تعليق منبر جدة التفاوضي الجيش والدعم السريع يختاران الحرب لحسم خلافاته

0 107

تقدير موقف : السودان نت
تقديم: قررت الوساطة السعودية الأميركية في منبر جدة الذي يستضيف مفاوضات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تعليق الجولة الى أجل غير مسمى على أن يغادر الوفدان لإجراء مشاورات مع القيادة , وذلك بعد اخفاق الأطراف في تنفيذ إجراءات بناء الثقة وانهاء الوجود العسكري في المدن الرئيسية .
-لم تصدر عن الوساطة المشتركة أي توضيحات بشأن تعليق الجولة.
– غادر وفد قوات الدعم السريع، المشارك في محادثات منبر جدة، المملكة العربية السعودية متجهاً إلى العاصمة الإثيوبية اديس ابابا , بينما غادر وفد الجيش الي بورتسودان
تحليل
تعثرت المفاوضات بين طرفي الحرب الجيش والدعم السريع نتيجة لعدم التزام طرفي التفاوض بأجندة الالتزامات السابقة التي وردت في بيان المسهلين في الجولة السابقة , وهي المساعدات الإنسانية ، وبناء الثقة بين الطرفين , التي ستمهد للدخول في مفاوضات وقف اطلاق النار وبداية الحل السياسي وفق خارطة طريق منظمة الايقاد لحل الازمة . تعثرت خذه الخطوة بعد أن طالب وفد الجيش بخروج الدعم السريع من الأعيان المدنية ، وانهاء المظاهر العسكرية في الطرقات والمدن الأمر الذي رفضه مفاوضي الدعم السريع , وتمسكوا بالإبقاء على الارتكازات ونقاط التفتيش في المناطق الخاضعة لسيطرتهم بالعاصمة والاقاليم , وفي الوقت نفسه , طالبوا الجيش بالقبض على الاسلاميين الفارين من السجون ومشعلي الحرب , وفتح مطارات نيالا، والجنينة، والفاشر، للأغراض الإنسانية , رفض الجيش هذه المطالب وتمسك بإيصاله المساعدات عبر مطار بورتسودان فقط , وزاد عليها بمطالبته لمنظمات اطباء بلا حدود، والمنظمة الايطالية، والنرويجية، بوقف اعمالها في الخرطوم , التي باتت عمليا تحت سيطرة الدعم السريع ..
الجيش يدرك أن استجابته لمطالب الدعم السريع يعني اعترافه الضمني بسيطرتها علي تلك المواقع ومساعدته للدعم السريع في إدارته المدنية لها , خصوصا بعد افادة مصادر عديدة بعودة أعداد كبيرة من المواطنين لبيوتهم في المدن الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع بولايات دارفور , وحتي في بعض المناطق بولاية الخرطوم . وأيضا يعني الشروع الفوري في مناقشة قضايا وقف النار المؤقت والدائم , وهو ما يتناقض مع تصوراته لهذه الجولة , التي يسعى فيها إلى كسب الوقت لتحسين وضعه الميداني وموقفه التفاوضي ، علي نحو يحافظ علي وضعيته التاريخية وامتيازات طبقته القيادية , وذلك جنبا الي جنب مع حاضنته السياسية وشركاءه في الحرب , الإسلامين , القادة الحقيقيين للحرب وللجيش ، الذين يراهنون علي التصعيد العسكري من أجل تأمين ميراثهم العسكري والمدني في جهاز الدولة ويساومون بالحرب من أجل إشراكهم في العملية السياسية .
خلاصة
بتعليق الوساطة للمرة الثانية للتفاوض من دون الوصول لتقدم في مسار العملية السلمية , ومغادرة وفدي طرفي الحرب مقر المباحثات , ستشهد الحرب في السودان موجة من الصراع المسلح قد يعتبر الأعنف منذ انطلاقها , يسعى  فيها طرفي الحرب لتعزيز سقفهما التفاوضي من خلال تعزيز سيطرتهما علي الميدان ، الأمر الذي سينعكس سلبياً علي مبادرات السلام ، وبشكل خاص منبر جدة ، الذي سيشهد تراجع لصالح مبادرة منظمة الإيقاد من خلال دمج المبادرتين ودعم المقترحات الأفريقية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.