فلنتحد في هذا العيد، بعيدا عن الانقسام حول الحرب، ومن معها او ضدها:

0 82

كتب: محمد فاروق سليمان 

 .

لم ارى مجتمعاً تعاني السياسة فيه من هذه القطيعة معه ومع الامه ومعاناته كما ارى في نقاشات ومرافعات بعض السياسيين حول الموقف منها، والحمد لله ان المجتمع والناس قد تقدموا، كما هو الحال دائما، نقاشات طبقتنا السياسية وهمومها واهتماماتها حول الحرب التي تدور في الواق واق، الى الاهتمام بتدبير هموهم وتبادل المعلومات عن أأمن الطرق للسفر الى مدني او للحصول على البقالة، عبر مجموعات في وسائل التواصل الاجتماعي تعين تدبير الامور، كما يحاول موظفي الكهرباء والمياه مواصلة الامداد رغم هذه الظروف، بنفس القدر الذي تحاول تطبيقات البنوك العمل، وحتى توفير الرحلات والوقود في السوق (الاسود)، يبدو انه في حدود المعقول مراعاة لظروف الروع وتهديد الحياة مخافة من زيادة معاناة الناس، دون ظهور جلي لتجار الازمات خلاف تفلتات من بعض العصابات مازالت محدودة.

اما بعد:

في لحظات كهذه تظهر معادن الشعوب وقيمة النخب، بدلا من ان تكون حبيسة في مقولة ادمانها الفشل، وحتى معتادي الاجرام والمحكومين يحاولون ان يوقوا المجتمع شرور انفراط الامن وانهيار شروط تعاضده، وفي التجربة هناك محبوسين شاركوا سجانيهم تدبير سجونهم، وبقوا في الحبس مع يقينهم بان لا حول الان لي حراساهم، يقتسمون معهم تدبير امر قوتهم مستعينين بالاهالي حولهم.

والاهم ان وحدة الناس وقت أهوال الحرب من اسباب نجاتهم، وتجاوز انقساماتهم من سبل تجاوز هذه الأهوال واحتواء اثار القتال، ولا يكون الناس بالناس الا كما في ملمات كهذه، فالمصائب تجمعن المصابين حتى ولو كانت من صنع بعضنا، فأسوأ ما يمكن ان تجلبه الحرب لم يصل غاياته بعد، والندرة والشح في كل ما يعين على الحياة وخدمات الصحة الضرورية بعد ان اسقطنا كل اوجه الحياة الطبيعية قد يكون اسوا في قاتم الايام وقادمها، فعلينا الحفاظ على تماسكنا وتعاضدنا وامتصاص صدماتنا ونحن نكتشف هول ما جرى حتى وبعد انقشاع غمة هذه الحرب، فلن يضمد جراحنا غيرنا، ولن يكون شفاءنا الا من صنعنا كلنا؛ حتى هؤلاء الذين نجونا منهم ونجو منها.

النظرة للمستقبل بعين الامل تعين على اهوال الحاضر، واليقين بصلاح البلد سيقيم ما دمرته الحرب، ويوقيها الاستسلام لاثارها بعد ان اعجزتها السلامة منها، واتمنى من السودانيين والسودانيات ان يقاطعوا الحديث في شانهم كسياسيين وخبراء، في القنوات، وينذروا حديثهم ان فعلوا في الحديث عن تعاضدهم النبيل هذا على الارض، وسبل تمتينه وتواصله واسباب حياتهم التي تعينهم على اهوال هذه الحرب، والتحذير من تبديد فرص نجاتهم معاً ان هم فعلوا كمجتمع، ولم ينقسموا كافراد ومجموعات، ولو لايام العيد اذ لم تنقطع شهوة الحديث عند اهل السياسة عن السياسة.

واتمنى ان تكون #عندما_تنتهي_الحرب متلازمة عند السياسيين بعد ان يقدموا مرافعاتهم معها وضدها، يقولون بعدها للناس ماذا هم فاعلون بعد الحرب: علهم يكشفوا عن واجباتهم بعدها إن عُلِمت، او يكتشوفها ان لم تُعلَم، فتسلم النوايا ويسلم الحكم عليها.

في العيد هذا فرحتكم ببعضكم ودعواكم لبعضكم تشارككم لها تضرعات كل اهل العالم المحب للخير: ان يحفظ الله السودان واهله، وكل العام ونحن بخير؛ تضحك سما الخرطوم وتصفى وجرح البلد يشفى

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.