تصريحات ياسر العطا : بوادر انقسام داخل القيادة العسكرية للجيش

0 118

تقدير موقف؛ السودان نت
وجه عضو مجلس السيادة السوداني و مساعد القائد العام الفريق أول ركن ياسر العطا، انتقادات قاسية لدولة الإمارات العربية المتحدة متهما إياها بتوفير الإمداد العسكري لقوات الدعم السريع التي تقود حربا ضد الجيش السوداني منذ أكثر من سبعة أشهر. ووصفها بدولة المافيا، مهددا باستهداف أمنها القومي في حال استمرار دعمها لقوات الدعم السريع، ولم يوفر العطا في هجومة على الدول المجاورة مثل تشاد وأفريقيا الوسطي ويوغندا وبنغازي في ليبيا الذين بدواعي دعمهم لقوات الدعم السريع.

تحليل :
– أتهام عضو المجلس السيادي الفريق أول ياسر العطا للإمارات بدعم قوات الدعم السريع كان أثناء لقاءه بقيادات أمنية وعسكرية بمباني جهاز المخابرات العامة، رمزية المكان تكشف سر خطاب ياسر العطا التصعيدي ضد خمس دول محورية , وتهديده باستهداف نظامهم السياسي , حيث بات جهاز المخابرات -الجناح العسكري للإسلاميين- هو الذي يدير الحرب و يتحكم في مسار العملية السياسية عبر توجيهات جهازها الخاص , والذي يصنف الامارات كراعية مشروع إبعاد الإسلاميين عن السلطة في السودان والاقليم .
– يمكن قراءة تصريحات ياسر العطا في إطار الصراع الداخلي بين تيارات التسوية السياسية والحسم العسكري داخل قيادة الجيش والإسلاميين , وان تصريحات عضو المجلس السيادي الانتقالي ومساعد القائد العام ضد دولة الإمارات – بكل دلالاتها وعواقبها- مبايعة علنية لتيار الإسلاميين داخل المؤسسة العسكرية أساسها القول علنا بانهم جزء أساسي من التسوية السياسية وبالتالي دورهم اللاحق في مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية مقابل تحقيق طموحاتهم التي باتت لا تخفي في القيادة والحكم , وأن اللقاء والترويج الإعلامي الكبير له رسالة إسلامية علنية لرئيس مجلس السيادة البرهان المشكوك في تحركاته وولائه من قبل الإسلاميين الذي ينشطون من أجل إجهاض مبادرة الايقاد ومنبر جدة وأديس أبابا ، وهو ما لا يتوافق مع مصالحهم السياسية والعسكرية.
– تصريحات ياسر العطا تعبر عن خلاف حقيقي داخل أطراف القيادة حول تصوراتهم لمسارات الحرب الدائرة، بين خياري الحل السياسي المفضي لواقع عسكري وسياسي جديد أم الحسم العسكري المحافظ علي وضعية المؤسسات العسكرية والاقتصادية والسياسية تحت هيمنة منظومة الإسلاميين.
– اعتبرت القوي السياسية السودانية الرئيسية تصريح الفريق أول ياسر العطا ضد الامارات ودول الإقليم مقدمة لانقلاب إسلامي جديد يستهدف قطع الطريق أمام مجهودات الحل السلمي للحرب نظير المحافظة علي تواجدهم في أجهزة الدولة وعودتهم للسلطة مما سيوسع دائرة الحرب بتأجيجها داخلياً وخارجيا، وأنهم سيستمرون في الصراع ضدها، مما يعني مزيدا من التعقيد للأزمة، التي صارت تهدد وحدة القيادة العسكرية داخل الجيش , الممثل الرسمي للسلطة .
– تحالف ياسر العطا مع الاسلاميين داخل المؤسسة العسكرية- الأمنية، يضع البرهان امام ثلاثة خيارات، إما التراجع عن خطوات الحل السياسي والاستمرار في استراتيجيته الحسم العسكري وفق مخططات الحركة الاسلامية داخل الدولة، أو المواجهة مع الاسلاميين واعفاء ياسر العطا والضباط المناوئين له من الخدمة، أو الإنحناء للعاصفة ومحاولة كسب الوقت لتأمين استمرار قيادته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.