وإن طارت غنماية!

0 77
كتب: فايز السليك
.
بعد خروجي من المعتقل ببضعة أيام توقف رجل ( يشبه الأمنجية، من حيث زيه وسيارته وطريقة حديثه) قال لي ( اوقفوا الدم) تساءلت مستغرباً ( من الذي يوقف الدم؟ الذي يقتل المتظاهرين أم الذي يشارك في المظاهرات؟ ) قال ( انتم من تحرضون الشباب) قلت له ( من نحن؟ أنا شخصياً لم احرض أحداً، بل حين خرج هؤلاء الى الشوارع انا كنت في معتقلاتكم، أنتم الذين يجب عليكم وقف القتل).
اغضبني أنه تحرك بعربته، ولم يترك لي فرصة إكمال حديثي والقول له ( يمكنك أن تأخذ الحصان الى النهر، لكنك لن تحبره على شرب المياه، والمحرش ما بكاتل) . تركني وسط غبار ه الذي علق بقميصي واختلط مع عرقي المنساب بغزارة في نهار خرطومي ( شتوي، حار)، اكره السير على الأقدام في شوارع الخرطوم البائسة!.
في احد ايام شهر نوفمبر الماضي، بادر بضعة اشخاص بتحيتي، وأنا اهم بالدخول الى مطعم الأحباب في الخرطوم ( ٢)، سألوني عن التسوية ومآلاتها، قالوا لي ( ما تنسوا تعب المواطن) .
تحدثت في حذر، وقلت لهم ان ناس الحرية والتغيير سيصلون الى تسوية، قلت ذلك حتى يستوعبوا انني لست عضواً او قيادياً في تحالف قوى الحرية والتغيير. لكنهم لم يكفوا عن مخاطبتي وكأني خالد عمر، او جعفر حسن، او طه عثمان، وهم أصدقاء بيننا احترام؛مع اني لم اجتمع بهم طوال فترة حوارهم مع المكون العسكري، ولست طرفاً في حواراتهم، ولم أكن حتى حاضراً لحفل التوقيع، لم يدعوني له أحدٌ لأنني لست منهم، ولا اعتبر نفسي شخصاً مهماً عندهم؛ كما لم اسعى من جانبي للحضور من حيث المزاج.
قبل يومين وعند نقطة تفتيش صالة المغادرة في مطار الخرطوم، صافحني أحد العاملين بعد ان فتشني، لم ينس تقديم نصائحه حول أمر البلد، ليكمل زميله الثاني المهمة باعتباري ( قحتاوي أصيل).
وهنا في عالم الفيسبوك، يصر الجميع على اعتباري عضواً بالحرية والتغيير.
يا سادتي وسيداتي ، أنا لست عضواً في اي حزب او كيان ينتمي للحرية والتغيير، ولو كنتةمنهم لكنت ( قيادياً)، من الآخر كدة.
لم يكن أمر تعييني في مكتب رئيس الوزراء السابق، د. عبد الله حمدوك، بواسطتهم، بل ما حدث العكس تماماً فقد انتهى أمد عملي بالمكتب بتشكيل حكومة المحاصصة، ولم اسلم من نيران مدفعيتهم على مكتب حمدوك، لدرجة أن احد الأصدقاء قال لي ستكون ضحيةً ولا يهم) حزنت جداً، لأنني لا اعتبر المنصب العام مكسباً حتى أخسره.
مع هذا أنا لستُ عدواً لهم، ولا هم أعداء لي؛ ربما نتفق في بعض القضايا، ونختلف بودٍ في بعضها.
أنا امثل نفسي، رئيس جمهورية نفسي، وكتاباتي تعبر عني شخصياً.
أكتب ذلك وأعرف المثل ( وان طارت غنماية).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.