#لايف ١-٢

0 59
كتب: محمد فاروق سليمان
.
الكلام ده ممكن ما نتفق حوله لكن خلونا نخلي اختلافنا ذاتو امر عادي..
فيما يختص بكثير من الدعاوى عند الحركة المدنية السياسية مافي فرق بين الحرية والتغيير/المجلس المركزي أو الحرية والتغيير/الكتلة الديمقراطية، ولا في واحدة من الاتنين ديل افضل ولا احق بتمثيل الثورة، في الحقيقة الاثنين بيمثلوا روحهم وطموحهم، وده حقهم طبعا، لكن الاثنين بتركبوا نفس الخطيئة باصرارهم على تمثيل الثورة. واختطاف تمثيل “جماهيرها”، ( وده ما ممكن مهما غالط وغالى كلاهما).
موقف الاثنين ديل من المكون العسكري او الامني ما مختلف، الاثنين هم سبب في اعطاء الجيش سلطة سياسية من خلال اداءهم بعد ١١ ابريل، وده اداء متصل منذ سقوط البشير دور الاثنين فيه متطابق، والحقيقة وكنتيجة للاداء ده وجود الاثنين في المشهد بقا مرتبط ببقاء الجيش في السياسة، لانه الاثنين ما عندهم القدرة على بناء قاعدة جماهيرية، او ارساء قواعد للتوافق المدني والبناء المؤسسي الديمقراطي يتيح صعودهم للسلطة فاختاروا طريق مختصر: بدل التفاهم مع الجماهير والتوافق معاها اختاروا التفاهم مع الجيش والاتفاق معاه. (وفي ده الاتنين ما اختلفوا عن المؤتمر الوطني ذات نفسه! وان بذّهم في اخضاعه للجيش لسلطته وليس العكس!!).
موقف الاثنين من التسوية برضو ما مختلف، هم الاثنين بتكلموا عن تسوية “سلطانية”، وابدا ما تسوية تاريخية، ودي تسويات متكررة في تاريخنا سواء في تاريخ الكفاح المسلح او النضال السلمي، وهي السبب المباشر في الردات في تاريخنا وتهديد كسب الانتفاضات واكتمال اشواط التغيير منذ الاستقلال، وده السبب في انو في تاريخنا تعددت فيه الثورات والانتفاضات وتكرر تبديدها ايضا، الاتنين يستهدفوا المحاصصة في السلطة والثروة (شوف الربط بين السلطة والثروة ده نفسه ازمة وفق طبيعة التسويات دي في الحفاظ على ارث دولة استعمارية ناقصة الاستقلال والاصالة بعد وفق تشريح نخبها)، وابدا ما بيطرقوا لي مباديء التأسيس، عشان كده عندنا عجز وقصور ظل ملازم للتسويات دي واتفاقات مشاركة السلطة؛ عجز عن استدامة الاتفاقات نفسها وبقا عندنا ارث نقض العهود والمواثيق، وقصور الاتفاقات المنقوصة والمنقوصة على مخاطبة ارث العنف الممنهج للدولة والسماح باستمراره وتناسله، في اوقات سابقة صاحب كل الاتفاقات في التاريخ عفو غير مشروط، والان بتم التحايل على تغافل تحقيق العدالة بابتذال مفهوم العدالة الانتقالية، عشان كده بنلقاه موجود في ادبيات الطرفين ديل كإكليشيه غير مقصود معناً، وغير ملزم قيمةً!
الاثنيين مدخلهم للتفاوض والحوار ملتوي، والاثنين حريصين علي تشويه التفاوض وادوات العمل السياسي عموما، بما في ذلك الانتخابات البتم تخويفهم بيها (!)، سواء بي التهديد بالعودة للحرب مثلا عند الكتلة الديمقراطية (!!)، او شعار غير جدي زي اللاءات الثلاثة عند المجلس المركزي (!!!)، الموقفين ديل بتيحوا حوار غير شامل وتفاوض حصري عليهم: عند النكوص عن اللاءات الثلاث بيكون من الصعب ترتيب عملية التفاوض بشكل سليم، واختيار التمثيل بشكل معبر ومؤسسي عن حركة الجماهير، وهنا اختطاف التمثيل عند المجلس المركزي بيكون (فهلوة) وعند الكتلة الديمقراطية بيكون (بلطجة).
على مستوى الاشخاص مافي فرق بين الشخص “الفهلوي” والشخص “البلطجي”، يعني بي لغة مباشرة ممكن نقول مافي فرق بين خالد سلك او مبارك اردول، او بين عسكوري وطه مثلا، ودون اسهاب حول كيفية صعود اي من ديل او قدرتهم على البقاء في السطح حتى لا يتحول النقاش ده لي شخصنة، او يكون دافع للتحامل سواء من حواريي اشخاص عندهم رصيد نضالي او حتى كيف يرى اشخاص من غير رصيد نضالي انفسهم، وان كان في الحقيقة انا عايز نتجاوز شوية معيار الرصيد النضالي كمعيار وحيد للاستحقاق او معيار اصلا للجدارة، عشان ما نضع انفسنا فوق المساءلة والمحاسبة في ظل غياب العمل المؤسسي وتحكيم قيم الديمقراطية وسيادة حكم القانون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.