جسر الحيرة
كتب: محمد فاروق سليمان
.
لجان المقاومة من حقها يكون عندها موقفها المستقل عن الاحزاب، بس ده ما بيحرم عضو اي حزب من انو ينتمي لي لجنة مقاومة حسب موقعه، وليس بغض النظر عن موقفه: طالما ممكن يقيف موقف مستقل عن حزبه هو برضو.
ده يخلينا نعاين لتعريف المصلحة العامة الملزم: هل هو موقف الحزب؟ ولا موقف لجنة الحي والمقاومة؟؟،بمعنى المصلحة العامة بتتعرف من خلال موقف فوقي للحركة السياسية؟ ولا موقف قاعدي لتعريف الافراد بمصالحهم؟؟
الموقف من عضوية الاحزاب في اللجان القاعدية والاجسام النقابية هو موقف من نظامنا السياسي المقلوب اصلا، والبتيح من خلال وجود كوادر احزاب في اجسام قاعدية زي الحي والاقليم والنقابة فرصة لالتفاف الاحزاب على الجماهير دي وابدا ما وعي الاحزاب بقضايا الناس دي او اختراق “الجماهير” للاحزاب وبالتالي تشكيل رؤاها وبالتالي في تحقيق جدارة تمثيلها وشرعية ممثليها!
قمة الانحلال السياسي عندنا هو كونه الاحزاب مصممة لخدمة طموح قادتها في السلطة ما لخدمة مصالح الجماهير ابدا ، بالتالي هي اجسام مدنية مخروبة معايير نجاحها بقدرة كوادرها علي ترويج استحقاق زايف للافراد ومواثيق هي اول من ينقضها للوصول للسلطة والتحايل على الشرعية وفق مصادرات كتيرة شكلت ارثنا السياسي، وابدا ما معيار نجاحها هو قدرتها على مراقبة ومساءلة قادتها والتدقيق في اهليتهم خلاف الولاء و”الفهلوة”.
اي بناء قاعدي بي طبيعته ما بيبحث تمكين افراد ولا مصالح ضيقة وفق شبكة علاقات نخب السلطة القائمة، بالعكس قاعدة المصالح الواسعة للبناء القاعدي هي البتعرف المصالح العامة public interest وبتعيد تعريف شبكة علاقات السلطة من خلال عمليات بناء مؤسسي بتيح المحاسبة وبتحقق سيادة حكم القانون.
ممكن لانه مخيال المثقف عندنا معتل بمتلازمتي الهيمنة والاختلال عشان كده نظرته لي دوره دائما في اتجاه واحد (جسر النخبة) بيفترض وجود خلاء معرفي عند الجماهير حتى في وعيها بمصالحها! وبالتالي هو بيحدد مصالح الجماهير، وده مدخل الاختلال، وهو الممكن يحققها، ودي مدخل الهيمنة وحيلتها.
كسرة: السودان نفسه ما عاد ذاك الجسر وفق مخيال المثقف الهش؛ على العرب عبوره وعلى افريقيا الحذر منه.
جمعة مباركة على الجميع