جبهة مدنية لإيقاف الحرب.. حتى نستطيع دفن الموتى..!
كتب: د. مرتضى الغالي
.
الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي والحكم المدني تريد )ببساطة( إيقاف طاحونة الموت وتخريب الوطن وسرقته وتشليعه وإعادة الناس إلى مساكنهم وحماية ما تبقى فيه من أرواح وجدران..! أو على اقل تقدير حتى يستطيع الناس دفن موتاهم في المقابر بكرامة..!
والحمد لله..الحمد لله..الحمد لله (بعدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته) أننا لا نجد من بين الذين يدعون إلى استمرار الحرب من نأسف عليه..!! فهؤلاء ممن لا يتوقع الناس منهم غير الإسفاف والارتزاق والمهانة والاستهانة بأرواح الناس من أجل (عطية) أو لتغطية سرقة أو (نقيصة)..!
إنها ذات الوجوه المسنوحة (لأشخاص بالعدد) إن عرضوا عليك أن ترافقهم في حافلة مواصلات لآثرت الابتعاد عن (الرفقة المشبوهة) التي إذا وجدك شخص معها فلن يتوسم فيك (مظنة خير)..!!
فمن ذا الذي يريد استمرار موت الناس وتشريدهم بعد أن تخطى القتلى الآلاف وعدد اللاجئين والنازحين الستة ملايين نفس..!
هل يحسب أي مخلول أو مخبول مسطول أن هذه الحرب الملعونة سوف تنتهي بانتصار أيٌ من طرفيها..؟! هل تغيّر معنى كلمة النصر والانتصار ونحن لا ندري..؟! لن يظفر أي طرف في هذه الحرب المشؤومة إلا بلعنة السودانيين الآن وإلى أبد الآبدين..!
هذه حرب تعاقب الأبرياء بالقتل والسحل والتشريد والاغتصاب ويسري ذلك على كل من يبقى داخل مسكنه..أو هو في طريقة لتوفير لقمة الحياة لأطفاله..أو كان في طريقه للمستشفى..أو كان يبحث عن شربة ماء وجرعة دواء..أو كان يحاول الالتجاء إلى مكان آمن..أو إذا تم اتهامه من أي من الجانبين بأنه يناصر الطرف الآخر..أو إذا أراد أي مراهق يحمل السلاح أن يطلق الرصاص على أي رأس تصادفه لمجرد التسلية..! أنها حرب أسوأ من كل الحروب التي شهدتها الدنيا بكل ما فيها من بطش وتدمير وجنون وشهوة للدماء..إنها ألعن من حروب النازية..!!
الروائي الألماني “إريش ريمارك” شهد الحرب الكونية الأولى وأصيب في الجبهة البلجيكية وعاش ليكتب روايته الشهيرة عن مآسي الحرب (كل شيء هادئ في الجبهة الغربية) بل لقد أعطاها هذا الاسم من باب السخرية على فظاعة الحروب وأكاذيبها..مثل ادعاءات الفلول بالانتصار كلما تم تهريب أحد قادتهم الانقلابيين من حصار مليشيا الجنجويد (وباتفاق مشروط.).!
وبما أن أفعال النازية مثل جماعة الإنقاذ ومليشياتها وفلولها وانقلابها وجنرالاتها..فقد ظلت السلطات النازية تطارد هذا الروائي لمجرد أنه ضد الحرب..ثم حاربته في رزقه وطردته من عمله ومسكنه…وعندما استطاع الهروب من ألمانيا طبقوا عليه (عدالة الجبهجية) وقاموا بإعدام شقيقته (إيلي) بأمر من قاضي النازية وباسم “محكمة الشعب” على غرار قضاة الإنقاذ المُرتشين ونهج (حاملي السبحة) مقطوعي الطاري…! وقال القاضي عند تلاوة الحُكم بإرسالها إلى المقصلة: “لم نستطع أن نطال شقيقك..لكن أنتِ لن تستطيعي الإفلات من يدنا”..!.وبعد تنفيذ الإعدام عليها أرسلت المحكمة إلى شقيقة إريش الأخرى فاتورة واجبة السداد بتكلفة إجراءات الإعدام..!
انقلاب البشير الملعون (الملعون صفة للانقلاب لا للرئيس المخلوع) فهذا حُكمه للتاريخ..! ولربما كانت اللعنة أخف عليه من حُكم التاريخ بفارق (مائة طن)..!! وهو في الحقيقة ليس انقلاب صنعه المخلوع إنما هو انقلاب الاخونجية الذين يسمون أنفسهم كذباً وتمويهاً بالانقاذ والجبهة القةمية الاسلامية..وهم ليسوا بجبهة ولا نصيب لهم في قومية ولا إسلام..إنما هم (عصابة شر) عاثت في البلاد منذ قدومها سرقة وتقتيلاً..ونشرت الدماء والبؤس والتعاسة في كل مكان…والآن لم يهنأ لها الحال إلا بتدمير السودان حجراً على حجر..!
وبسبب الاخونجية جاء انقلاب البرهان ووضعنا هذا الإنقاذي الكذوب التائه ورفاقه ومليشياته في سلة واحدة مع حضيض الدول الإفريقية الموبوءة بالانقلابات؛ الغابون وغينيا الاستوائية ومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو (انقلابان في 9 أشهر) وسودان البرهان (انقلاب وحرب وتدمير وطن)..!
الاخونجية لهم غرضان لا ثالث لهم من استمرار الحرب؛ الانتقام من الشعب الذي انتفض ضدهم.. وشراء الوقت لتهريب أقصى قدر من المسروقات والأموال العامة التي استولوا عليها إلى خارج البلاد..! وفي سبيل هذا لا مانع من تحطيم كيان الجيش واكتمال هزيمته وتدمير القدر الأكبر من مؤسسات الوطن..خاصة مراكز الإنتاج والجامعات والمكتبات والسجلات والوثائق ومراكز التنوير حتى يتعسّر إعادة بنائه وإصلاح مرافقه.. الله لا كسّبكم..!