجداد من بدع حركات الهامش. فسمونا في الشمال ب”أبناء الزبير باشا” أي أن النخاسة في دمنا . . . تتخللنا. وأزعج بها أقرى جادين، الزعيم الجنوبي، أستاذنا عبد الخالق محجوب في مؤتمر المائدة المستديرة (١٩٦٥) فرد عليه قائلاً: “نعم نحن أحفاده لا نتوارى من تاريخنا لنحسن فهمه. فأبناء الزبير يا أقرى صار فيهم حزب شيوعي”. خليك مع الزمن. وكان أستاذنا لا يري مثلاً في الندى والبأس على تجاوز الشمال لأكثر تاريخه مثل قيام حزب هو اتحاد اختياري لمناضلين بالكادحين للوطن والاشتراكية.
وكذلك كان يكفي الحركي الدارفوري رمينا ب”جلابي” وحجته كملت. والجلابي هو أحد جدودنا المتهم بالتجارة الجائرة في الهامش. وما أزال قلق الخاطر لكلمة نشرها أبكر آدم إسماعيل وصف اتحاد الكتاب ب”اتحاد الشايقية” بعد فوز لجنة بانتخاباته فيها كمال الجزولي الذي وجب الورع في حرمه. ولن يجد أبكر الإنقاذ تختلف معه في التعريض بالاتحاد (والتنكيد عليه بل وحله) وإن لم تذهب معه إلى نهاية الشوط مثل الطعن في شايقيته.
وأريد هنا مباراة الرد مع مسلحي الهامش في لعبة التنابذ بالجدود. فهم عندي أبناء “جدو” (النائب البرلماني عبد الله الطيب جدو) لأنه كان على رأس قائمة نواب أكثرهم من الهامش اقترحوا حل الحزب الشيوعي للجمعية التأسيسية في ١٩٦٥. وكان حله مقتلاً للديمقراطية لم تقل بعده أحيا يا العافية. وكان لجماً للنوارة العلمانية التأسيسية في السياسية السودانية منذ الأربعينات.
تى سمعت عبد العزير أدم الحلو وعبد الواحد نور، من أبناء جدو، يضعان العلمانية شرطاً للدولة السودانية المنتظرة عدت إلى وقائع الجلسة البرلمانية في الاثنين 15 نوفمبر 1965 التي قررت حل الحزب الشيوعي. وسألت نفسي: ألم يأت الحلو ونور من الهامش متأخرين إلى هذا المطلب بعد أن قضى جيل آبائهم على “نوارة” العلمانية قضاء مبرماً
ففي تلك الجلسة (رقم 20) تم عرض الاقتراح التالي للجمعية التأسيسية (الدورة الأولى):
“إنه من رأي هذه الجمعية التأسيسية بالنسبة للأحداث التي جرت أخيراً في العاصمة والأقاليم (ندوة معهد المعلمين العالي وحديث الإفك)، وبالنسبة لتجربة الحكم الديمقراطي في هذه البلاد وفقدانه للحماية اللازمة لنموه وتطوره، أن تكلف الحكومة للتقدم بمشروع قانون يحل بموجبه الحزب الشيوعي السوداني، ويحرم بموجبه قيام أية أحزاب شيوعية أو أحزاب أو منظمات تقوم مبادئها على الالحاد أو الاستهتار بمعتقدات الناس أو ممارسة الأساليب الدكتاتورية”.
وقدم الاقتراح:
1. السيد/ عبد الله الطيب جدو الدائرة 137 الفاشر الغربية. حزب أمة
2. السيد/ عبد الرحمن احمد عديل الدائرة 203 حمر الشرقية حزب أمة ؟.
3. السيد/ عبد القادر أوكير الدائرة 173 أروما. مؤتمر البجا
4. السيد/ محمد كرار كجر الدائرة 177 الاوليب. مؤتمر البجا
5. السيد/ مضوي محمد أحمد الدائرة 67 المسيد. اتحادي
6. السيد/ محمد يوسف محمد دوائر الخريجين. إسلامي
وأجيز بأغلبية: 151 المؤيدون و12 المعارضون 9 الممتنعون.
ولم يعارض الاقتراح سوى الشيوعيون. وامتنعت طائفة من الاتحاديين. ولجّ الأب فيلب عباس غبوش من اتحاد جبال النوبة نوعاً ما. وقال إنه سينسحب عند التصويب بعد القاء كلمة جمعت بين الاحتجاج للديمقراطية واستنكار الشيوعية. قال:
قال السيد المسيح: أعط ما لله لله وما لقيصر لقيصر. نقف اليوم إجلالاً للرب العظيم الذي أعطانا الايمان. إنني أقف في جانب المعارضة ولكنني لست شيوعياً. إذا وقف جميع السودانيين صفاً واحداً فإن السودان لن ينهار، ولحققوا لهم ولغيرهم حياة أفضل. إن الامر أمر دين وهو أمر مهم ولكن ينبغي ألا نزج بالدين في السياسة وبالسياسة في الدين. ويجب الا توجه السياسة الضربات للديمقراطية لأنها مسؤولية كل انسان حر. إن الشعب السوداني خليط من الشعوب المتدينة وأخرى لا أقول إنها مُلحدة ولكنها أمية. وأود أن يحترم كل انسان مذهب الآخرين. إن الأمر الذي نحن بصدده الآن أمر مشين (النبأ الفاسق من معهد المعلمين) لأنه يطعن في الأنبياء وهم رُسل الله في الأرض، وأنني كزعيم ديني لا أقبل أن أقف في صف انسان يطعن في نبي. ان الذين صوتوا لانتخابي مواطنون إسلاميون وغيرهم. وأنا مسيحي استنكر وآسف على انتشار هذه الأفكار المضللة التي نحن في غنى عنها. وإذا ما طرح هذا الاقتراح للتصويت فإنني سأنسحب من الجلسة.
لثوار الهامش حجة قائمة أن المركز هو المركز لو طالت عمامته. كلهم جلابة مندكرو إلخ. وكلنا خطاؤون جِبلة فينا من لدن الزبير باشا، أو أعيان أم درمان الذين ذاعت اساءتهم المعلومة للمرحوم علي عبد اللطيف في أوساطهم. فهل سيقبل ثوار الهامش منا، على هذه الحيثيات، تحميلهم مسؤولية إزهاق نوارة العلمانية في السودان بأيدي آبائهم من النواب الذين كانوا السهم الرامح في حل حزبنا؟
العلمانية تعيش انت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.