ورشة منظمة بروميديشن حول دارفور أجندة خاطئة وإعداد خاطيء

0 90

كتب: عبدالرحمن الغالي 

بسم الله الرحمن الرحيم

ورشة منظمة بروميديشن حول دارفور أجندة خاطئة وإعداد خاطيء
***
الورشة:
تنعقد في القاهرة في الفترة من 23 إلى 25 يناير ورشة تتناول الوضع الأمني في دارفور.
تنظم الورشة بحسب صحيفة ( سودان تربيون) منظمة بروميديشن الفرنسية بالتعاون مع الخارجية الفرنسية والخارجية المصرية، هذا فيما ذكرت مصادر اعلامية أخرى أنها بالتعاون مع أحد مراكز الدراسات المصرية ولا وجود لمشاركة رسمية مصرية. وبحسب سودان تربيون ( تأتي الورشة امتدادا لاجتماع سابق عقدته ذات المنظمة في أديس أبابا في ديسمبر الماضي مع قادة عسكريين تابعين للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام وقوات الدعم السريع علاوة على ولاة سابقين بإقليم دارفور.) والولاة السابقون هم الاستاذ محمد حسن عربي والاستاذ نمر عبد الرحمن واليا شمال دارفور السابقين.
الدعوة والحضور:
دعت الجهة المنظِمة حركات دارفور المسلحة والدعم السريع، واستثنت الجيش السوداني من الدعوة بحسب بيان الناطق الرسمي ( مع أنه الطرف الأصيل في الحرب الحالية).
لم يحضر الجيش السوداني بسبب عدم دعوته بينما قاطعت حركة تحرير السودان ( فصيل مني أركو مناوي) التي أوضحت أنها ستحصر مشاركتها في قضية وقف اطلاق النار على مفاوضات جدة فقط بينما قاطعت حركة العدل والمساواة ( فصيل جبريل إبراهيم) بعد أن وافقت على الحضور حين أخطرتها المنظمة بعدم مشاركة الدعم السريع واتضح لها مشاركة الدعم السريع في الورشة. كما قاطعت حركة تحرير السودان ( فصيل مصطفى طمبور) الورشة.
بينما يحضر الورشة الآن ممثلون عن الدعم السريع وحركة العدل والمساواة جناح سليمان صندل وحركة العدل والمساواة الجديدة بزعامة منصور أرباب وحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس وتجمع قوى تحرير السودان برئاسة الطاهر حجر وتحالف قوى المسار الذي يضم قوى عسكرية لديها قوات في ليبيا، وعقب بدء الحرب في السودان التحقت معظم فصائل هذا التحالف بقوات الدعم السريع،
وبالنسبة لي لم أسمع بالمنظمة ولا أعرف عنها كثير شيء إلا أنها كانت قد نظمت اجتماعات لمجموعات من شرق السودان في السابق كما نظمت ورشة في النيجر لمناقشة رحيل المقاتلين السودانيين من ليبيا بمشاركة مندوبين من القوات المسلحة والدعم السريع قبل شهر من اندلاع الحرب الحالية (15 مارس 2023) ثم نظمت ورشة في أديس للحركات المسلحة والمدنيين الولاة في نوفمبر 2023.
الأجندة:
بحث الموقف الأمني لخفض التوتر وإمكانية الوصول لوقف إطلاق نار بهدف إيصال المساعدات لإقليم دارفور وفتح الاقليم لدخول المساعدات من خارجه.
التعليق:
1) أي عمل ليكون ناجحاً لا بد أن يشمل جميع أصحاب الشأن والمصلحة. تخطي طرف أصيل في القتال مثل الجيش السوداني حتى لو غضضنا الطرف عن الصفة الحكومية له، خطأ كبير ويعني فشل الورشة قبل أن تبدأ إذا كان الهدف الحقيقي هو خفض التصعيد ووقف اطلاق النار.
2) المناقشة الجزئية والمناطقية لقضية الحرب مدخل خاطئ. الصحيح العمل على وقف الحرب في جميع أنحاء السودان.
3) تعدد المنابر وتجزئة الحلول أيضاً خاطئ ويزيد التشويش ويفتح مداخل للهروب من العملية الساعية لوقف الحرب.
4) النموذج الليبي حل خاطئ ومضر بالسودان وجيرانه، ومحاولة فرضه خطأ وخطر ولن ينجح هذا النموذج في السودان لأسباب كثيرة فصلناها سابقاً وأهمها أن النسيج الاجتماعي بدارفور وكردفان لن يسمح بسيطرة فصيل أو فصائل محددة على الاقليمين.
5) إذا كان الهدف من تغييب الجيش وحضور الفصائل الدارفورية المسلحة والدعم السريع الاتفاق لعزل الجيش والاتفاق على إدارة الإقليم فسيتحول الوصف من المبادرة الخاطئة إلى وصف التآمر على وحدة السودان وفي هذه الحالة يجب إبعاد هذه المنظمة من الشأن السوداني. أما إذا كان الهدف خفض التصعيد العسكري للسماح بتحسين الوضع الانساني فالأولى إشراك الجيش السوداني على الأقل كطرف إذ لا يُعقل تغييبه في الورشتين ورشة أديس أبابا وورشة القاهرة.
6) لا زلت أرى أن المخرج الوحيد هو الحوار السوداني السوداني ولكن طالما قوبل هذا المقترح بالرفض من أغلب القوى السياسية فنسأل الله أن يكتب الله للشعب السوداني خلاصاً عاجلاً وثقتي في الشعب السوداني لا تحدها حدود وثقتنا بالله فوق ثقتنا بالشعب ولله الحمد أولاً وآخراً وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين الأخيار
عبد الرحمن الغالي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.