تدمير اهم جسر حيوي في الخرطوم هل بدا الجيش معركة تحرير العاصمة

0 170

تقدير موقف : ذوالنون سليمان
كل الدلائل تشير الى ان الجيش تعمد تدمير  جسر شمبات الرابط بين الخرطوم بحري وأمدرمان . تفجيره سيحرم قيادة الدعم السريع من نقل قواتها ومعداتها العسكرية بين المدن الثلاث للعاصمة، فهو الجسر الوحيد بين بحري وأمدرمان الذي تسيطر عليه قوات الدعم سيطرة كاملة . بعد تدمير هذا الجسر التاريخي، يبقي جسر الحلفايا الواقع في  شمال أمدرمان همزة الوصل بين مدينتي بحري وأمدرمان، وهو جسر يتقاسمه الطرفان، الدعم من ناحية بحري والجيش من ناحية أمدرمان ” الكلية الحربية ووادي سيدنا ” مما سيعني احتدام الصراع حوله .
– أهمية كبري شمبات تكمن في أنه يربط وسط امدرمان وبحري، والمنطقة في بدايته ونهايته تقع تحت السيطرة الكاملة للدعم السريع ، وهي محيط سلاح المظلات ببحري ومنطقة الإذاعة والتلفزيون بأمدرمان .
– بعض التقديرات التي انتشرت في الخرطوم توجه أصابع الاتهام لطيران اجنبي، وذلك لنوعية الصاروخ المتفجر ودقة الإصابة .
– بتدمير كبري شمبات ومحاولة تفجير مصفاة نفط الجيلي، دخلت الحرب منعطفا جديدا، والتحول في استهداف قوات الدعم السريع والياتهم ومعسكراتهم الي تدمير البنى التحتية الحيوية في الخرطوم بهدف الحد من قدرة الدعم السريع العسكرية تعزز حقائق ضعف موقف الجيش العسكري ، ويربط مراقبون هذا التطور النوعي في الحرب بقيام الفريق البرهان بتسليم هيئة العمليات الحربية لجهاز المخابرات العامة -مركز قوة الإسلاميين-من خلال تعيينه اللواء محمد عباس اللبيب القائد السابق بهيئة العمليات التابعة لجهاز الامن والمخابرات الوطني ، التي تمت اعادتها للخدمة مرة ثانية بعد اندلاع الحرب ، وذلك بعد حلها في حكومة الفترة الانتقالية .
خيارات الدعم السريع:
– من غير المستبعد بعد هذا التطور التكتيكي النوعي ان يبدا الدعم السريع بحسم تدريجي لباقي مواقع الجيش الأساسية في ولايات الخرطوم الثلاث، و سينتظر حسم اخر معاقل الجيش في الفاشر شمال دارفور سلما او حربا، وبذلك يكون قد امن كامل المنطقة الغربية من دارفور الى كردفان والنيل الأزرق.
– بعد تدمير جسر شمبات ، متوقع قيام الدعم السريع بتكثيف عملياته العسكرية في الخرطوم بهدف فتح ممرات امنة لقواته عبر السيطرة على المواقع العسكرية المطلة علي الكباري المتبقية ، والمقصود هنا منطقة المهندسين والسلاح الطبي وذلك من أجل السيطرة الكاملة علي كبري أمدرمان الذي تسيطر على احد مداخله في الخرطوم.
– السيطرة على منطقة كرري ووادي سيدنا، وذلك لإكمال تأمين جسر الحلفايا من الاتجاهين . أو السيطرة على سلاح الإشارة وقيادة القوات البرية من اجل تأمين جسر النيل الأزرق والمك نمر لتامين حركة قواته بين وسط الخرطوم والخرطوم بحري ،إلي جانب كبري سوبا في جنوبها .
– السيطرة علي منطقة جبل أولياء بالخرطوم ، وفتح الطريق لقواته عبر كبري جبل أولياء الرابط بين أمدرمان والخرطوم . وعلي الرغم من صعوبة السيطرة على هذه القواعد ، الا ان حشدا كبيرا مسنودا بآليات عسكرية كبيرة سيكون متاحا في حال نجاح الدعم السريع في تأمين ولاية شمال دارفور ، تمهيدًا للانتقال لمعاركه الكبرى،
– بعد فشل منبر جدة في الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار، والتغييرات في القيادة العسكرية التي أجراها البرهان، كل التقديرات تشير الى ان الحرب بين الجيش والدعم السريع دخلت مرحلة جديدة ، فرض الجيش إيقاعها القادم . فلم يعد للدعم السريع من خيارات، ولم يعد تكتيكه بحصار حاميات الجيش في الخرطوم والفاشر مجديا ، وقد يعجل تدمير كوبري شمبات من معركة الحسم السريع لحامية الجيش في الفاشر ، وبالتالي عدم انتظار جهود الوساطة للحركات المسلحة .
– سيكون على المراقب التريث في استخلاص مسار الحرب في العاصمة ،قبل التأكد من الخطوة القادمة للجيش ، وهل كان تدمير كوبري شمبات في اطار خطة عسكرية لاسترداد المؤسسات السيادية وقواعد الجيش الرئيسية التي استولى عليها الدعم السريع في الايام الأولى للحرب، ام انها خطوة تدلل على ضعف الموقف الميداني كاخر محاولة لإحداث تقدم علي أرض المعركة من أجل تحسين الموقف التفاوضي بمنبر جدة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.