الحقائق المضمرة في مواقف الحركة الشعبية

مشروع دويلة قد يصل للانفصال

0 84

تقدير موقف: السودان نت
أعلن المتحدث باسم الحركة الشعبية – شمال جابر كمندان كومي إن رئيس الحركة عبد العزيز الحلو لم يلتق قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في أسمرا أو جوبا مؤكدا أن الحركة الشعبية ليست طرفا في الحرب التي تدور الآن بين الجيش السوداني والدعم السريع. وكانت قد راجت في وسائط الاعلام السودانية أن البرهان قد طلب من عبد العزيز الحلو قتال الدعم السريع بجانب الجيش .
تعقيب:
علي الرغم من نفي الناطق الرسمي للحركة الشعبية لقاءات البرهان والحلو في جوبا وأسمرا، الا أن واقع الاحداث يشير لوجود حوارات غير معلنة بين الجانبين حول النشاط العسكري للحركة الشعبية في جنوب كردفان واستهدافها لمواقع الجيش وسيطرتها علي عدد من مواقعه في بالولاية.
• تشير المصادر، أن التفاهمات بين الحلو والبرهان كانت بواسطة رئيس جنوب السودان سلفاكير , المدفوع بمصالحه التي تستلزم تأمين استمرار تدفق البترول وتكريره وتصديره عبر السودان ,وذلك لردع الحلو عن تصعيده العسكري وعدم إسقاطه لعاصمة ولاية جنوب كردفان ,كادوقلي , المحاصرة من قبل الحركة الشعبية, والتي تمثل للبرهان ضربة عسكرية تعمق من جراح هزائمه المتكررة على أيدي قوات الدعم السريع .
طبيعة تكوين الحركة الشعبية وموروثها السياسي والتزاماتها الإقليمية وتحالفاتها السياسية الداخلية تمنعها من القتال الى جانب الإسلاميين والتحالف معهم ضد الدعم السريع، وفي ذات الوقت، لا يوجد ما يمنعها من توظيف الحرب بين الطرفيين من أجل تحقيق وتعزيز مصالحها ومشروعها، وهو ما يفسر انفتاحها علي الجميع، في براغماتية لا تجتهد في إخفائها طالما لا يؤثر ذلك على مشروعها السياسي وإدارتها للمناطق الواقعة تحت سيطرتها.
النفي الإعلامي خطوة أولى، ستعضدها أو ستكذبها خطوات قوات الحركة الشعبية علي الأرض، من خلال مواصلة عملياتها العسكرية أو عودة قواتها لحالة السكون، الذي يتناقض مع استراتيجيتها العسكرية في فرض حدودها الإدارية تمهيدا لواقع ما بعد حرب البرهان وحميدتي , سواء كان في الكونفدرالية أو في الحكم الذاتي , وهو الهدف غير المعلن لقيادات الحركة الشعبية .
موقف الحركة الشعبية من طرفي الصراع السوداني، ولمن ستميل ريحهم ، مسالة مهمة لاعتبارات عدة أهمها : ان للحركة جيشا شبه نظامي وبنية مؤسسات دولة مكتملة ، وعلاقات إقليمية ودولية قوية ، وسيطرة على ولايات جنوب كردفان وجبال النوبة وتمدد في مناطق النيل الأزرق الحاضنة التقليدية لمنافسها مالك عقار .وخلاصة قراءة موقف عبد العزيز الحلو ، ان حصيلة الحرب في الخرطوم ستحدد مستقبل مشروعه الخاص والذي قد يصل الى اعلان الانفصال عن الدولة المركزية التي وصلت الى وضعية الانهيار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.