أعباء المنظمات الإقليمية في التطورات الحالية

0 104

كتب: أنور إبراهيم

.

تضم القارة الأفريقية منظمات فرعية ومناطقية، وهي آليات خاصة بكل منطقة لمناقشة وعرض قضاياها، إلا أنها تواجه بعض التحديات من وقت لآخر في ظل التغيرات الجيوسياسية التي تحدث في المنطقة الأفريقية، والتي قد يكون محركها خارجيًا أو داخليًا.

من بين تلك المنظمات: «إيغاد، وإيكواس، والساداك.. وغيرها»، وهي منظمات تختص بكل منطقة جغرافية محددة وأنشئت بموجب اتفاق بينها، إضافة إلى الاتحاد الأفريقي، الكيان الذي يضم تحت عضويته كل الدول الأفريقية منذ استقلالها.

وكان الاتحاد الأفريقي بدأ منذ أكثر من ست عقود تحت مسمى «منظمة الوحدة الأفريقية»، ليتم تغييره بعد حراك متطور واتفاق الدول الأعضاء إلى الاتحاد الأفريقي.

كانت هناك بعض المآخذ على الاتحاد الأفريقي فيما يخص تحركاته في بعض الملفات، والتي اعتبرها البعض نوعا من الفشل والضعف، لكن رغم تلك ذلك يقوم الكيان من وقت لآخر بتحركات عديدة توضح قدرة قيادات القارة على حلحلة الخلاف داخل البيت الأفريقي.

شهدت المناطق الأفريقية المختلفة مؤخرا تحركات وأحداثا متسارعة جدا، تمثلت في انقلابات عسكرية شهدتها دول غرب ووسط أفريقيا، مثل: الصراع في إثيوبيا (حرب إقليم تيغراي، الحرب في إقليم أمهرة) ومنطقة البحيرات الوسطى، وتحركات بعض الحركات المسلحة في الصومال وبحيرة تشاد وأحداث السودان التي باتت خارج السيطرة.

تلك الأحداث أصبح بعضها سببا في انقسام القادة بين مؤيد ومعارض، وكادت أن تؤثر على وتيرة القرارات، مما حدا ببعض المنظمات الدولية ودول أخرى استضافة الملفات الأفريقية خارج إطار البيت الأفريقي، بشكل أوحى بأن الأفارقة غير قادرين على حلحلة خلافاتهم داخليا.

إلا أن منظمات: الاتحاد الأفريقي، وإيغاد وإيكواس، حاولت مؤخرا الظهور بتحركات متعددة أدت لقرارات عديدة عقب قمم ومؤتمرات متواصلة في بعض الملفات، أبرزها انقلاب النيجر، الأزمة السودانية، الحرب والصراع الدائر في إثيوبيا، الغابون.. إلخ”.

ورغم ذلك، إلا أن تلك التحركات كان ينظر إليها، على أنها لحفظ ماء الوجه، فهي لم تقدم سوى مزيد من الانقسام بين دول كانت مؤيدة وأخرى معارضة لبعض القرارات، فيما اتهمت قيادات تلك المنظمات بالولاء لدول خارج المنظومة الأفريقية.

ومع ظهور ملف الحرب السودانية والتي كشفت أن هناك فشلا كبيرا في أروقة المنظمات الإقليمية الأفريقية، باتت التقييمات الخاصة بالأفارقة، تتمثل في أنهم لا يستطيعون مجابهة أي قضية ووضع حلول لها داخليا، وربما يكون هذا افتقادا لبعض الجرأة في تنفيذ أي توصيات جرى التوافق عليها، في وقت بات البعض فيه يغرد خارج السرب، ولا يأبه لقرارات الدول الأفريقية ومنظماتها وكياناتها.

تحتاج الكيانات الأفريقية إلى قرارات حاسمة، لإجبار الأطراف المتصارعة بقبول كل القرارات والتوصيات، وعدم نكوثها، كما تحتاج إلى آلية لتنفيذ كامل بنود الاتفاقيات الإقليمية التي يتم وضعها لحل أي خلاف بموجب اتفاق القيادات الأفريقية.

وعلى الرغم من التحديات يظل البيت الأفريقي هو المكان الأمثل لوضع كافة الخلافات على طاولاته، لإيجاد حلول قد تكون الأقرب لكل ملف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.