السوشال ميديا بين الراي و الدعاية .. اصحى يا ….

كتب: أحمد الأبوابي 

.

الفرق بين الراي openion و الدعاية propaganda .. انو الرأي نسبي و قابل للنقاش و المُراجعة ، أما الدعاية فمطلقة و متطرفة.. الدعاية عبارة عن نشاط بطبعه جمعي و عايز يثبت حاجة بأقصى درجات التأكيد و اللاجدلية.. لذلك فالدعاية لو اتناولت شخص فتاكد انها اما دايرة تعظمو و تأسطرو idealize بحيث انو ما في زول يقدر -على ألاقل في القريب- يتساءل حولو او يتشكك حول ملائكيته.. أو تشيطنو demonize بحيث انو يستحيل على الناس ياخدوه على محمل الجد و الاعتبار او يقبلو او يثمنو منو موقف او راي.. المشكلة في السوشال-ميديا دي انو الدعاية هي الغالبة و نحن باستمرار بيتلعِب بينا بدون ما نكون واعيين .. بيتخلق لينا ملائكة و شياطين .. او الزول زاتو اللي كان ملاك فجأة يتشيطن وفق دعاية محددة او العكس الشيطان يقلبوهو ملاك.. و في الحالتين ما من حقك تسأل ليه او تناقش .. دا لانو صانعي الدعاية (السوشالميدية ) حريصين انو يغرقونا فيها بحيث انك لو قدرت تهب فوق و تشيل نفس ساي و تفكر بتكون ما قصرت خليك من انك تتكلم او تناقش .. سايكلوجبا الجماهير (ما داير تقول القطيع) عامله شغل تقيل.. دا كلو في الظروف العادية ، كمان في ظروف الحرب دي فيا مان نحن شغالين نبلبط جوه تيارات الدعاية دي و نحن في قمة الانغمار و الغرق .. رأيك بيتشكل بشكل غير واعي من خلال موجات البروباقاندا الشغالة.. لذلك فلو انت زول عندك شوية احترام لعقلك و اهتمام بانك تسمع الصاح و تنقل الصاح و تقول الصاح او انك تنصف الآخرين او على الاقل ما تكون جزء من دعاية مجانية في شيطنتهم ، او تتوازن في رايك تجاه الآخرين و ما تكون جزء من دعاية مجانية في أسطرتهم ، فمنشوري دا ح يعني ليك حاجه و تبدا تفكر و تنتبه .. اما اذا انت مشغل وضع (ما فاضين عندنا حرِب) فانا باستميحك عذراً و اتفضل واصل بلبطة في موجات الدعاية البتشيطن و تاسطر و تاكد شيطنتها و اسطرتها .. واصل لانك ببساطة حسا ح تسال: الزول دا حسي كاتب الكلام دا لى شنو و داير يدافع عن منو الخ الخ.. و الحقيقة كلامي دا تداعي مقصود منو استرداد و لو جزء يسير من وعينا و قدرتنا على الفرز و الفحص و التساؤل و بالطبع دي بضاعة ما عندها رواج كتير و لا جمهور كبير .. فاذا كنت من جمهورها فحبابك و لو ما كنت فالعفو و العافية .. تحياتي ..
و شكراً
أحمد الابوابي
٣٠ يوليو ٢٠٢٣