سرقة البترول الكبرى ولصوصها.. مراتب الصوفية السودانية..!

0 56

كتب: د. مرتضى الغالي

.

لم نسمع عن بلد في الدنيا يتم فيه سرقة أموال عامة ترتفع إلى ما يتجاوز 120 مليار دولار بواسطة (أشخاص معلومين) في سلطة مشروعة أو مغتصبة ثم يسكت أهل هذه البلاد عن اللصوص… وكأن شيئاً لم يكن… هذا لم يحدث إلا في السودان..!!

الدول الخليجية أو الدول البترولية بقضها وقضيضها أوة حتى الاقتصاد الأمريكي والألماني أو جماعة (الأوبك +) هل تحتمل مثل هذ السرقة فيسكتون عنها وكأن شيئاً لم يكن..؟!

هل خزانة السودان مليئة بالعملات الحرّة إلى هذه درجة تجعها تستصغر مثل هذه المئات من المليارات وانها ليست في حاجة إليها وأن (الموضع بسيط لا يستحق) ولا يؤثر على الميزانية العامة وميزان المدفوعات..!

هذا هو ما حدث في السودان.. فلم نسمع عن أي اجراءت جديّة أو غير جديّة لملاحقة هذه الأموال وأولئك اللصوص في الداخل والخارج.. ولك أن تتخيّل حالة الراحة والطمأنينة والدعة التي يعيش فيها هؤلاء اللصوص داخل السودان وخارجه بعد أن نهبوا عوائد البترول بكاملها ووضعوها في جيوبهم (وناموا على القفا) في قصورهم وعمائرهم.. وأرصدتهم المليارية الدولارية هانئة وادعة مودوعة في مصارف العالم باسمائهم واسماء أبنائهم وأحفادهم وأزواجهم (صويحبات يوسف) آكلات السحت….!

لصوص عوائد بترول السودان معروفون بالواحد (فلان وفلان وفلان وفلان ومن معهم) يعرفهم الغاشي والماشي.. فهل كان مجهولاً لأحد مَنْ كان رئيس الجمهورية الذي تمت في عهده الأغبر هذه السرقات الهائلة (بعلمه واشرافه ونصيبه من الخبطة)…؟! وهل كان مجهولاً لأحد من هو وزير الطاقة الذي أوكلوا إليه إدارة شؤون البترول..؟! وهل كان محافظ البنك المركزي مجهولاً لأحد..؟! أو كان وزير المالية شبحاً هائماً في الفضاء..أم كان مجلس وزراء (زفت الانقاذ) غير مسؤول عن أموال الدوالة وانشطتها وعوائدها…!! لن نتحدث عن برلمات الانقاذ أو أجهزة رقابتها وقضائها ونياباتها فهذا سيرك من الأراجوزات والمهرّجين والمرتشين والساكتين عن الحق..وما هو اسوأ من ذلك..!

ليست هذه هي كل القصة.. ولكن أليس هناك يا مولاي بلاغ واحد جدّي يتحدث عن سرقات البترول..؟! ولماذا لا تتم محكمة كبرى محلية دولية حول ملف عوائد البترول المنهوبة في السودان على غرار (محكمة نورمبرج) حتى يقف الشعب والعالم على هذه السرقة الكبرى التي لا تماثلها سرقة حسب علمنا في تاريخ العالم الحديث… سرقة من عصابة معلومة فرداً فرداً تقول أنها حكومة وتقوم بنهب أموال عامة كانت ستجعل من السودان الفقير في خزانته دولة تضاهي النمور الآسيوية والاقتصادات الناشئة تضارع كوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة.. بين غمضة عين وانتباهتها..!!

واذا تأخرت المحكمة بالمعني القضائي.. لماذا لا يعقد ابناء السودان وخبراؤه محكمة شعبية منقولة بالصوت والصورة تستمر لأيام وشهور يتم فيها شرح كيف تمت هذه السرقات ومن قاموا بها وكم بلغت الاموال المنهوبة وكيفية العمل لاسترجاعها.. أو فلتكن محاكمة اخلاقية تفضح لصوص الانقاذ وتقض عليهم مضاجعهم الهانئة..!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.