أبناء الميرغني”الحسن و جعفر ” ..الإخوة الأعداء

0 183

نجلا الميرغني”الحسن،جعفر”.. الاخوة الاعداء ..!!
الخرطوم ـ السودان نت
تسابق نجلي رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل ، محمد الحسن وجعفر الصادق، إلى الخرطوم  في منافسة محتدمة حول تفعيل مبادرة الوفاق الوطنى الشامل التى أطلقها والدهما رئيس الحزب مولانا محمد عثمان الميرغني ، وتدعو المبادرة الى وفاق وطني شامل يجنب البلاد التمزق والفرقة والشتات ، ورأي الميرغني في مبادرته “أن البلاد تمر بفترة عصيبة تستوجب توحيد الصفوف وفتح المنابر للنقاش الصحي والهادي ، وفتح المنافذ للتسامي فوق الصغائر ونبذ الإقصاء والكراهية” وكان حزب المؤتمر الوطني المحلول من أول الداعمين لها ، حيث رحب بروفسور إبراهيم غندور بها من خلال تغريدة علي صفحته الإجتماعية .
وفي تطور يوضح بجلاء حجم الخلاف بين نجلي السيد الميرغني ، فقد توجها للبلاد كل على حدا ، معلنين انهما مبعوثين من والدهما لتنفيذ مهام حزبية تتعلق بتفعيل العمل السياسي للحزب .
جعفر  الصادق الذى فوضه والده نائبا لرئيس الحزب ، متوقع وصوله الى البلاد بعد يومين من موعد وصول شقيقه الحسن ، وفق البرنامج المعلن ، ولكن عودة الاخير مبكرا من الولايات المتحدة الامريكية عبر القاهرة ، عجل بعودة أخيه جعفر مبكرا إلي الخرطوم لقطع الطريق أمامه ومخاطبة القوي السياسية وجماهير الحزب قبله .
ويري مراقبين ان الحسن يستند في صراعه مع شقيقه الى الكاريزما والجماهيرية الكبيرة التي يحظي بها والتي تجلت بوضوح في استقباله الحاشد من قبل أنصار الحزب بالمطار ومسجد الختمية بالخرطوم بحري .
أما جعفر الصادق ، فهو يستند علي شرعية المؤسسة ، باعتباره نائب رئيس الحزب بتفويض من والده الميرغني ، الذي عزل الحسن من منصبه الرئاسي السابق ، ويتمتع الحسن بشخصية كاريزمية  و مقدرات خطابية جعلته شخص محبوباً لدي قيادات الختمية وعضوية الحزب .
وربما يتصاعد الخلاف بين الشقيقين في الأيام المقبلة نظرا لما بدر منهما ، حيث تسابقا إلى المسجد ليعقد لاول مرة محفلين في مسجد الختمية (حولية وحضرة) في وقت واحد ، الحولية اقامها السيد جعفر داخل المسجد “والحضرة ” اقامها السيد الحسن في ساحة المسجد الذي يعتبر الرمز التاريخي لحزبهم وطائفتهم .
وبالرغم من كبر حجم هوة الخلاف بين الشقيقين ، إلا انهم يحرصون على عدم  إظهاره امام جماهير الحزب شفاهةً، ولكن في الخفاء يتحولان الى أعداء يتنافسون لتحديد مصيرهم في قيادة الحزب في الحاضر والمستقبل .
ولكل من الشقيقين فلسفته الخاصة في إدارة الحزب ، فالحسن يري ان الوحدة مع الأطراف الأخرى من الحزب الاتحادي ينبغي تحقيها أولا وبعدها تاتي اعادة الهيكلة ، خلاف جعفر ، الذي يري ان الهيكلة اولا ومن ثم استيعاب الاخرين ، الأمر الذي يضع الحزب امام منعطف خطير قد يهدد مستقبله .
ما يجري داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي انتقل الى المجموعات الاخري التي خرجت منه خلال حكم الإنقاذ ، خاصة مجموعة الحزب الاتحادي المسجل بقيادة احمد بلال ، التي تعتبر من المجموعات الداعمة للسيد الحسن ، بينما المجموعة الثورية بقيادة حسن هلال ذهبت الى جانب جعفر بعد مبادرة من مبروك مبارك سليم الذى عاد فجأة للحزب بعد ان خرج منه في فترة التجمع الديمقراطي مؤسسا حينها لحركة الاسود الحرة التي وقعت علي إتفاقية الشرق وتقلد بفضلها عدة مناصب في النظام السابق .
ما يدور داخل أروقة الحزب الإتحادي الديمقراطي الذي يعتبر من أكبر الأحزاب السياسية السودانية وفق نتيجة اخر انتخابات شرعية بالبلاد مؤشر لإنقسام كبير داخل الحزب إن لم يتم معالجته ، خاصة وانه منقسم حاليا الى اربعة عشر فصيل ،  ثمانية منها في تحالف قوي الحرية والتغيير الحاكمة بالبلاد .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.