عن الوجع العام والخاص
كتب: جعفر عباس
.
ما عندي نفس أكتب او أقرأ أو أشوف التلفزيون، ولو ضبطت نفسي مندمج مع أغنية أحس بالذنب؛ عيالي بيقولو لي انت محظوظ لأني كنت مبرمج أكون في السودان تاني أيام عيد الفطر الأخير ثم “حدس ما حدس”، وسبب الاكتئاب الحالي هو احتمال إني ما اشوف السودان تاني؛ بالجد لو متّ قبل ما أشوف السودان تاني ح أموت تاني. وأصلا نويت قبل حوالي 15 سنة إني أقعد في السودان “نهائي”، لكن الصحة هزيلة والخشم بليلة، وتدهور الخدمات الطبية وانعدام الأدوية الضرورية خلاني اتراجع واكتفي بزيارة الوطن مرة ومرتين في السنة.
طيب قول الحرب وقفت بعد يوم او شهر او 6 شهور، هل حال البلد ح يسمح بأني وغيري نعيش فيه أيام او شهور أو سنين؟ بسبب الحرب البلد عدمت نفاخ النار، والفوضى ح تزيد، والشكلة ح تقوم حول الكراسي، والبلد فيها 11 جيش، تدمج منو وتخلي منو؟ وتدمجهم بشنو؟ الدمج عايز قروش تقيلة: تعويضات للمسرَّحين ورواتب ودبابير وتيجان لجماعة الخلا سبب البلا، وآلاف الحرامية وكتالين الكتلة بقو أحرار مطاليق، وحزام الفقر في المدن يتمدد، والفقر يخلي ضعاف النفوس وحوش.
وأرجع وأقول حالي هين فأنا على الأقل قاعد في بيتي (الهو حقيقة ما بيتي) في قطر مع عيالي بينما الملايين من اهل بلادي مشردين شرق-غرب! ديل يرجعوا كيف؟ بيوتهم منهوبة واملاكهم مسروقة وقلوبهم محروقة.
وهناك أسراب الضحايا النازحون / ملأوا الطريق .. وعيونهم مجروحة الأغوار ذابلة البريق..**يتهامسون ..**وسياط سفاح* *تسوق خطاهمُ ويغمغمون..*
*تمشى الملايين* *الجائعون مشردون..* *والمعتدون *يقهقهون ويضحكون
ويأتيني صوت الحبيب حميد: ياتو رصاص ما عقبو خلاص/ وياتو وطن دام للأنجاس..