مستشار حمدوك السابق: تقدم قوات الدعم بشكل كبير ميدانياً يمهد لخطوة خطيرة

0 116

 

أحرزت قوات الدعم السريع في كردفان تقدماً ميدانياً وسط وجنوب البلاد، وهي المناطق التي تفصل بين العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور، الذي شارف أن تسيطر عليه بالكامل باستثناء “الفاشر” شمالاً، لتتسع نقاط نفوذها في حال تمكنها من ذلك إلى حوالي نصف مساحة السودان.

وقال مستشار رئيس الوزراء السوداني السابق فائز السليك، إن قوات الدعم السريع في كردفان ودارفور تعتبر هاتين المنطقتين منصات انطلاق لعملياتها، مشيراً إلى أن السيطرة عليهما تعني سهولة إمداد قواتها المقاتلة في الخرطوم من هذه المناطق.

وأضاف السليك في تصريحات لـ”عربي بوست” أن “قائد قوات الدعم السريع محمد دقلو (حميدتي) قام لأشهر طويلة، قبل الحرب، بإعداد جيشه، وإجراء مصالحات اجتماعية بين بعض المكونات في هذين الإقليمين، وأوعز لشقيقه عبد الرحيم بأن يقود العمليات هناك”.

وقال: “حتى لو فقدت قوات الدعم السريع الخرطوم، فإنه بإمكانها الانسحاب غرباً نحو كردفان ودارفور، مع استمرار عمليات الإمداد لها بسهولة لاستكمال الهجوم”.

أما سياسياً، فيرى المستشار السوداني، أن التقدم بهذا الشكل الكبير للدعم السريع، يمهد لخطوة خطيرة مستقبلاً، تتمثل بمولد “دولة غرب السودان”، وذلك في حال استمرار الحرب، وفق تقديره.

وقال: “ما أخشاه أن نصبح أمام واقع انقسام، يتمثل بدولة شرق السودان للبرهان وحلفائه، وأخرى غرب السودان، الذي من الواضح عدم اهتمامهم به”.

أما ديموغرافياً، فقال إن إقليمي دارفور وكردفان “فيهما قاعدة اجتماعية متينة لقوات الدعم السريع، وحاضنة أمينة لهم؛ بسبب انحدار قياداتها ونسبة كبيرة من قواتها من هناك”.

وأعاد سبب انهيار حاميات الجيش في دارفور من ناحية عسكرية، إلى أن هذه المنطقة تُعدّ “الأرض الصديقة لقوات الدعم السريع، نسبةً للطبوغرافيا والديموغرافيا، فهي تعرف صحاريها وسهولها، وهذا العامل ساعد في كل أوجه الحرب وتكتيكاتها من الانفتاح والهجوم والانسحاب، والمناورة؛ كما خبرتها خلال عشرات السنوات، وهي تعرف كيفية إدارة الحرب فوق سيارات الدفع الرباعي”.

وقال: “قوات الدعم السريع كانت بمثابة (مشاة الجيش) خلال فترات الحرب مع الحركات المسلحة، والعكس تماماً للجيش النظامي الذي يفتقر للمشاة، والقدرة على الانتشار في تلك المناطق، مع افتقاره للدعم اللوجستي والإمداد من الخرطوم المحاصرة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.