مصرع خميس.. عبثية حرب و انهيار دولة
كتب: فايز السليك
.
كان مقتل السيد خميس عبد الله أبكر صادماً وموجعاً، نسأل الله أن يتقبله شهيداً.
لا نتوقع حدوث تحقيق ومساءلة في ظل هذه الفوضى التي ظللنا نحذر منها حتى آخر بوست كتبته يوم أمس، وآخر مقابلة تلفزيونية موجودة هنا.
لا يمكن انتظار وقت لمعرفة القاتل ( قانونيا) لكن كل المؤشرات تؤكد تورط قوات الدعم السريع في هذه الجريمة البشعة، حتى ولو قالوا انها ( مليشيات عربية) .
وهذا لا يعفي الجيش كذلك من مسؤوليته، فالوالي الشهيد هو رئيس اللجنة الأمنية، وكما قال فقيادة الجيش تبعد عن اقامته مسافة ٧ كيلومترات، فكيف يعجز عن توفير الحماية لأكبر مسؤول في الولاية؟؟
ماذا عن فتح المخازن وتوزيع السلاح للمواطنين؟ وكيف لم تلاحظ السلطات الأصوات الداعية لطرد ابناء قبيلة المساليت من الجنينة؟؟؟.
الجنينة، او دار اندوكة، ارتبطت بالمساليت وتاريخهم الفخيم منذ السلاطين العظام، بحر الدين وتاج الدين وهزيمة الجيش الفرنسي.
لكن منذ بداية التسعينات انتهج النظام الاسلامي منهج تفرقة عنصرية وسياسة تسليح القبائل، ثم والى مليشيات الجنجويد بعد اشتراكها في هزيمة قوات الحركة الشعبية بقيادة الشهيد داؤود يحي بولاد.
كافأ النظام مليشيات عربية على ذلك بالسماح لعا بممارسة الاغتصاب والنهب والسلب، والاستيطان في مناطق تتبع لمجموعات افريقية، مثل المساليت والفور والزغاوة.
ومنذ تلك الفترة لم تشهد دارفور استقراراً، وعندما جاء سلام جوبا، ايدنا الاتفاق وقلنا ( السلام سمح) لكنه جاء على عكس الأمنيات، وأعتبر مقتل خميس هو مقتل لاتفاق جوبا، فالرجل كان يحارب لحوالى عشرين عاماً حين كان نائباً لرئيس حركة تحرير السودان التي كان يترأسها عبد الواحد نور، ويشغل مني اركو مناوي منصب أمينها العام، قبل التشظيات والانشطارات الأميبية التي ضربت الحركات المسلحة في دارفور لننهي بخميس رئيسا لحركة مستقلة وتحالف السوداني.
جاء خميس، والياً ضمن مخاصصة اتفاق جوبا، وفضل البقاء في ولايته بين اهله.
فشل الشهيد في السيطرة على الاوضاع، فاخطر الحاكم والجيش ولكن لا استجابة حتى لقي مصرعه.
شكل مصرعه أكثر فصول البشاعة والبؤس في الحرب العبثية، اختطاف وتمثيل بالجثة وضحك القتلة كأنهم يذبحون ثوراً في مناسبة فرح!.
وأكد مصرع خميس، الانزلاق في دائرة عنف عرقي، انفلات الأمن، عبثية الحرب، وانهيار الدولة؛ وفشل البرهان في السيطرة على مقاليد الأمور بالبلاد، و أكد كءلك فشل حميدتي، حتى في السيطرة على قواته التي واصلت الانتهاكات وارتكاب جرائم ضد الانسانية.
هذا ما يظهر من كتلة جبل الجليد، وهناك استخبارات ومليشيات تسيطر عليها جهات ما.. ستكشف الأيام كل الحقيقة ومتأكد انني لا ارى الا قليلا منها.
نقول مرة اخرى ادركوا الجنينة وكل دارفور، ولا للحرب.