عبرت الإدارة العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين عن سخطهم من مآلات الاوضاع على معسكرات النازحين واللاجئين من فقدانهم لكل مقومات الحياة و ضروريات البقاء في ظل تزايد المخاطر مما ينذر بأوضاع مأساوية ما لم يتم التدخل لتداركها .
وقالت الهيئة في بيان لها , إن الوضع الأمني و الغذائي و المعيشي باتا هو الأسواء حتى من أوج حرب 2003 في ظل الانغلاق الذي يضرب دارفور و عدم وجود جهات فاعلة تهتم بأمر انسان دارفور المسكين و المعزول.
وأشارت الي ان إنسان دارفور يعاني أشد المعاناة و بحاجة عاجلة لإعلان مجاعة حقيقية في ظل ارتفاع معدلات التضخم والإصابة بسوء التغذية و معظم الأسر الآن أصبحت خارج إطار الأمن الغذائي و هذا الأمر يحتاج إلى شجاعة و جرأة لإعلان حالة مجاعة في إقليم دارفور تماشيا مع الوضع المتردي و الذي يزداد سوءاً مع استمرار الحرب وعدم تلقي اي معينات غذائية منذ شهر مارس الماضي.
ولفتت الي ان، الصحة و الدواء أحد المعضلات الرئيسية، و التي فقدوا فيها أرواح عديدة خاصة أصحاب الأمراض المزمنة بعد أن استحال حصولهم على الدواء إما لنفاذه أو استحالة الحصول عليه بسبب المخاطر الأمنية و توقف جل المستشفيات و المراكز الصحية.
وتابع الاطفال و الحوامل أكثر الضحايا تاثراً بالحرب و مآلاتها وراح العشرات منهم متأثرين بسوء التغذية خاصة الحوامل اللواتي بحاجة إلى تدخلات جراحية وتعذر ذلك و بالتالي فقدان الأم و جنينها مما تركت آثارا نفسية سيئة لدى أسرهم قد لا تزول الى الابد.
وقال البيان أما التعليم فقد أصبح حلما بعيدا على الأقل في القريب ق، و في ظل الأوضاع الماثلة ،و حتى مدارس المعسكرات تحولت لمراكز إيواء للفارين من القرى و المدن الكبيرة، و بالتالي إكتظاظ المعسكرات بالنازحين و الضغط على مصادر المياه التي خرجت معظمها عن الخدمة بسبب انعدام الوقود.
وأضاف يعيش إقليم دارفور و معسكرات النازحين واحدة من أسوء و أبشع فتراتها منذ إندلاع الحرب المستمرة ، فبالرغم من بعض فترات الهدوء التي شهدها الإقليم إلا أن الأمور تأزمت بشكل غير مسبوق منذ 15من أبريل الماضي بعد الحرب التي إندلعت في الخرطوم و سرعان ما انتقلت إلى دارفور لتعم كل أنحاء الإقليم فلم يبقى هناك مكانا آمنا يمكن الاحتماء به.
وأوضحت ان دارفور من أكثر مناطق البلاد هشاشة كانت الحرب فيها ذات تأثير كبير خاصة في ظل حالة الشلل الكامل للحركة من والى الإقليم بسبب التحديات الماثلة، و هذا ما ضاعف من معاناة سكان دارفور و النازحين بصورة كبيرة و انقطاع كل متطلبات و ضروريات الحياة و بالتالي كانت النتيجة تعدد اسباب و مسببات و طرق الموت للمدنيين و النازحين.
وأكد البيان إن حالة الإنهيار التي تشهدها دارفور و معسكرات و مراكز إيواء النازحين والفارين من لهيب الاقتتال في المدن والقرى تنذر بخطر اكبر سيما و الغياب التام للمسؤولين و حتى المجتمع الدولي و الإقليمي وكأن الأمر لم يعنيهم في شيء و بالتالي تصاعد حدة معاناة سكان دارفور بصورة متسارعة و مخيفة.
وأضاف معسكرات النازحين باتت هي الوجهة الوحيدة للفارين من المدن الكبيرة والقرى رغم ما تتعرض لها من عمليات حصار، و قتل ممنهج في مسافات قريبة من المعسكرات، وإطلاق أعيرة نارية بصورة متكررة إلى هذه المعسكرات في محاولة لأحداث شرخ واقتحامها وهو الأمر الذي نستنكره بشدة و في سبيل ذلك فقدنا عشرات الأرواح من النازحين و ما زالت تتواصل عمليات إزهاق أرواح الأبرياء في ظل غياب الوازع والأخلاق.
وطالبت الإدارة العامة للنازحين واللاجئين المسؤولين و الجهات الإنسانية و الأمم المتحدة بكل وكالاتها و منظماتها و مجلس الأمن الدولي و الاتحاد الافريقي و منظمات المجتمع المدني المحلية و الإقليمية وكل الحريصين على سلامة أرواح و حياة المدنيين بأخذ قضيتنا مأخذ الجد والعمل بإخلاص من أجل استنقاذ أرواح الأبرياء و نزيف الدم المستمر وقطع الطريق أمام إنزلاق الأمور إلى ما هو أسوء.
كما طالب المحكمة الجنائية الدولية بالاضطلاع بمسؤولياتها الأخلاقية أولا و منع وقوع المزيد من الانتهاكات و ضمان سلامة من بقي على قيد الحياة قبل اي خطوة أخرى.