في خطوة تاريخية: الفاتيكان يلغي فتوى دينية قبل 600 سنة تبيح استعمار الشعوب الأخرى
محمد مشارقة
دون ضجيج، أقدم الفاتيكان على خطوة تاريخية ومراجعة سيكون لها تداعياتها على المستويات السياسية والقانونية، عندما أعلن الخميس 30 مارس 2023 رفض ” مبدأ الاكتشاف والفتح ” لإضفاء الشرعية الدينية على استيلاء الحقبة الاستعمارية على أراضي السكان الأصليين.
فباسم المراسيم البابوية في القرن الخامس عشر، وبغطاء وتبريرات من النصوص الدينية، استولت القوى الاستعمارية الأوروبية على أراضي السكان الأصليين وطالبت بها في الأميركتين وأماكن أخرى في العالم. الآن، وفي خطوة مهمة بعد قرون، رفض الفاتيكان هذا التأويل الديني المثير للجدل، والذي تناول مطلبًا طويل الأمد تقوده مجموعات السكان الأصليين في كندا.
اعترفت الكنيسة في بيان لها، بأن اتباع البابا الكبار أصحاب الفتاوي في ذلك الوقت “لم يعكسوا بشكل كاف المساواة في الكرامة والحقوق للشعوب الأصلية”، وقالت إن هذه العقيدة ليست جزءًا من تعليم الكنيسة الكاثوليكية.
لسنوات طويلة، جادلت بقايا مجموعات السكان الأصليين الذين ابيد اجدادهم ونهبت ممتلكاتهم وطمست ثقافتهم، بأن المستكشفين الأوروبيين استخدموا الدين – الذي كان قائمًا على التفوق المفترض للمسيحيين الأوروبيين – لتبرير استعباد واستغلال مجتمعات السكان الأصليين قانونًا وأخلاقيًا، وللحكم عليهم.
كما اعترف بيان الفاتيكان بأن أعمال عنف ارتُكبت ضد مجتمعات السكان الأصليين من قبل المستوطنين الاستعماريين، وطالب بالعفو عن “الآثار الرهيبة لسياسات التغييب القسري والألم” الذي عانوا منه.
فقد تم إبعاد أطفال السكان الأصليين في كندا قسراً عن أسرهم لإدماجهم في مجتمع أوروبي مسيحي، حيث اضطروا للتخلي عن لغتهم وثقافتهم؛ تعرض الكثير منهم للإيذاء الجنسي. لقي آلاف الأطفال حتفهم في هذه المدارس ولا يزال يتم اكتشاف قبورهم التي لا تحمل أية شواهد.
قالت الأمم المتحدة في عام 2012 إن القانون الدولي يطالب الحكومات بتصحيح الأخطاء التي تسببها مثل هذه المذاهب الاستعمارية الدينية، “بما في ذلك انتهاك حقوق الأرض للشعوب الأصلية، من خلال إصلاح القانون والسياسة”.
تعليق : احتاج الغرب المسيحي الكاثوليكي ستمائة عام او يزيد قليلا ليقوم بهذه المراجعة للتاريخ الاستعماري المحمول على ترسانة نصوص دينية ، في خطوة ربما تكفر عن جرائم بحق البشر والشعوب الاصلية ، وربما أيضا تفتح الباب لمصالحات جذرية وتاريخية تنهي نزاعات وحروب ثقافية وسياسية تختفي تحت الرماد .