فولكر يعرب عن تفاءله بتشكيل حكومة انتقالية رغم أزمة الثقة بين المدنيين والعسكريين

0 82

الخرطوم ــ السودان نت 

أعرب فولكر بيرتس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) في مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة عن تفاؤله حيال الجهود الحثيثة التي تجري حاليا في السودان والتي تبعث الأمل في أنّ السودان قد يجد مخرجاً من الأزمة ويشرع في مرحلة انتقالية جديدة أكثر استدامة.

ودحض الدكتور فولكر بيرتس أية شكوك حول وجود ضغوط دولية للانتقال إلى هذه المرحلة النهائية، ولكنه أشار في هذا السياق إلى وجود “تشجيع دولي لأي عملية تقود إلى تسوية معقولة ومعترف بها ومستدامة”.

وأكد وجود نص صريح  حول قضية “المساءلة”، في الاتفاق الإطاري ، مشيرا إلى أنه ستعقد ورشة عمل تتعلق بهذه النقطة لتوضيحها وإبرازها بشكل أكبر مضيفا: ” صحيح أن هذه المسألة تحتاج إلى نقاش أكبر وتفاصيل أكبر، وإحدى الورش التي ستنظم ستُخصص لهذه المسألة بالذات، ستكون عن العدالة والعدالة الانتقالية وما إلى ذلك”.

وأشار دكتور فولكر بيرتس إلى اهمية المرحلة الثانية والأخيرة في العملية السياسية، مبينا أن الهدف منها الوصول إلى تسوية سياسية ستقود حتما إلى إنشاء حكومة مدنية وإلى مرحلة انتقالية جديدة أو عودة إلى الانتقال السياسي نحو السلام الداخلي والانتخابات والحكم الديمقراطي.

وقال بيرتس انه وبعد مرور اسبوع على بدء المرحلة الثانية والأخيرة في العملية السياسية أن الأمور تسير ببطء، ولكن تسير على المسار الصحيح، مشيرا ان الندوة التي عُقدت حول خريطة الطريق لتفكيك النظام القديم، النظام الديكتاتوري كانت جيدة، وكان النقاش والتعاطي بين السودانيين والسودانيات أنفسهم جادا.

وأشار إلى مشاركة أكثر من 300 شخص في اللقاء الى جانب متابعين للمناقشات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، مؤكدا الإحترام الذي توفر بين الحضور إلى جانب إحترام الرأي والرأي المخالف.

وأكد  فولكر أنه لا تزال هناك معارضة للاتفاق الإطاري قائلا: ” أن هناك بعض القوي وبعض الأشخاص الذين لا يريدون التسوية السياسية، وهناك البعض الذي عارض مبدأ من المبادئ مثلا، ولكن ليس هناك تزايد للمعارضة. “، وأضاف: ” الأسابيع الأخيرة شهدت عددا متزايدا من القوى السياسية والمدنية اتصلت بنا وقالت لنا إنها ستوقع على هذا الاتفاق، ما يعني أن القبول يتزايد أكثر وأكثر”.

وأشار فولكر بيرتس الى تصريح عبد العزيز الحلو قائد الحركة الشعبية شمال مؤكدا: ” انه تصريح مهم بالتأكيد، لأنه يثبت أيضا أن إحدى الحركات المهمة التي كانت خارج أي اتفاق سلام حتى الآن تنظر فعلا إلى ما يجري في السودان حاليا بشكل إيجابي ومتفائل.”

وأكد أنه في حال  الوصول إلى تسوية، فإحدى المهمات للحكومة الجديدة ستكون الدخول في مفاوضات جديدة مع عبد العزيز الحلو وحركته، وانهم وبالتعاون مع أطاف أخرى سيقومون بتيسير هذه العملية ، ويمكن أن تكون حكومة جنوب السودان من بين هذه الأطراف الميسره.

وأعرب بيرتس عن تفاؤله بأن  (الحركات الموقعة) في النهاية ستسير مع العملية السياسية ، قائلا : “إن من مصلحتها أن تكون موجودة وأن تشارك في حكومة جديدة وتخطيط جديد لمرحلة انتقالية جديدة،  ولكن المهم أيضا أن تكون هناك مشاركة واسعة للقوى المدنية من كل البلد.”، مشيرا الى أن الورشة التي عُقدت الأسبوع الماضي كان أكثر من 60% من المشاركين فيها من خارج دائرة الموقعين على الاتفاق الإطاري، الى جانب فعاليات اجتماعية، دينية، إدارات أهلية، مجتمع مدني ، مؤكدا فعالية مشاركتهم

 وأكد المبعوث الأممي أهمية مشاركة المرأة ، مشيرا الى توافق الأحزاب بشكل عام على هدف مشاركة النساء، موضحا عدم القدرة على تأمين مشاركة بنسبة 40 % في كل الفعاليات والمناقشات، مؤكدا  أهمية المشاركة من خارج الأحزاب مهمة، قائلا: ” ليس ضد الأحزاب لكن مع النساء في الأحزاب والحركات”.

وكشف بيرتس عن تواصلهم مع لجان المقاومة والشباب من خارج هذه اللجان في الخرطوم، والمناطق الأخري والولايات الأخرى، مشيرا الى أن أكثر المشاركين في الحوار السياسي من الخرطوم، وان بعثة اليونيتامس ترى أن التفاعل خاصة مع الشباب في مختلف المناطق والولايات مهمة رئيسية لنا.

   وأوضح السيد فولكر بيرتس أن حماية المواطنين من العنف هي مهمة الدولة وان البعثة تقدم مساعدات فنية من خلال وحدة الشرطة، محدودة العدد والتي تساند الشرطة السودانية،  الى جانب العمل مع المجتمع المدني في مسائل حماية المواطنين.

وعبر عن تفاؤله رغم أزمة الثقة بين المدنين والعسكريين كما أشار، وقال فولكر بيرتس: ” أنا متفائل، وأنا متفائل أكثر بكثير مما كنت عليه منذ سنة تقريبا”، مشيرا الى ضرورة الإنخراط في العملية السياسية كي تبنى الثقة بين الأطراف عن طريق البحث عن حلول مشتركة، مشددا على ضرورة القيام ببعض الإجراءات خاصة لإعادة بناء الثقة في نطاق السماح للحق بالتظاهر السلمي دون استخدام العنف ضد المتظاهرين والتنسيق بين المتظاهرين والشرطة، وإطلاق سراح المعتقلين

 وأكد السيد بيرتس، ان الاتفاق خطوة لتشكيل حكومة مدنية جديدة وعلى هذه الحكومة مهمات محددة جدا، مشيرا الى أنها ستكون حكومة انتقالية بتفويض محدود وواضح، عليها النظر (إلى) ومعالجة الوضع الاقتصادي الاجتماعي في الدرجة الأولى؛ وتنفيذ اتفاق جوبا بكامل أبعاده؛ الدخول في مفاوضات مع الحركات التي لم توقع على اتفاق السلام إلى الآن؛ كما عليها أن تحضّر للانتخابات لتنتهي المرحلة الانتقالية بانتخابات نزيهة، لتبدأ بعد ذلك مرحلة ديمقراطية كاملة.

ودعا دكتور فولكر بيرتس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) في ختام مقابلته مع أخبار الأمم المتحدة الشعب السوداني قائلا: “إن هذا الشعب السوداني كان صبورا جدا، فنسأله أن يحافظ على الصبر لدعم كل من يبحثون عن تسوية سلمية لهذه الأزمة  “

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.