آمال وتطلعات الشارع السوداني في العام الجديد

0 136

الخرطوم ــ السودان نت .

درج السودانيين علي الإحتفال في نهاية كل عام برأس السنة الميلادية الجديدة وأعياد الكريسماس، والتي تتزامن مع ذكري إستقلال السودان من الأستعمار الثنائي (الإنجليزي، المصري) في الأول من يناير من العام 1956 م ، لذلك عادة ما تكون الإحتفالات ذات طابع خاص وطعم مختلف، ويُحتفى ويُحتفل بها شعبياً ورسمياً . ويتبادلون خلألها التهاني والأماني العامة والخاصة بعام جديد وسعيد تتحقق فيه كل الآمال والتطلعات. إلا أن الإحتفال بهذأ العام 2020 م كان له طعم مختلف، إذ أنه أتى بعد عام حافل بالأحداث الكبيرة التي سيسطرها التاريخ، فالعام 2019 م كان عام ثورة ديسمبر المجيدة التي صنعها الشعب السوداني ــ بالعرق والدم والدموع ــ وسيرت من أجلها المواكب وأقيمت من أجلها الإعتصامات وأعتقل من أجلها الألاف من الشباب، وجرح وأصيب وسقط شهيدا فيها المئات .

عام عاش السودانيون فيه أحداث متقلبه كانوا ما بين لحظات التحدي، الصبر، الحزن، الفرح، الغضب والإنتصار على نظام مستبد جثم على صدورهم ثلاثين عاما، أذاقهم فيها صنوفا من العذاب من قتل وتهجر وتشريد وهضم للحقوق العامة والخاصة … لذلك كان إحتفال هذا العام ــ بطعم الثورة ــ  ثورة الحرية والسلام والعدالة التي إلتف حول أهدافها الجميع بأختلاف أعمارهم وسحناتهم وإتجاهاتهم، فبالتالي فأن آمالهم وتطاعاتهم وأحلامهم هذا العام تختلف عما سبقة.

(السودان نت) إستطلعت بعض السودانيين من فئاة مختلفة في محاولة منها لعكس جزء من تطلعات وآمال الشارع االسوداني :

في بداية إستطلاعنا التقينا بالاستاذ جلال الدين قسم الله المحامي الذي قال أن أول أمانية في هذا العام أن تحصل إصلاحات إقتصادية شاملة كما حصل من إنفراج في أزمة السيولة بالمصارف، ثم إختيار الكفاءات في الوظائف العامة (الشخص المناسب في المكان المناسب) على الرغم من وجود المخربين والمفسدين والمنتفعين من النظام السابق الذين مازالوا في مواقعهم.  والشئ المهم والإيجابي حسب تعبيره هو  بوادر الوعي وسط الشعب السوداني على الرغم من الفهم المغلوط عند البعض لمفهوم المدنية (علي انها بمعنى الفوضى) لكن مثلما أن فكرة  القبلية أصبحت شبه منبوزة الي حد كبير بين أوساط العديد من الناس، توقع أن يزداد الوعي بالمعنى الحقيقي للمدنية.  وأضاف قسم الله : ومن ناحية أخري مهنية أتمني أن تكون قضية العدالة وعودة هيبة القضاء السوداني التي فيما مضي كانت من الأشياء الميؤس منها حسب تعبيرة من الأولويات، وهذه من أهم تطلعات كل القانونيين السودانيين، مع ضرورة عودة نقابة المحامين لحضن المحامين الأحرار من قبضة النظام السابق، لتخدم كل المنتسبين إليها من محاميي بلادي، دون محاباة أو انحياز، ولتصبح جهة مستقلة.

سحر صلاح معلمة وربة منزل قالت مع بزوغ هذا العام الجديد أتمنى أنصلاح حال بلادنا، وأن تزداد تقدما بين البلدان، ولأطفالنا المستقبل الباهر، يحظوا فيه بتعليم جيد وبمستوى عالي وعالمي. وأن يصبح التعليم والعلاج بالمجان و تتيسر أحوالنا جميعا ونصبح سواسية لافرق بين غني وفقير. وتمنت أيضا أن يجد خريجي الجامعات فرص العمل داخل بلدهم بدلا عن الغربة ورهقها، فبلدنا على حسب تعبيرها (خيرها كثير) فلماذا نهاجر خارجها، فمثلما أهلك يحتاجون اليك، وطنك أيضا يحتاج إليك وهو سندك. والشئ المهم جداً على حد تعبيرها هو صفاء النيه في قلوب الناس لأن الضمائر تغيرت.  وتوجهت في ختام حديثها بالدعاء للمولى عز وجل بأن ينصلح حال البلد ولا يحتاج الناس لوقوف في  صفوف خبز ولا وقود، أو الإنتظار في الشارع للمواصلات خصوصا البنات.

الصجفي محمد عبدالله محمد قال: تطلعاتي أن أرى بلدنا تعافت من تراكمات حكومة (الكيزان) في كل المجالات سواء سياسية او اجتماعية او اقتصادية. و تتجه صوب التعمير والانتاج وخلق فرص عمل لكل حملة الشهادات في كافة المجالات، لان المرحلة القادمة حسب تعبيره مرحلة بناء تحتاج لشباب قادر ينهض ويرتقي ببلده لمصاف الدول المتقدمة بعد أن تكبلنا بقيود الكيزان ل 30 سنة. وأكد في ختام حديثة على أن الاوان أن لنتحرر ونكسر هذه القيود وننطلق لتحقيق غاياتنا في وطن معافي من كل أشكال التمييز القبلي والسياسي والاجتماعي ونكون يداً واحدة تبني ماهدمه حكم (الكيزان).

صديق مصطفي محمد المغترب بالخليج قال: حلمي في هذا العام هو حلم كل إنسان سوي، أن يعيش كأنسان في بلده ويتمتع بي أبسط حقوقه الآدمية في ظل دولة القانون والعدالة والمساواة والحريات وليس التحرر. وشدد على ضرورة أن يستلهم المجتمع روح الثورة ويصبح في كل تفاصيل حياته مجتمع متسامح متقبل لكل الإختلاف والتمازج والتباين الإثني والعرقي والجهوي. وعبر عن أمله في الرجوع من الغربه  لأن الإغتراب والبعد من الوطن والأهل يخصم من الأنسان أكثر مما يضيف له.

الترحم على شهداء الثورة السودانية والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين وأن يجمع الله بالمفقودين هي أولى الأمنيات التي أستهل بها مهيلم عبدالرحمن النصري المعلم بالمرحلة الثانوية حديثه، وقال أن الشعب السوداني لأول مره منذ ثلاثين عاما تذوق طعم الإستقلال الحقيقي . وأضاف على المستوى العام أتمني أن نرى تطبيق شعار الثورة السودانية الحرية والسلام والعداله ماثلً أمامنا بشكل جلي ونستطيع تطبيقه كلنا، حكومةً وشعب. ونأمل أن يعم الرخاء على الشعب السوداني والوطن. وعلى المستوى المهني تمنى النصري تطبيق مجانية التعليم وتأسيس مؤتمر تعليمي جامع يشمل كل قضايا التعليم من المنهج والمعلم والطالب.

برير ابراهيم بشير مهندس إتصالات قال آماله وتطلعاته متوافقة مع كل آمال وتطلعات الشعب السوداني بكل أطيافه، وأهمها أن يعم السلام كل أرجاء السودان، لأنه دون السلام والأمان لن نستطيع بناء أي شئ، وتمنى أن يتم الأهتمام بالخدمات الأساسية التي أصبحت مرهقة ويعاني الناس من تردي كبير فيها مثل الصحة والتعليم. وشدد بشير على ضرورة توفير فرص العمل للخريجين حتى لا يضطروا للهجرة خارج البلاد والعمل في مهن هامشية لا تتناسب ومؤهلاتهم العلمية، وبذلك يستطيعوا أن يؤسسوا أنفسهم ويصبحوا قادرين على الزواج والأستقرار.

ــ متفائلة جداً بالعام الجديد ولولا التفائل لما كانت الحياة ــ بهذه الكلمات البسيطة أوجزت الأعلامية سلافة محمد إفادتها لـ(السودان نت) وكانت خير إفادة يمكن أن ننهي بها جولتنا الإستطلاعية، بما فيها من طاقة إيجابية كبيرة يحتاجها الناس في الفترة القادمة، فالبلاد الأن في مرحلة بناء وتأسيس تحتاج عزيمة جبارة لتتجاوز تركة ما خلفه النظام البائد من فساد وأستبداد، وعلى العموم كانت إفادات أغلب المستطلعين متفائلة بهذل العام لأنه على الأقل حسب رأي أغلبهم، أن قادم الأيام لن يكون أسوأ مما عاشوه خلال الثلاثين عام الماضية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.