دفاعا عن صاحبة الجلالة
كتبت: رشا عوض
.
بمثل ما كانت ترجمة الإنجيل إلى اللغات الاوروبية جزء مهم في تحرير المسيحيين من سطوة الكهنوت، إذ أصبحت قراءة الكتاب المقدس ممكنة للجميع وليست حكرا على رجال الكنيسة، تعتبر الصحافة الملتزمة بقواعد المهنية وأهمها المصداقية والنزاهة والدقة والتوازن وفن الكتابة الصحفية، تعتبر أداة مهمة جدا في تحرير الشعوب من اي كهنوت سياسي عبر صياغة أعقد القضايا العامة بلغة سهلة الاستيعاب للمواطن غير المتخصص في الفكر السياسي او علم الاجتماع او الفلسفة، الصحافة هي الجسر الذي يصل عبره المواطنون إلى ميدان اللعبة السياسية بل وتمليكهم المعرفة الأساسية باللاعبين وقواعد اللعب وكشف الزوايا المعتمة من ذلك الملعب وكل ما يختبئ فيها، وتأسيسا على ذلك تساهم الصحافة في تأهيل المواطنين على اختلاف مستوياتهم التعليمية لفهم القضايا العامة والانخراط في مناقشتها ومن ثم اتخاذ مواقف سياسية ناضجة وواعية.
سدنة الدكتاتوريات عدوهم اللدود هو الصحافة ولا سيما صحافة الرأي، ولذلك تجدهم يقللون من قيمة الكاتب الصحفي ، لانهم يرغبون في ان تظل السياسة طلاسم والغاز ، ومنطقة محظورة ( ممنوع الاقتراب والتصوير).
طبعا هناك صحافة صفراء تعمل في الاتجاه المعاكس تماما هي صحافة التضليل والكذب ومسح الجوخ ومسح البوت! هذه ليست صحافة بالمعنى الذي نعرفه.