المنتصر والمهزوم في حرب الخرطوم

0 84

كتب: ذوالنون سليمان 

.

حرب الجنرالين لازالت في بدايتها ، وخلافا للمتوقع ، نجح الدعم السريع في تأخير احتفالات البرهان ليوم اخر ، ولكن ، لماذا حدث ما حدث ؟
وما هي عوامل الانتصار فيما تبقي من ساعات قادمة ؟ ومن المهزوم ؟
خلفيات الصراع المسلح بين الجيش والدعم السريع تعود لمواقف قيادات المؤسستين من الإتفاق الاطاري ومحاولة تضمينهم لنصوص دستورية تحفظ وتدعم إستمرارية سيطرتهم علي السلطة والثروة بشكلٍ انفرادي ، خلافًا لشركاتهم عند إعتقالهم للرئيس المخلوع البشير أو عند توقيعهم للوثيقة الدستورية مع قحت ، أو عند انقلابهم علي الحكومة الانتقالية في ٢٥ أكتوبر .فالبرهان بعد إضعافه لقوي الحرية والتغيير وإختراقه لتحالف الدعم السريع والحركات المسلحة وضمان دعمها له من خلال تحالف الكتلة الديمقراطية وعناصر النظام السابق ، الدعم السياسي والإقليمي أهل البرهان للتخلص منقولات الدعم السريع والتمهيد لعودة الإسلاميين للحكم من خلال المحافظة علي وجودهم في الجيش وإلغاء تأثير الدعم السريع العسكري والسياسي والاقتصادي بالدمج أو الحل “عدوهم الذي أطاح بقائدهم ” . تحالفات البرهان الجديدة جعلت حميدتي يشعر بالخطر علي مستقبل قواته وسلطته ، ووجد في تحالف قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي والإتفاق الاطاري المدعوم من المجتمع الدولي وقوي إقليمية مؤثرة ضآلته كضامن لوجوده العسكري وطموحاته السياسية ، الأمر الذي جعله يعلي من سقفه التفاوضي حول مستقبل قواته ويجعلها ندًا للقوات المسلحة . تصورات القيادتين المستندة علي مراكز قواهم جعلت إستمرارية شراكتهم أمر مستحيل وصدام قواتهم أمر حتمي ، وحدث ما حدث .
عوامل الانتصار فيما تبقي من ساعات قادمة رهين بمقدرة الطرفين علي فرض السيطرة في ميدان المعركة الذي يشمل الخرطوم ودارفور ، والقدرة علي الاستمرارية القتالية بما فيها من تعويض الخسائر البشرية والمركبات العسكرية والذخائر ، وكسب الشارع السياسي وحواضنه الشعبيه ، ومدي مشاركة الجوار الاقليمي في المعركة سواءً كان بشكلٍ مباشر أو بدعم فني ، وتدخلات العامل الخارجي ، والإعلام ، ومواقف الأحزاب والقوي المدنية والتحالفات السياسية من الحرب من حيث دعم أطرافها لتوفير الشرعية الوطنية للقتال .
بتحليل هذه العوامل نجد أن القوات المسلحة بتاريخها الطويل وإرثها تمتلك استراتيجية الحرب الطويلة التي تسمح لها بتحقيق الانتصار حال تمكنها من أمتصاص الضربات الأولي ، بينما قوات الدعم السريع من واقع تجاربها القتالية تعتمد علي الضربات الخاطفة المباشرة لتحقيق السيطرة ، ويظهر هذا في النمط الهجومي الشامل للدعم في مهاجمته لأهداف عسكرية خارج الخرطوم.
أخيرًا … من المهزوم في معركة الأخضر واليابس والعمارات الساكناها كدايس ؟
حميدتي
أم البرهان
أم الوطن ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.