لا للحرب .. الإستلاف من الثقافي للسياسي ..

0 84

كتب: الصادق سمل

.

لا للحرب في احدى معانيها المتعدده هي عمليه السماح لميكانيزمات نسق القيم الاجتماعيه والثقافيه من الدخول في السياسه في عمليه لاستلاف واستدعاء مفاهيم ورؤى تهدف الى توجيه الفعل السياسي ، هذه المفاهيم والرؤى هي جزء من الميراث الثقافي (cultural heritage ) للمجتمعات المحددة تحتاجه للقيام بعمليات الضبط الاجتماعي (social control ) في فترات عدم الاستقرار .
هذا الاستلاف من الثقافي إلى السياسي هو بالضبط ما تعنيه عباره (استدعاء ثقافه السلام والتسامح ) لمواجهة التهديد لحياه الأفراد والمجتمعات من الأخطار الماحقه ، واحد اهم هذه الأخطار هي الحروب .

الحرب السودانية في مُحكم معانيها هي أكبر صوره من صور استدعاء ثقافه العنف وتهديد الحياه والاستقرار ، وهي حرب تحولت من حرب تهدد مؤسسات الدولة إلى الدخول في دوره جديده من العنف تجاه الأفراد والمجتمعات وكان اثرها واضحا في أحداث هزّات اجتماعية واقتصادية وثقافيه عنيفه سيظل اثرها عميقا ليس فقط على المستوى السياسي انما على مستوى الشعور والعاطفة والوجدان لدى الأفراد والمجتمعات .

هل الطبقه السياسية السودانية مؤهله لإستدعاء ثقافة السلام والتسامح تاريخيا والان !؟

تاريخيا :

الطبقه السياسية السودانية لم تر في الثقافه السودانية ما يمكن ان تستمد منه الفكر السياسي (الا القليل) لكن غلب عليها الاستلاف من الايدولوجي وهذا ما أضفى على الممارسة السياسية في بلادنا هذا الطابع من الصراع التناحري مما أدى إلى تراكم الكثير من التشوهات على مستوى البناء السياسي (political structure ) ما افقد الابنيه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الكثير من القدرة على الاتزان وقاد إلى تعقيدات مهولة وكانت الحرب هي احد أهم نتائجها كأسوأ تهديد للحياة .

الآن .. ما هو الفعل السياسي الصحيح والذي ينبغي على الحركه السياسيه من استلافه واستدعاءه من نسق القيم والمعايير الثقافيه والاجتماعيه لوقف الحرب .

على الطبقه السياسيه في سعيها لتعريف الحرب ان لا تقدم وصفا لها لمجرد انه يتيح لها تقديم عملية سياسية وهي ترفع شعار لا للحرب لإعادة انتاج ذات الرؤي السياسية والتي تبنتها في السابق و التي كانت جزءاً من عوامل أخري أدت الي هذا الفشل بحيث يصبح معها الحديث عن لا للحرب هو تناقض مع قيم ومعايير الثقافه التي تسعى لاستلاف ثقافه السلام والتسامح منها بحيث يصبح معها الحديث عن لا للحرب فاقدا للمنطق والمعقوليه والحياد وهذا ما اتضح في منطق الفعل السياسي الذي استثني اهم محركي الحرب وهو الحركة الإسلامية تحديدا وقبل بالجلوس مع احد اهم أطرافها الدعم السريع و الذي حول طبيعة الحروب السودانيه من حرب ضد مؤسسات الدولة تاريخيا إلى حرب ضد الأفراد والمجتمعات في دورة جديده لطبيعة الحروب في السودان .

لتكون لا للحرب متسقه مبدئيا مع الرغبه في إيقاف وإنهاء تهديد الحياة للسودانيين وللابد يجب عليها ان تتحدث مباشرة عن ( التسوية السياسية التاريخية ) كبداية لتأسيس لفعل سياسي حقيقي يفهم معنى الاستلاف من الثقافي للسياسي حتى تنتهي دوره العنف هذه وفق (مبادئ دولة العدالة و سيادة القانون ) مع الحق في المساءله والمحاسبة لكل المسؤولين عن الجرائم والانتهاك والعزل السياسي وذلك لتأسيس الدولة السودانيه على مبادئ جديدة يكون لإستلاف واستدعاء ثقافه السلام والتسامح فيها له دورا ومعني .

( وذلك حتى لا يصير الصَفْحُ سَفْحاً )

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.