ماذا يدور فى هذه الغرفة؟

0 94

كتب: عبدالحفيظ مريود 

.

بعد شهرين على حرب 15 أبريل، توفى فى حى بيت المال العريق، بأمدرمان، آخر أبناء الخليفة العطا الدود. آخر شقيق للرائد هاشم العطا. والعم الذى كفل وربى الفريق ياسر العطا..لكن سعادة الفريق ياسر العطا لم يحضر ليكفن عمه، ينزله إلى قبره، أو يتلقى فيه العزاء فى الصيوان..ليس لأنه كان مشغولا بالتخطيط والدفاع عن أمدرمان، ضد الدعم السريع، باعتباره قائدا لها، ولكن لأنه – حتى لو أراد أن يفعل ذلك – لما تمكن من الحضور..فالدعم السريع يسد عليه الطرق بين سلاح المهندسين وبيت المال..ولو أراد الفريق ياسر العطا – الآن – أن يدخل بيت المال، لما استطاع..ومع ذلك، فإنه يؤكد أنه قد تمت استعادة ثلثى مدينة أمدرمان من “أيدى المتمردين”..أذن لماذا احتاج الجيش أن يستعين بالطيران المصرى ليهدم جسر شمبات؟

الكلام مجانى..وسيظل مجانيا،  وأنت تزرده، دون الحاجة إلى جرعة ما، ما دمت ترى أن الذى يعطيكه هو الطبيب الحاذق…تستطيع أن تشفى بالأكاذيب.. والواقع أن الجيش فى ولاية الخرطوم كلها، لا يسيطر إلا على جزء من محلية كررى..

شايف كيف؟

والمجلس المركزى للحرية والتغيير قال فى بيان له، إن الفريق العطا قال إن المعركة لن تتعدى ال 6 ساعات…طبعا لا عبرة لما يقوله المجلس المركزى، لدى البلابسة، طالما أن الحرية والتغيير هى (الجناح السياسى للمليشيا)..لكن الجميع يذكر أن الفريق العطا كان قد وعد بحسم المعركة فى اسبوعين، خلال مخاطبته لجنود وضباط داخل سلاح المهندسين..وكان ذلك بعد 3 أشهر من اندلاع الحرب..مثل تصريحات الفريق شمس الدين كباشى، قبله، وتحديده لذات الأسبوعين…لكن شيئا لم يحدث خلال الأسبوعين..بمعنى أن الجيش لم يحسم شيئا، عقب المدى الزمنى الذى يحدده قادته..بل ظل يخسر على الدوام..

شايف كيف؟

يمكنك أن تصدق حكايات الجيش، إذا كنت نازحا، أو مواطنا فى مناطق سيطرته..فى نهر النيل، الشمالية، الشرق، الجزيرة، النيل الأزرق..ستكون متأكدا من أن الجيش من القوة بمكان، بحيث لن تأخذ منه المليشيا إلا سويعات، بعد يعيد إحكام وضع البوريه،  يقوم بتلميع البوت، يشرب قهوته ويأكل الزلابية..وستصدق بأن الجيش ( انسحب تكتيكيا من الحاميات: نيالا، زالنجى، الضعين، كبكابية، كتم، أم دافوق، أم كدادة، الجنينة، المجلد، بابنوسة…ولم تسقط هذه الحاميات فى يد العدو)..

لم يطلب أحد من قادة الجيش تحديد سقف زمنى لنهاية الحرب، وتنظيف السودان من المليشيا..فلماذا يتبرعون بذلك؟

لماذا يصرون على مسألة الوقت هذه؟

بعد جسر شمبات قام الجيش بضرب جسر خزان جبل الاولياء، بعد أن “قلعه” منه الدعم السريع…قامت قوات الدعم السريع بإصلاح الجسر، مستخدمة مواد حديدية بسيطة..لكن الجيش قام مرة أخرى بهدمه…ترى هل يفعل ذلك، لأن الدعم السريع بدأ يهرب إلى الغرب، خوفا من ناس العمل الخاص؟ يفعل ذلك منعا للمتمردين من تهريب (الحاجات المشفشفة) إلى الغرب؟ يفعل ذلك ليقطع الإمداد، ومن ثم يضيق الخناق على “المليشيا”؟

حسنا…

الجيش يفعل ذلك، لأنه – كما قال إبراهيم الميرغني – يعجز عن استخدام هذه الجسور الآن، ولا يطمع فى عبورها مرة أخرى..فالمعركة بالنسبة للجيش المحترف، الذى يبلغ عمره مائة عام إلا قليلا، لن تبلغ تمامها إلا بهدم البنى التحتية، لا استخدامها..وطالما ليس فى إمكانه استخدامها، فالأفضل هدمها حتى لا تستخدمها قوات الدعم السريع، وتستمر فى إلحاق الهزائم بنا…

والهزيمة النفسية – وحدها – هى التى تجعل الفريقين: الكباشي والعطا يقعان فى تحديد الأسبوعين..ذلك أن الشعور بالعجز عن الانتصار على قوات ” من رحم الجيش” فى حرب تتطاول، يثقل الخبرات العسكرية، الضمير العسكرى، ويخجل التأريخ المليئ بالبطولات الزائفة..الأناشيد والأغاني الكثيرة التى تمجد المؤسسة العريقة…

ذات الشيئ هو ما يدفع الفريق العطا لاتهام الامارات، ليبيا، تشاد وغيرها بتمويل الدعم السريع…مثل المعادل النفسى (نحنا بنحارب فى 4 أو 5 دول…عشان كدا المعركة ستطول)..

والواقع يقول إن ما حدث فى المجلد وبابنوسة لا يفند هرطقات د. الدرديري محمد أحمد، آخر وزير خارجية للإنقاذ، بشأن “عرب الشتات”، بل يفند دعاوى حرب الدول الخمس التى يدعى الجيش بأنه يقاتلها، مجتمعة…

ذلك أن ما يواجهه الجيش، المجتمع السودانى، الحياة السياسية والثقافية هو بروز قوى اجتماعية ترفض الأطر التى تحاول النخبة حشرها فيها، بمعنى الكلمة، كما قال الأستاذ السر السيد…يتوجب تحليل الحرب بمعزل عن الأمنيات والتلفيقات…فالمسيرية – أهل الدرديري – لن يلبوا نداء الاستنفار للقتال لصالح الجيش، كما كانوا يفعلون، ويفعل مثلهم الرزيقات والهبانية والبنى هلبة والحوازمة و الفلاتة وغيرهم.. والسبب ليس الإمارات أو تشاد أو أفريقيا الوسطى…السبب يكمن ههنا، فى الخرطوم وأنظمة تفكيرها وطرائق معالجاتها للإختلافات.

شايف كيف؟

لذلك لا حل إلا أن يعى الفريق ياسر العطا بأن المشكلة تحتاج إلى إعادة تعريف وضبط…واجتراح آفاق جديدة للحل.. وإلى أن يحدث ذلك، لن يتمكن سعادة الفريق الركن ياسر العطا، من الوصول إلى بيت المال…سيكتفى بالتعزية هاتفيا.

ياسر الخطاء ياسر كاسات سكرة من امها عرقي خاص بكري من الصباح  استبطاحية داخل سلاح المهندسين يتم تجهيزه من قبل احدي جنوده المخضرمين  عرقي بلح كامل الدسم وفي النهاية شرد الي وادي سيدنا وما مصدق انو اتخارج والفلنقات مبسوطين من تصريحاته الغبية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.