وصلت نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى لحظة حرجة مع تقارب الفارق بين دونالد ترامب ومنافسه جو بايدن في ولايات متأرجحة حاسمة.
فترامب المرشح الجمهوري، يزعم أنه فاز في الانتخابات وتعهد باللجوء إلى المحكمة العليا مدعياً حدوث تزوير من دون تقديم دليل.
وفي وقت سابق قال المرشح الديمقراطي جو بايدن إنه “على الطريق” نحو النصر.
وما تزال ملايين الأصوات لم تفرز بعد، ولا يمكن لمرشح أن يزعم فوزه حتى اللحظة. ولا يوجد دليل على حدوث تزوير.
ومع هذا التوتر الذي تشهده البلاد، ربما تظل النتيجة النهائية غير معلومة لعدة أيام.
وكان أكثر من 100 مليون شخص قد أدلوا بأصواتهم في تصويت مبكر قبل يوم الانتخابات الثلاثاء، ما يمهد لتسجيل الولايات المتحدة أعلى نسبة مشاركة في التصويت على مدى قرن.
ما هي نتائج الانتخابات الرئاسية حتى الآن؟
تحدى ترامب استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات، مقدماً أداء أفضل مما كان متوقعا، غير أن بايدن ما يزال داخل السباق، ولا تزال النتيجة النهائية لم تحسم بعد.
في الانتخابات الأمريكية يدلى الناخبون بأصواتهم في منافسات على مستوى الولايات، لا على مستوى الدولة.
ويحتاج المرشح إلى الفوز بـ 270 صوتاً على الأقل من أصوات ما يعرف بالمجمع الانتخابي. وتتمتع كل ولاية بعدد معين من الأصوات بناء على عدد سكانها. ويبلغ إجمالي عدد أصوات المجمع الانتخابي 538 صوتا.
تشير التوقعات إلى فوز ترامب بولاية فلوريدا الحاسمة، وهو ما يمثل دفعة كبيرة له في محاولة إعادة انتخابه.
وتتوقع بي بي سي فوز ترامب بولاية محافظة أخرى وهي تكساس، حيث كانت حملة بايدن تتطلع لتحقيق انتصار مفاجئ.
غير أن بايدن ربما ينتزع أريزونا والتي كانت إحدى الولايات المحافظة. إذ توقعت شبكة فوكس نيوز ووكالة أسوشيتدبرس فوز بايدن بالولاية، فيما قالت شبكة سي بي إس الشريك الأمريكي لبي بي سي إن أريزونا تميل نحو المرشح الديمقراطي.
وقد تعد خسارة ترامب لولاية كانت جمهورية بمثابة انتكاسة خطيرة.
ولا تزال تبدو ساحات المعركة في ولايات حزام الصدأ الثلاث بنسلفانيا وميتشغن وويسكونسن والتي كان ترامب قد فاز بها قبل أربع سنوات، وكأنها قد تميل في أي في الاتجاهين.
وتعتبر بنسلفانيا إلى جانب فلوريدا، حاسمة بالنسبة لترامب إذا أراد تجنب الهزيمة.
وتشهد عملية فرز الأصوات حالة من الإثارة كذلك في ولايتين متأرجحتين مهمتين على الساحل الشرقي للولايات المتحدة هما جورجيا ونورث كارولينا.
ووفقاً لتوقعات بي بي سي فإن ترامب سيحافظ على سيطرته على أوهايو وميسوري المعروفتين بأنهما “بيل ويذر ستيتس” ( ولايات رائدة) لأنهما غالباً ما تتوقعان الفائز في الانتخابات.
وتتوقع كذلك فوز ترامب بنبراسكا، رغم حصول بايدن على أحد أصوات المجمع الانتخابي هناك، الأمر الذي قد يكون حاسماً في تحديد النتيجة.
ولم تخرج مفاجآت بعد في أي ولايات أخرى.
وإلى جانب السباق نحو البيت الأبيض، يجري كذلك التنافس للسيطرة على الكونغرس بمجلسيه. إذ يحاول الجمهوريون الاحتفاظ بالأغلبية.
وقد فقد الجمهوريون مقعداً في مجلس الشيوخ عن ولاية كولورادو، فيما فازوا بآخر في ألاباما.
وأعيد انتخاب كل من زعيم مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل، وحليف ترامب السيناتور لينزي غراهام.
فيما يتوقع أن يظل مجلس النواب تحت سيطرة الديمقراطيين.
ماذا يقول المرشحان؟
عقد ترامب حفلاً انتخابياُ خارج البيت الأبيض بحضور مئة مدعو. وفي كلمة في الثانية والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي (السابعة والنصف بتوقيت غرينتش) قال” نحن نستعد للفوز بهذه الانتخابات. بصراحة نحن فزنا بهذه الانتخابات”.
ثم زعم حدوث ” احتيال كبير على بلادنا” دون أن يقدم دليلاً على ذلك، مضيفاً “سنلجأ للمحكمة العليا”.
وأضاف الرئيس “نريد وقف كل التصويت”، وذلك في إشارة على ما يبدو إلى وقف فرز بطاقات الاقتراع التي أرسلت بالبريد، والتي يمكن قانونياً لبعض الولايات قبولها بعد انتخابات الثلاثاء.
ولا تزال ملايين الأصوات التي أرسلت بالبريد لم تُفرز بعد، ولا يوجد دليل على حدوث تزوير.
في المقابل أدانت حملة جو بايدن تصريحات الرئيس ووصفتها بأنها “صارخة وغير مسبوقة وغير صحيحة”، واعتبرتها ” جهوداً صريحة لانتزاع الحقوق الديمقراطية للمواطنين الأمريكيين”.
وفي وقت سابق، نحو الواحدة صباحاً بالتوقيت المحلي، توقع بايدن من مسقط رأسه في ويلمنغتون بولاية ديلاوير تحقيق النصر.
وقال المرشح الديمقراطي: “نشعر بالارتياح تجاه ما وصلنا إليه وما نفعله. أنا هنا لأقول لكم الليلة إننا نعتقد أننا على طريق الفوز بهذه الانتخابات”.
وأضاف “سنتحلى بالصبر لحين انتهاء المهمة الشاقة لفرز الأصوات. ولن ينتهي الأمر إلى حين فرز كل صوت”.
وبينما كان خصمه يلقي كلمته، نشر ترامب تغريدة على تويتر من البيت الأبيض قال فيها “نحن متقدمون لكنهم يحاولون سرقة الانتخابات.” وقد وصف موقع تويتر منشور ترامب بأنه يحتمل أن يكون “مضللاً بشأن انتخابات أو عملية مدنية أخرى”.
وكان قد تم وضع سياج جديد غير قابل للتوسع حول البيت الأبيض قبل يوم الانتخابات. كما شددت الشركات في العاصمة الأمريكية واشنطن وفي نيويورك إجراءات تأمين منشآتها بسبب مخاوف من وقوع اضطرابات.
أما بايدن وفقاً لتوقعات بي بي سي فيسحتفظ بولاية ديلاوير مسقط رأسه، إلى جانب ولايات منيسوتا وكاليفورنيا وفرجينيا ونيويورك ورود أيلاند وأوريغون وواشنطن وإيلينوي ونيوهامشير وكونيتيكت ونيوميكسيكو وكولورادو وفيرمونت وماريلاند وماساشوستس ونيوجيرسي وواشنطن العاصمة.
كما تتوقع شبكة سي بي إس ميل نيفادا ومين وهاواي نحو بايدن.
وكانت استطلاعات الرأي الوطنية قبل يوم الانتخابات تشير إلى تقدم بايدن بثبات، لكنها أشارت إلى تقارب المنافسة في عدد من الولايات التي يرجح أنها ستقرر النتيجة.
وتستند توقعات نتائج الولايات إلى مزيج من نتائج استطلاعات رأي الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع والاًصوات التي تم فرزها بالفعل، في أغلب الحالات. وتتم فقط في حال وجود قدر كبير من اليقين بالنسبة للنتائج.
بينما تظل النتائج متقاربة في ولايات حاسمة أخرى مثل جورجيا وبنسلفانيا وويسكونسن وميتشغن ونورث كارولينا.