“في أقوى حملة”.. عارضة أزياء أميركية تدافع عن المحجبات حول العالم

0 92
السودان نت ــ وكالآت

شنت العارضة الأميركية الفلسطينية الأصل بيلا حديد، اليوم الجمعة، حملة دفاع عن المسلمات المحجبات اللواتي يعانين من الاضطهاد حول العالم، وطلبت من دول العالم التوقف عن التمييز ضد المرأة المسلمة فورًا.

وشاركت حديد قرابة 50 مليون متابع لها، على صفحتها الرسمية في منصة إنستغرام، 3 منشورات مختلفة عن قضية اضطهاد المحجبات، وكشفت عن اضطهاد يمارس ضدهن في عالم الموضة.

كما دعت فرنسا والهند وكيبيك وبلجيكا ودول أخرى في العالم تشهد تمييزًا ضد النساء المسلمات، لإعادة التفكير في القرارات التي اتخذتها أو التي تحاول اتخاذها في المستقبل.

 

كراهية للإسلام

وتوجهت حديد في رسالتها إلى حكومات هذه الدول بالقول: “ليس من وظيفتكم إخبار النساء بما يجب عليهن أو لا يجب لبسه، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمعتقد”.

وقالت: “لا يُسمح للمحجبات في فرنسا بارتداء الحجاب في المدرسة، أو ممارسة الرياضة، أو السباحة، أو حتى على صور الهوية الخاصة بهن. ولا يمكنك أن تكوني عاملة مدنية أو أن تعملي في مستشفى بالحجاب”.

وكان مجلس الشيوخ الفرنسي، قد صوت، في يناير/ كانون الثاني الفائت لصالح مشروع قانون يحظر ارتداء الحجاب في المنافسات الرياضية، وسيطرح للمصادقة عليه يوم 24 فبراير/ شباط الجاري في الجمعية الوطنية.

وتابعت حديد في منشورها قائلة: “بعض الجامعات تحظر الحجاب، وإنه لأمر سخيف ويظهر حقًا مدى كراهية العالم للإسلام دون الاعتراف بذلك”.

والشهر الماضي، طُلب من تلميذات الثانويات الحكومية في الهند، وبعض الجامعات في البلاد عدم ارتداء الحجاب، في مرسوم سرعان ما اعتمدته مؤسّسات تعليمية في ولايات عديدة، وأجبرت الفتيات على خلع حجابهن، وتعرضت الطالبات لتنمر وتحرش لفظي.

واعتبرت بيلا حديد، أن القوانين الجديدة في تلك البلدان، وتلك التي هي في طور المصادقة، تمنح الرجل صلاحيات لاتخاذ قرارات عن المرأة، معتبرة أن ذلك ينم عن مرض في التفكير، وبأنه أمر مثير للضحك، وهو يتخطى مفهوم “الإسلاموفوبيا” نحو التحيز الجنساني وكراهية النساء، وقالت: “بغض النظر عن البلدان أو الوقت الذي يريد فيه الرجال دائمًا التحكم في ما تفعله المرأة وترتديه، فإن ذلك يجب أن يتوقف فورًا”.

 

أنا أحبكن

وأعادت حديد نشر قصة فتاة مسلمة في نيوزلندا تعرضت للضرب والتعنيف بسبب معتقدها وحجابها، وقالت حديد إنّ القصة أبكتها وجعلتها غاضبة، وطلبت من المشاركين في صفحتها أن يضغطوا باتجاه تغيير الحكم على المحجبات في محيطهم ومجتمعاتهم.

وقالت حديد إن ارتداء الحجاب أو اعتناق الإسلام، لا يعني تهديدًا لأحد في المجتمع، وحثت متابعيها على نشر أفكار تقبل ذلك في عائلاتهم، وقالت: “علموهم أن يحبوا قبل أن يكرهوا، وأحرصوا على تثقيفهم بذلك قبل إطلاق الأحكام لحماية البشر من “البلطجة””.

وختمت متوجهة للمحجبات بالقول: “أنا آسفة جدًا لأولئك اللواتي يشعرن بهذا النوع من عدم الاحترام. أنتن لا تستحقِقْن ذلك. حافظن على إيمانكم. وأحبِبْن الله. واهتممن بمن يحبونكن ويقدرونكن، تذكرن ذلك، وأنا أحبكن”.

 

مأساة هدى

وحول قصة الطالبة النيوزلندية بحسب منشور حديد: ففي التاسع من فبراير/ شباط الجاري، تعرضت طالبة تدعى هدى، وهي فتاة مسلمة، للضرب المبرح وتم نزع حجابها في مدرسة أوتاغو الثانوية للبنات في نيوزلندا، حين طالبت 3 تلميذات من هدى وصديقاتها المسلمات تعليمهن ألفاظ شتائم عربية، لكن الأخيرات رفضن المضي في الأمر، ليتعرضن بعدها لاعتداء عنيف من قبل الفتيات الثلاث، تخللته شتى أنواع التحرش اللفظي والضرب من قبل المهاجمات.

رغم ذلك، كانت هدى أكبر ضحايا العنف الجسدي الذي مورس على الطالبات المسلمات. فأصيبت في رأسها ووجهها، ورقبتها وكتفيها مما تسبب لها بارتجاج في المخ.

وقام والد هدى بعد ذلك بنقلها إلى المستشفى بعد أن تقاعس الجميع عن استدعاء سيارة الإسعاف. وواصلت المهاجمات الاعتداء على هدى ورفيقاتها، وبصقن عليهن، وأطلقن بحقهن الشتائم، ونعتوهن بـ”الإرهابيات”، وشتى العبارات العنصرية المقيتة.

وليست هذه الحادثة بجديدة على مدرسة أوتاغو الثانوية للبنات، ففي العام الماضي، قام عدد من الطالبات بالتعرض لفتيات مسلمات، وأطلقن عليهن العبارات نفسها، ورغم أن والدي هدى قاما بتقديم شكوى إلى المدرسة، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء، ولم تتلق العائلة أي رد يضمن توقف تلك الأفعال العدائية بحق المسلمات.

وختمت حديد منشورها بالقول: دعونا نقف معًا لتحقيق العدالة لهدى والفتيات المسلمات الأخريات اللواتي تعرضن للهجوم أيضًا.

 

الاضطهاد في عالم الموضة

وقالت حديد في منشور لها إنه “بالرغم من دخول الحجاب عالم الموضة، إلا أن على الجميع أن يتذكّر الإساءة والتمييز التي تواجهها النساء المسلمات في نضالهن اليومي حول العالم بشكل منتظم بسبب معتقدهن وما يمثلن من أجله”. واعتبرت حديد أنه يجب الوقوف عند رأي المرأة بالنسبة إلى جسدها.

وأضافت العارضة البالغة من العمر 25 عامًا أنه على الرغم من أن الموضة هي وسيلة لكسر الحدود وجعل الأمور أكثر قبولًا بطريقة ما، فقد رأت بنفسها التمييز الذي تواجهه المسلمات بشكل منتظم في عالم الموضة. وقالت: “أعرف أن العديد من أخواتي المسلمات واجهن مواقف غير عادلة. إنه عالم متحيز وعنصري”.

وتابعت حديد: “إذا كنا نشهد المزيد من التقدير للحجاب في الموضة، فعلينا أيضًا أن نعترف في المقابل بالإساءة التي تواجهها النساء المسلمات من جميع الأعراق المختلفة في هذا العالم وبشكل منتظم داخل دور الأزياء الأوروبية والأميركية”.

وختمت حديد بالقول: “دافعن عن صديقاتكن المسلمات”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.