المثقف والبوت العسكري

0 49

كتبت: رشا عوض

.

المثقف المحترم مهما كان رأيه سلبيا او حتى عدميا في القوى السياسية المدنية يستحيل ان يتورط في موالاة العسكر ويتحول إلى بوق دعائي لهم!
هذا عيييب ومخجل جدا!
للأسف سقط كثيرون في هذا العار ويحسبون ان اتقانهم لفنون السخرية والاستخفاف بالمدنيين سيحول سقوطهم إلى بطولة!
المثقف الذي يحترم شعبه وقبل ذلك يحترم نفسه لن يتحول إلى كرباج لجلد القوى السياسية المدنية – مهما اختلف معها- بواسطة عسكر خلاصة مشروعهم للوطن هو حماية الفساد والنهب المنظم لثروات الشعب لصالح مافيات داخلية وخارجية بشتى الوسائل وفي مقدمتها قتل العزل لمجرد التظاهر السلمي!
مشروع بل واجب ان يكون للمثقف رؤية نقدية لكل الفاعلين السياسيين مدنيين وعسكريين، ولكن عندما يكون الصراع بين خياري التحول الديمقراطي وتكريس الوضع الانقلابي، اي بين الثورة والثورة المضادة التي يمثلها الانقلاب بلا مواربة، فلا مكان للحياد ابدا، وحتى لو سلمنا بفرضية ان المدنيين أنفسهم ثورة مضادة ويسعون لمشروع استبداد مدني وصراعهم مع العسكر ليس جذريا ولهم تفاهمات سرية مع العسكر ومحور اختلافهم هو الانصبة في كعكة السلطة، فليس في ذلك مبررا اخلاقيا للمثقف ان يتحول إلى كرباج في أيدي العسكر ويقبض الثمن ويظنه حلالا بلالا! بل واجب المثقف المحترم في هذه الحالة إما ان يساهم بما يستطيع في انضاج بديل مدني محترم لصالح انتصار قيم وأهداف الثورة وإما ان يلتزم باضعف الايمان ويعتصم بمنصة الاستقلالية السياسية والاستقامة الاخلاقية في المواقف التي لا تقبل القسمة على اثنين ابدا!
تجربتنا التاريخية اثبتت أن اي مثقف نذر نفسه لتلميع البوت العسكري لم ينجو من ان يدهسه هذا البوت ويدوس على رقبته في آخر المطاف ! فلماذا ما زال هناك من ينتظر نتيجة مختلفة من تلميع البوت العسكري؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.