في غواية الحرب: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة!

0 47

كتب: محمد فاروق سليمان 

.

ما يحدث الان هو نفس ما حدث في اغسطس ١٩٥٥ (احداث توريت)، وفي نوفمبر ١٩٥٨ (عبود)، وفي مايو ٦٩ (نميري)، وفي مارس ١٩٧٠ (ضربة الجزيرة ابا)، وفي يوليو ٧١ (هاشم العطا)، وفي يوليو ٧٦ (محمد نور سعد)، وفي ١٩٨٣ (كاربينو كوانينق، ثم لحق به قرنق دي مابيور في نفس العام) ثم ٣٠يونيو ٨٩ (عمر البشير)؛ ليشهد السودان بعدها تمدد الصراع المسلح اضافة لجنوب السودان وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق في شرق السودان منتصف التسعينات، التجمع الوطني الديمقراطي؛ (اغلب القوى السياسية السودانية اضافة لحركة قرنق وعبد العزيز خالد والبجا، التحالف الفيدرالي بقيادة دريج وشريف حرير)، وفي دارفور لاحقاً في ٢٠٠٣؛ حركة جيش تحرير السودان (عبد الواحد محمد نور/مني اركو مناوي)، وحركة العدل والمساواة (خليل ابراهيم). نفس كل هذا وحصاد ما بين تداعيات هذه الاحداث من سطور كثيرة في تاريخ البلاد كتبت بالدماء وغياب صوت الحكمة واعتبار الحكمة وصوت العقل نفسه تهلكة، وليس تغليب خيار الحرب هو التفريط!

عندما قامت الجبهة الاسلامية بانقلابها في ٣٠ يونيو ٨٩، ويمكنكم الرجوع لبيان قائد الانقلاب الاول، كانت دعواها الحفاظ على وحدة البلاد! منقلبة على اتفاق سلام وشيك، في تغليب منها لخيار الحرب، وفرضها على السودانيات والسودانيين، وغيرهم ايضا؛ دون الخوض الان في ابتذال الارادة الوطنية عبر بوابة الارهاب لحرب في كل العالم، فكان حصاد هذا التغليب انفراط عقد وحدة البلاد وبقاء الحرب! وتهديد وجود الدولة نفسها!!

في الحقيقة نحن دائما كنا بين خياري الحرب او السلام، وفي الواقع كان الخيار دائما هو الحرب، ومهما بدا السلام وشيكا، تغلبنا عليه بعض النخب وطموحها، وخيار الدولة او لا دولة ليس في الاختيار بين الجيش او الدعم السريع فهذه غواية الحرب، قد دفعت لكل حروبنا السابقة. وليكن اننا نختار ان نرفض الحرب ونطلب السلام كنصر وحيد ومستحق منذ اقتراب نصر سلمية ثورتنا الباهرة الان وفي اكتوبر وابريل قبلها، نصر دائما ما اجهضته الحروب، وحتى لا يكون الصوت الوحيد الذي يعلو فوق صوت المعركة هو هذا الدمار والموت وموات الحلم وان نجونا!

#لا_للحرب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.