التعايشي: اتفاقية السلام فرصة لمراجعة تاريخية

0 118
الخرطوم ــ السودان نت
أكد عضو المجلس السيادي محمد حسن التعايشي ان السودان اتيحت له فرصة تاريخية لم تتاح له منذ الاستقلال، مبينا ان فرصة السودان اليوم لمناقشة قضاياه كبيرة.
واضاف التعايشي في ندوة “السلام فرصة للمراجعة التاريخية” الذي نظمته مؤسسة طيبة برس للاعلام اليوم بمقرها ان هناك تغيراً جوهرياً حدث في لب التكوين الاجتماعي السوداني فرض أجندة لم تكن موجودة مسبقا جعلت من مناقشة القضايا الكبيرة في البلاد بأريحية ممكنا ومتاحا كقضايا العلمانية، وفصل الدين عن الدولة وأهمية بناء علاقات امنية مع اسرائيل كواقع جديد فرضته ثورة ديسمبر .
ولفت الى ان جيل الثورة فرض أجندة مهمة خلقت فرص تعايش حقيقي حول القضايا بالبلاد وأضاف “إن أي إتفاقية سلام لم تناقش قضايا التسوية التاريخية في السودان تعتبر إتفاقية خائنة لمبادئ ثورة ديسمبر” .
وقال التعايشي ان الظروف المتاحة الآن للمراجعة التاريخية ظروف بنيوية فرضها وعي عام وظروف تغير جوهري فرضه التغير الاجتماعي الذي يحدث بالبلاد، مؤكدا ان اتفاقية السلام بجوبا اوجبت البحث في جذور المشكلة بشكل كامل وهو مالم يتاح سابقا .
وأشار إلى إن إتفاقية سلام جوبا عالجت الكثير من القضايا، ووضعت حلولاً لمشاكل توزيع السلطة والثروة وتحديد نظام الحكم الذي أصبح فيدرالياً بصورة قاطعة والترتيبات الأمنية والعدالة الإنتقالية، كما أنها عالجت قضايا الأرض والحواكير ومعدلات الفقر بالولايات، مشيرا إلى أن هناك كثيرون يتفقون على أن ذهاب نظام البشير لم يدع مبررا للخلاف.
وأوضج التعابشي ان الفصول العشرة لاتفاقية السلام تتلخص في قسمين بروتكولات متعلقة بمعالجة جذور الأزمة، وبرتكولات متعلقة بافرازات الحرب، معتبرا ان الحرب الأهلية المتطاولة خلقت اختلالات اساسية لم تأتي بالصدفة بل نتيجة الإدارة غير الرشيدة للموارد والسلطة.
وأعلن التعايشي عن قيام مؤتمر الحكم والادارة منتصف العام المقبل كنقاش مستفيض حول الأسس والمعايير التي تم اعتمادها وعرفت ماهية الموارد القومية والسلطات.
من جانبه اعتبر الأستاذ ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال أن السلام فرصة للمراجعة التاريخية، وقال: نحن بهذه الإتفاقية نريد وفاقاً ولا نريد شقاقاً ونرفض الإنقلاب على الإتفاقيات بحجج واهية لأن لدينا سوابق كثيرة في عدم الإلتزام بالإتفاقيات السابقة وتنفيذها على أرض الواقع كما نطمح للإستفادة من أخطاء الماضي.
وقال إن إنفصال الجنوب في حد ذاته يحتاج لمراجعة شاملة ويستحق دراسة جادة حتى لا تتكرر مأساته ويكون هنالك جنوب جديد بالسودان وذلك لن يتأتى إلا عبر مناقشة التنوع التاريخي والمعاصر الذي يمتاز به السودان على مر العصور وقبول السودانيين ببعضهم لذا فإن وجود حميدتي والتعايشي بإتفاقية جوبا هو أعظم نموذج للسلام الحقيقي الذي يكون ثمرة جهود ضخمة.
الجدير بالذكر ان مبادرة اسبوع السلام الذي انطلقت بمبادرة من مؤسسة طيبة برس لدعم إكمال عملية السلام في السودان تناقش فعاليات المبادرة التي تستمر في الفترة من 24 أكتوبر وحتى 29 منه سلسلة من القضايا ذات الصلة تتصدرها السلام فرصة للمراجعة التاريخية، مطلوبات إكمال عملية السلام ، دور المجتمع المدني في بناء السلام، الترتيبات الأمنية وتأمين السلام والسودان الكبير والمصير المشترك والاقتصاد رافعة السلام، ويشارك في الأسبوع نخبة من القيادات السياسية والدستوريين والأكاديميين ورموز المجتمع المدني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.