غوتيريش: السودان يغرق بالموت والدمار
الخرطوم _ السودان نت
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الإثنين، من أنّ السودان يغرق في الموت والدمار بسرعة غير مسبوقة، وذلك في مستهلّ مؤتمر تستضيفه جنيف لتنسيق إيصال المساعدات إلى هذا البلد حيث تتواصل الحرب من أكثر من شهرين.
وقال غوتيريش أمام المشاركين في المؤتمر: إنّ “حجم وسرعة غرق السودان في الموت والدمار غير مسبوق. من دون دعم إضافي قوي يمكن أن يصبح السودان بسرعة مكانًا لانعدام القانون ولنشر عدم الأمان في أنحاء المنطقة”.
وأكد أمين عام الأمم المتحدة أنه قلق إزاء البعد العرقي للعنف في ولاية غرب دارفور بالسودان، وحذر من أن مهاجمة المدنيين على أساس انتماءاتهم العرقية “قد يرقى لحد الجرائم ضد الإنسانية”.
وقال غوتيريش: “أنا قلق على وجه الخصوص بشأن أنباء وقوع عنف جنسي وعلى أساس النوع، وكذلك إزاء البعد العرقي للعنف في الجنينة”، مضيفًا: “العنف ضد عمال المساعدات والهجمات على البنية التحتية المدنية والإمدادات الإنسانية يجب أن يتوقف”.
ويستهدف المؤتمر الذي يعقد برعاية السعودية محاولة تنسيق وصول المساعدات الإنسانية التي يحتاجها سكان السودان. وأمس الأحد، دخلت حيّز التنفيذ هدنة جديدة أبرمها الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
والتزم الطرفان وقف إطلاق النار للسماح بمرور المساعدات الإنسانية، لكن رغم توقف إطلاق النار أمس الأحد بعد عدة أيام من القصف المتواصل، لا تزال الأدوية والمواد الغذائية شحيحة.من ناحية أخرى، رفضت الخرطوم الدعوة التي وجهتها كينيا لعقد اجتماع اليوم الإثنين، يضم وزراء خارجية دول لجنة المنظمة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا “إيغاد” المعنية بإنهاء القتال ومعالجة أزمة السودان، وذلك بالتزامن مع مؤتمر جنيف.
وذكرت الخارجية السودانية في بيان أن “وزير خارجية كينيا (الفريد موتوا) وجه الدعوة لوزراء خارجية الآلية الرباعية لعقد اجتماع بعد ظهر اليوم الإثنين 19 يونيو/ حزيران 2023”.
وأوضح البيان أن “وزارة الخارجية تفيد بعدم ترحيب واعتراض حكومة السودان على عقد هذا الاجتماع، وأن السودان غير معني بمخرجاته لأنه لا يزال في انتظار رد من رئاسة إيغاد حول اعتراض حكومة السودان علي رئاسة كينيا للآلية”.
وفي 12 من الشهر الجاري، أعلنت “إيغاد” خلال انعقاد قمتها الـ 14 بجيبوتي، عن تشكيل لجنة رباعية برئاسة كينيا ودولة جنوب السودان، وعضوية إثيوبيا والصومال لإنهاء القتال ومعالجة الأزمة المندلعة في السودان منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، غير أن الخرطوم اعترضت على وجود كينيا في رئاسة هذه اللجنة.
وبجانب التحرك الإفريقي، ترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/ أيار الماضي محادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقع خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.
إلى الآن يتبادل طرفي الصراع اتهامات ببدء القتال أولًا وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات.
وتسبّب النزاع بمقتل أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أنّ الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظّمات دوليّة.
كذلك، تسبّبت المعارك بنزوح أكثر من 2,2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفًا منهم إلى دول الجوار، وفق المنظّمة الدوليّة للهجرة.
وعبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدوديّة مع إقليم دارفور، حيث تثير الأوضاع قلقًا متزايدًا خصوصًا في الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.
ووفق تقديرات للأمم المتّحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان وعددهم نحو 45 مليونًا، للمساعدة في بلد كان يُعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع النزاع.
وأشارت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر الى أن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدّتها جمعت 16% فقط من التمويل المطلوب.
وأعلنت السعودية التي تترأس مؤتمر جنيف بالشراكة مع دول وأطراف أخرى أنّ المؤتمر هدفه “إعلان التعهّدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة”.
وإلى جانب السعودية، تشارك في المؤتمر كلّ من قطر ومصر وألمانيا ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا) والاتحاد الأوروبي ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، وفق الرياض.
وعبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدوديّة من إقليم دارفور حيث تثير الأوضاع قلقًا متزايدًا خصوصًا في الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.
وكان موقع الرئاسة التشادية أفاد في بيان الأحد بتفقّد الرئيس محمد إدريس ديبي مدينة أدري الحدودية مع السودان في شرق البلاد من أجل “ضمان الإغلاق الفعلي للحدود”.
وأشارت منظمة أطباء بلا حدود عبر حسابها على موقع تويتر الى أنّه في الأسبوع الماضي “فرّ نحو 6000 شخص من الجنينة للاحتماء في تشاد بالقرب من أدري”.
وأوضحت في بيان أنّ “ما لا يقلّ عن 622 جريحاً” أدخلوا مستشفى مدينة أدري التشاديّة الحدوديّة مع السودان “على مدى الأيّام الثلاثة الماضية”.
وقال منسّق المنظّمة في أدري سيبو درايا: “الوضع صراحة يفوق طاقتنا، لكنّ الجميع يقوم بأقصى ما يمكن للتأقلم”.
والأسبوع الماضي قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن إقليم “دارفور يتجه سريعًا نحو كارثة إنسانية”، مضيفًا: “لا يمكن للعالم أن يسمح بحصول ذلك”.
كما حذّر رئيس البعثة الأممية في السودان فولكر بيرتس من أنّ العنف في دارفور، خصوصًا في الجنينة، قد يرقى إلى “جرائم ضدّ الإنسانيّة”.