انقاذ الوطن من الخراب في اسقاط الانقلاب

0 90

كتب: تاج السر عثمان بابو

 .

1. تدهورت الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية وفقدت البلاد سيادتها الوطنية حتى اصبح كل من هب ودب يتدخل في شؤونها الداخلية ، وتعيث المخابرات الأجنبية  بمختلف صنوفها تخريبا وفسادا ، فضلا عن النهب المنظم والممنهج لثروات البلاد وتهريبها التي تُقدر بعشرات المليارات من الدولارات ، في الوقت الذي تعاني الجماهير الكادحة معيشة ضنكا ، وتعاني البلاد  حالة اللا دولة الراهنة التي تسرح وتمرح المليشيات والعصابات المسلحة نهبا وفسادا ، مما يتطلب السعي الحثيث لفوى الثورة الحية الى الوحدة والتلاحم لاخراج البلاد من هذه الحالة المزرية ، فقد اقترب الانقلاب الدموى من السقوط ، وتوفرت كل الظروف الموضوعية لاسقاطه، ويبقي توفير العامل الذاتي وتعزيز وحدة لجان المقاومة في مواجهة مخطط تخريبها من الداخل من أعداء الثورة.

 فشعب السودان له تجربة طويلة في المقاومة ضد الاحتلال التركي المصري ، والاحتلال البريطاني المصري ، والديكتاتوريات العسكرية بعد الاستقلال التي هزمها كما في الثورة المهدية المسلحة  1885م ، وبحراك جماهيري سلمي كما في ثورة  الاستقلال الثانية 1956م ، وثورة أكتوبر 1964 ، وانتفاضة مارس – ابريل 1985م ، وثورة ديسمبر 2018م  التي ما زالت جذوتها متقدة ، رغم محاولات تصفيتها كما في انقلاب اللجنة الأمنية في 11 أبريل 2019م ومجزرة فض الاعتصام ، وانقلاب 25 أكتوبر ، والاتفاق الإطارى الجارى حاليا ،  مما يتطلب المزيد من التنظيم والاستفادة من دروس اخفاق الثورات السابقة لضمان استدامة الديمقراطية والدولة المدنية الديمقراطية ، ومواصلة انتزاع النقابات وتوسيع قيام التحالفات القاعدية في الأحياء ومجالات العمل والدراسة ، وتقوية وحدة القوى الرافضة للتسوية والهادفة للتغيير الجذري بمختلف مشاربها ، لاسقاط الانقلاب انتزاع الحكم المدني الديمقراطي ، واتقاذ البلاد من الخراب والدرك السحيق الذي وصلته..

2 . واجه انقلاب 25 أكتوبر منذ لحظاته الأولي مقاومة واسعة ، كما في مواكب ومليونيات لجان المقاومة  واستمرارها رغم القمع الوحشي الذي أدي مقتل (123) شهيدا ، واصابة أكثر من (8 الف) مصاب ، اضافة لحملة الاعتقالات والتعذيب والاغتصاب ، اضافة لموجة الاضرابات والاحتجاجات التى شملت حتى التجار ، اضافة لمقاومة جماهير دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبا والشرق لحملات الابادة والقمع الوحشي التي تقودها المليشيات الحكومية وحرق القرى الاغتصاب بهدف نهب الأراضي والموارد ، التي أدت في عام الانقلاب الي تهجيرالالاف ومقتل  واصابة  المئات.

   كما  استمرت مصادرة حرية التعبير كما في اعتقال وضرب الصحفيين ومراسلي القنوات الفضائية .

اتسعت المقاومة كما في موجة الاضرابات والمواكب والوقفات الاحتجاحية العاتية من أجل تحسين الأجور وتعديل الهيكل الراتبي ، والغاء الضرائب والجبايات التي اصبحت فوق طاقة الناس وتركيز الأسعار ، وهجوم العسكر علي المستشفيات ، وضد فساد الإدارات ،، وتحسين بيئة وشروط العمل . الخ ، كما في اضراب اصحاب الشاحنات والحافلات ، والعاملين في الضرائب اضرابات التجاروالعاملين في الكهرباء والداخلية والحكم المحلي ، وزارة الزراعة والغابات ، العاملين في الحجر الزراعي الذي عطل حركة الصادر والوارد الزراعي ، الأطباء ، المعلمين ، وزارة التجارة والتموين ، مفوضية اللاجئين، واضراب عمال السكة الحديد بعطبرة ، والعاملين في وزارة الثقافة والإعلام .. الخ.

–  الوقفات الاحتجاجية والمواكب في الخارج ضد سياسات الانقلاب ومحاصرة رموزه في الخارج وكشف فسادهم وانتهاكهم لحقوق الانسان...

 الاتجاه لانتزاع النقابات ، كما في انتزاع والدراميين  الصحفيين لنقابتهم ، واتجاه بقية الفئات مثل : الأطباء لانتزاع نقابتهم.

– الاعتصامات في مناطق التعدين ضد نهب ثروات البلاد الناضبة ، والعقود المحجفة التي تصل الي 70% لصالح الشركات ، الآثار الضارة للتعدين والمدمر للبيئة والانسان والنبات والحيوان باستخدام مادة “السيانيد”..

 –الحملة لإطلاق سراح المعتقلين وضد التعذيب والاغتصاب ، وفي معسكرات النازحين من أجل توفير الأمن والخدمات الأساسية للنازحين، وانتفاضات المدن والاحياء من أجل توفير خدمات المياه الكهرباء والخبز والوقود .. الخ.

– مقاومة الطلاب لسياسة التحرير في التعليم ومضاعفة رسوم التعليم ، وتوفير ابسط مقومات التعليم ، وتوفير السكن الصحي في الداخليات وزيادة رسومها وتدهور البيئة فيها ، كما في اضرابات ومواكب طلاب جامعتي الخرطوم والسودان وبقية الجامعات واغلاق طريق الجامعة .. الخ .

– مقاومة المزارعين للضرائب والجبايات الكبيرة ، ونهب الأراضي ، ومن أجل توفير مدخلات الإنتاج وتمويل الإنتاج الزراعي وتوفير السماد والتقاوى الجازولين والكهرباء من أجل انقاذ الموسم الزراعي .. الخ ، واستنكار عدم شراء وزارة المالية للقمح هذا العام ، وشرائه من التجار وتصديره لمصر ، رغم شبح المجاعة الذي يهدد حوالي أكثر من 12 مليون مواطن سوداني.

   – كما تتسع المقاومة ضد نهب اراضي البلاد ، في غياب الحكومة الشرعية والبرلمان المتتخب وغياب الشفافية التي تفوح منها رائحة الفساد ،  كما في صفقة ميناء “ابوعمامة” على البحر الأحمر ، ومشروع الهواد الزراعي ، وخط سكة حديد بورتسودان – أدري بتشاد .. الخ.

3 . بعد توقيع الاتفاق الإطارى تتشط قوى التسوية الاقليمية والمحلية رغم تناقضاتها الثانوية في صراع المحاور بين مصر وأمريكا وحلفائها ، لقطع الطريق أمام الثورة القادمة التي سوف تكون أكثر قوة من السابقة ، كما في اسقاط الانقلاب وقيام الحكم المدني الديمقراطي وتحقيق أهداف الثورة كما في :

تحسين الاوضاع المعيشية والاقتصادية ومجانية التعليم والصحة ودعم الوقود والكهرباء والدواء والخبز وبقية السلع الأساسية ،وتأهيل المشاريع الزراعية والصناعية ، وغير ذلك مما جاء في توصيات المؤتمر الاقتصادي التي تجاهلها رئيس الوزراء السابق حمدوك وهرول صوب توصيات الصندوق والبنك الدوليين في التحرير الاقتصادي والتي سار عليها جبريل أبراهيم وزير المالية الحالي التي زادت الأوضاع سوءا وتدهورا.

  تفكيك التمكين واستعادة أموال الشعب المنهوبة ، والترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات الكيزان وقوات الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد ، وضم شركات الجيش والأمن والدعم السريع والشرطة لولاية وزارة المالية.

 المحاسبة وتقديم مرتكبي الجرائم ضد الانسانية والإبادة الجماعية للمحاكمات ، والغاء كل القوانين المقيدة للحريات ، والاصلاح العدلي والأمني والعسكري تحت قيادة الحكومة المدنية ، وقومية ومهنية الخدمة المدنية والنظامية ، وسن قانون ديمقراطي لنقابة الفئة الذي يؤكد ديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية

 الغاء اتفاق جوبا الذي فشل في وقف الحرب وتحول لمنافع ومناصب للموقعين عليه كما في الصرف البذخي لزيارة جبريل الأخير لجنوب دارفور باسطول من السيارات الفارهة التي تقدر تكلفتها بملايين الدولارات كافية لتوفير مرتبات المعلمين وتوفير احتياجات النازحين العاجلة ، والاتجاه للحل الشامل والعادل الذي يخاطب جذور المشاكل ، وعودة النازحين لقراهم  والمستوطنين لبلدانهم ، وحل المليشيات وجمع السلاح ، وتسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية.

 السيادة الوطنية ، وقيام علاقات خارجية متوازنة ، وإعادة النظر في اتفاقات الأراضي التي تصل عقودها الي 99 عاما ، واتفاقات التعدين المجحفة ، وعودة اراضي السودان المحتلة (حلايب ، شلاتين ، ابورماد ، الفشقة .. الخ)، ووقف تصدير المرتزقة والقوات لحرب اليمن او غيرها.

 عقد المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية للتوافق علي شكل الحكم ودستور وقانون انتخابات ديمقراطي ، يضمن قيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.