تعقيب على د. عشاري أحمد محمود.. عندما يصل التطرف والفجور.. حد اللوثة!!(2-2)

0 68

كتب: د. عمر القراي

.

(وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ) صدق الله العظيم

يتحدث د. عشاري عن “المفزعات” التي روجها خبراء “البروباغادا”، مثل: “التظاهر يسبب التعرض للموت” و “الحرب الاهلية قادمة ما لم تقبلوا الاطاري”، و”عصابات النيقرز”، ثم يقول (فذلك أعلاه هو معنى كلام أزهري بلول ومعنى كلام كل جمهوري منضم الى الاتفاق الاطاري لا ينقذ احتيال بالكلمات أياً منهم من واقع سقوطه الأخلاقي… اليوم هم الرصيد الاحتياطي القادم للجنجويد تم ترتيبهم بالرشاوي ليكونوا جاهزين عند الطلب). هكذا يحمل التطرف الأخرق، رجلاً مثل د. عشاري، يدعي أنه حريص على العدالة، وحقوق الناس، الى إتهام الأخ ازهري بأنه استلم رشوة، ليدافع عن الاتفاق الاطاري، ويبرئ قائد الجنجويد من جرائمه ضد الإنسانية. فلمصلحة من يورط د. عشاري نفسه، في إساءة سمعة شخص، يمكن أن تعرضه للمساءلة القانونية؟ً وهو لا يعرف الأخ أزهري بلول، ولا يتصور القيم التي يعيش عليها، ولا يعرف كيف يكابد شظف العيش الكفاف، ولم ير بيته الذي يعيش فيه، حتى يعرف اذا كان مثل هذا الشخص، يمكن أن يكون استلم أموالاً ورشاوي أم لا، فكيف سولت له نفسه، وكيف سمحت له مرؤته، أن يخوض في هذا الأمر، وهو خال الوفاض من أي دليل؟! أبعد كل هذا لا تستحي أن تتحدث عن السقوط الأخلاقي؟!

لقد ذكر الأخ أزهري بلول، في حواره مع الأخ الشيوعي، إن أسماء محمود شاركت الثوار في مظاهراتهم. ولو كان د. عشاري خصم فكري عاقل، لكان رده على هذه النقطة كالآتي: نعم أسماء شاركت في المظاهرات، وهذا موقف صحيح، يحسب لها، ولكنها وافقت على الاتفاق الاطاري، وهذا موقف خطأ، يحسب عليها. فماذا كان تعليق د. عشاري؟! قال (يتصنع أزهري أنه لا يدرك أن مثل أسماء وغيرها هنالك كذلك أمنجية مندسين ويتقدمون المظاهرات)!! فهل كانت الأخت أسماء محمود، داخل المظاهرة لتتصيد الثوار، وتضربهم أو تعتقلهم، كما يفعل الأمنجية؟! والأخت أسماء لم تشارك في المظاهرات وجاهة، لتظهر في صورة أو صورتين، لأنها رغم كبر سنها، وكونها مريضة بعدة أمراض، لم تتخلف عن أي مظاهرة أعلنتها لجان المقاومة!! وكانت تقف في الصفوف الأولى، مع شباب في عمر أبنائها، أو احفادها، تضرب، وتختنق بالغاز، وتسقط على الأرض مثلهم.. ونحن لا نتوقع من الشيوعيين الإشادة بها، ولكننا لم نكن نتوقع أن يبلغ الفجور بأحد، مهما كان حظه من سوء الخلق، أن يجحد وينكر ما رآه كل الناس.

ويمضي د. عشاري في اتهاماته التي لا يسندها دليل، فيقول (وأيضاً فإن القانونية الأستاذة أسماء على علم بأن هذه الجرائم ضد الإنسانية ممنوع أي عفو سياسي عنها مما هو ثابت في القواعد الآمرة في القانون العمومي العدلي… أسماء بالقانون مع آخرين متواطئة في جريمة التغطية على الجرائم ضد الإنسانية وفي الاتفاق الجنائي لتعويق سير العدالة منعاً للملاحقة الجنائية للجناة الكبار الموقعين معها صكوك المشاركة في السلطة والسلطة هي المدخل الى المال فلنتتبع اثر المال الأمارتي والسعودي هذه ثلة الجمهوريين وقد فقدت انسانيتها بعد أن انتهى أثر فكر محمود عندها وبعد ان اكتشفت الشلة على آخرة اغراء المال المتدفق مع الرشاوي الإماراتية والسعودية انضمت الشلة الى قطيع القحاتة العواطل غير المؤهلين).
هذا ما زعمه د. عشاري، وهو كل زور وبهتان.. لأن الأخت أسماء لم تعوق سير العدالة، ولم يكن في يدها سلطة لتمنع أحد من الملاحقة الجنائية للجناة الكبار، وهي لم تغط على جرائم أحد. وليس في الدستور الانتقالي حصانة لمرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، كما لم ينص على اعفاء حميدتي أو البرهان، من أي ملاحقة في المستقبل. والحصانة التي وردت به حصانة إجرائية، لشاغلي المناصب الدستورية، اللهم إلا أن يكون د. عشاري قد اعتمد على النسخة المزورة، غير المختومة، التي نشرها الفلول، وأدخلوا فيها ما شاءوا حتى ينفروا عن الاتفاق الاطاري.
إنني أتحدي عشاري أحمد محمود خليل، على رؤوس الاشهاد، أن يثبت بأي دليل أن أسماء محمود محمد طه، قد استلمت أي مال، في أي وقت، من الإمارات، أو السعودية، أو من أي جماعة، أو فرد داخل أو خارج السودان، باسم الحزب، أو بصفة شخصية. إن الجمهوريين يتحرجون من الحلال الطيب، خشية شوائب الحرام، لأنهم يراقبون الله، فيما يأتون وما يدعون. أما د. عشاري فهو يعتقد أن الدين خرافة، أسمعه يقول (واليوم واضح لنا أن استنارة الجمهوريين المزعومة لم تتجاوز كونها استنارة دينية أي مؤطرة في خرافة الدين)!! فإذا كان الدين عندك خرافة، فما هي مرجعيتك الأخلاقية ؟! ولماذا لم تعصمك من الكذب، ورمي الناس بالباطل، الذي لا تستطيع اثباته ؟! وهل حقاً يقف د. عشاري مواقف متسقة، من الجرائم ضد الإنسانية وضد الفساد؟! نريد أن نسمع منه إدانة للاتحاد السوفيتي، وما ارتكب من فظائع في أوكرانيا، نريد أن نسمع نقده لشركة “فارنر” الروسية، وسرقتها للذهب السوداني، بالتواطؤ من قائد الجنجويد.

يقول د. عشاري (نسى أزهري بلول مع الثلة جسارة محمود في وقوفه بالتحدي أمام الطاغية وأمام المال والسلطة) وحتى الأستاذ محمود، لم يسلم من الشيوعيين. فبالرغم من أنهم أيدوا انقلاب النميري في عام 1969م، وحتى اختلفوا معه وضربهم في عام 1971م، إلا أنهم ادانوا تأييد الأستاذ لنظام نميري، رغم أن الجمهوريين كتبوا أنهم يؤيدون نظام نميري، لأن بديله الطائفية والاخوان المسلمين، وهم أسوأ منه. وكتب بعض الشيوعيين أن الأستاذ محمود يخاف من بطش نميري!! فلما انحرف نميري عن مبادئ مايو، وصالح الطائفية والاخوان المسلمين، وتبني برنامجهم في القوانين الإسلامية، عارضه الجمهوريون ووقف الأستاذ موقف الجسارة، الذي شهد به كل الناس بما فيهم الشيوعيون، دون ان يعتذروا عن موقفهم السابق. وقبل ذلك حين أصدر الحزب الجمهوري، كتاب مشكلة الشرق الأوسط بعد هزيمة عام 1967م، ودعا فيه العرب لمصالحة إسرائيل، هاجمه الشيوعيون، ووصفوه بأنه عميل صهيوني، يتلقى الأموال من إسرائيل. وكانت هذه الإتهامات قد رفعها الاخوان المسلمون، وأشياخ الفقهاء، وذكر الشيخ الأمين داؤود في كتابه، أن الأستاذ يستلم أموالاً طائلة من اليهود والغربيين!! إن الشيوعيين والاخوان المسلمين وجهان لعملة واحدة.

يقول د. عشاري (وقبلهم انضمت الى عبادة هذا الجنجويد قيادات قوى الحرية والتغيير وجموع الدعوجية المتخصصين في مجال الكتابة الاحتيالية المتدبرة: خالد محي الدين، رشا عوض، الحاج وراق، الباقر عفيفي، عبد الرحمن الأمين ومجموعته من الصحفيين، والقائمة لا نهاية لها) فهل كل هؤلاء المثقفين الوطنيين، المعروفين، خائنين، ويعبدون حميدتي، ويعتبرون محتالين، لأنهم يؤيدون الاتفاق الاطاري؟! فما ظن د. عشاري بلجان المقاومة؟! هل سيصفهم بالخيانة بعد كل تضحياتهم، لو أنهم وافقوا على الاتفاق الاطاري؟! جاء في خطاب تنسيقيات المقاومة بولايات السودان، الصادر في يناير 2023م (من تنسيقيات المقاومة بولايات السودان الى المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير

الى ممثل الأمم المتحدة لبعثة اليونيتامس
الموضوع: اعلان موقف التنسيقيات للانضمام الى القوى الموقعة على الاتفاق الاطاري والاتفاق السياسي القادم.

… لقد اجمعنا الرأي على أن لدينا شروطاً وتحفظات تستوجب الحوار والتوضيح قبل الدخول في المرحلة التالية واتفقنا على تأييد الاتفاق الاطاري والانضمام الى المجموعات والمكونات الموقعة عليه مع مواصلة الحوار معكم وكافة المجموعات من اجل رسم طريق المرحلة القادمة وخاصة هي أهم المراحل مرحلة الاتفاق السياسي وبرنامج الحكومة الانتقالية المستقلة القادمة قريباً بحول الله وعونه). ولقد ذكر بيان لجان المقاومة نقاط تحفظهم على الاتفاق الاطاري، ودعوا القوى الموقعة عليه للنقاش حولها، وذكروا أنهم سيوقعون على الإتفاق إذا اعتبرت نقاطهم التي اثاروها. المهم في الموضوع، أن هؤلاء الشباب الثوريين الحقيقيين، لم يصفوا الموقعين على الاتفاق الاطاري بالخيانة، والعمالة، وعبادة الجنجويد. ولم يرفضوا الحوار معهم، فلماذا لا يتعلم د. عشاري من هؤلاء الثوار، كيفية إدارة الخلاف الفكري والسياسي، بعيداً عن السباب المقذع، والتخوين، والاتهامات الكاذبة، والاسفاف، الذي لا يليق بالشرفاء؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.