لماذا يقف الاسلاميون ضد الإصلاح العسكري؟

0 69

كتب: فايز الشيخ السليك 

.

عندما أراد عمرو بن العاص خداع علي بن ابي طالب، أمر قومه من مقاتلي جيش معاوية بن سفيان، برفع المصاحف فوق أسنة الرماح.
وقتها كان جيش علي منتصرا، لكنه استجاب لحيلة التحكيم الماكرة التي انجت جيش معاوية.
كان رفع المصاحف ( خديعة) شقت جيش،علي فخرج منه الخوارج بحجة أن لا حكم الا الله، ذاك الموقف الذي رآه سيدنا علي كلمات حق أريد بها باطل.
وبني كوز، يعيدون ذات سيرة المكر، يرفعون هذه المرة راية الجيش.
يقفون ضد الإصلاح بحجة الحرص على الجيش، يقولون لا وطنية بلا جيش؛ بل يتجاهلون عن عمد، رؤية ان إصلاح الجيش جزء من إصلاح الوطن.
لا يريدون جيشاً واحدا، فهم من أنشأ الجيوش الموازية، اتوا بفكرة الدفاع الشعبي خوفاً من ان ينقلب الجيش على حكمهم، فظنوا أن تعدد البنادق بمنجيهم من غضب الشعب، مثلما خططوا لتجييش الكل ، واستغلال الدين لحرب الجنوب.
انشأوا المليشيات القبلية، المراحيل، فرسان العرب، الجنجويد، حرس الحدود، الدعم السريع كي تحارب الحركات المسلحة في دارفور لاختلاف تكتيكات حرب العصابات عن الحروب النظامية.
وهم ضد ان يكون الجيش قومياً يعبر عن السودان في تشكيلاته وافراده وضباطه.
وهم ضد التوجه الوطني حتى يظل جيشاً عقائدياً يعبر عن تيارهم وحدهم.
هم لايريدون ابعاده عن السياسة حتى يبقى مطيةً لهم، يستخدمه ود ابراهيم وهاشم وغيرهما لتنفيذ أجندة الحركة الإسلامية.
هم يريدون الاستمرار في الحكم رغم أنف الشعب الذي ركلهم خلال ثورة ديسمبر، التي يكرهونها.
يكرهون ديسمبر، ويكرهون الاصلاح الكلي، لكن يتمشدقون بالخوف من استهدافةالجيش على طريقة رفع المصاحف فوق اسنة رماح بني معاوية.
وما بين بني أمية، ولني كوز مكرٌ واحتيال وخديعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.