إستقالة حمدوك تعيد تمدد الإنقلاب في المساحات التي إنحسر عنها
كتب: ماهر ابوالجوخ
.
إستحوذ خبر إعتزام رئيس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك الذي بثته وكالة رويترز مساء الثلاثاء 21 ديسمبر 20201م تقديم إستقالته في غضون ساعات على إهتمام المتابعين للمشهد السياسي السوداني، نظراً للتداعيات المترتبة على حدوثه.
بشكل ملخص فإن إستقالة رئيس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك عند حدوثها وقبولها فالنتيجة المترتبة عليها هي إعادة تمدد إنقلاب 25 أكتوبر مرة أخرى في المساحات التي إنحسر عنها وتققهر منها، حينها سيتحرك الإنقلاب وعناصره لإستعادة السيطرة على مواضع سيطرتهم التي فقدوها لترتفع نسبة سيطرتهم على كل مفاصل الدولة ومؤسساتها المتناقصة يوماً بعد يوم لتعود سيطرتهم المطلقة على مؤسسات الدولة.
فعشية نشر (رويتزز) لخبر إعتزام رئيس الوزراء تقديم إستقالته في غضون ساعات، أصدر حمدوك قرار بإنهاء تكليف كل من مدير للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والمكلف بتسيير مهام مدير البنك الزراعي الصادرين عن السلطة الإنقلابية بعد 25 أكتوبر الماضي. طبقاً لتلك القرارات تمت إعادة مدير الأذاعة والتلفزيون المقال من الإنقلابيين الاستاذ لقمان أحمد لموقعه، وتمت تسمية بدرالدين عبدالله احمد العباس لتسيير مهام المدير العام للبنك الزراعي.
عند إستعادة الإنقلابيون للسيطرة المطلقة على مفاصل فإن السيناريو الأرجح هو وجنوحهم للعنف لفرض الأمر الواقع لتهيئة المشهد لشمولية وديكتاتورية جديدة تحكم بالحديد والنار تقضي على الأخضر واليابس، فإن أحد الفرضيات المزعجة هو إحتمال مضي المشهد بخطى متسارعة صوب إنهيار أكبر بإنزلاق البلاد في أتون صراع عنيف في إطار ممارسة العنف والعنف المضاد بين الفرقاء المختلفين.
في تقديري أن خلاصة التبعات المترتبة والمتوقعة لسيناريو إستقالة حمدوك بعد قبولها ستجعل النصر على إنقلاب 25 أكتوبر الذي يلوح في الأفق يبتعد رويداً رويداً ويجعل مشوار (النصر) ذلك أطول وأقسي، ولذلك فإن حصيلة هذا المآل والمسار لهذا السيناريو واضحة للعيان ونتائجها لا تحتاج لكثير عناء بأن الثورة لم تنتصر بتلك الإستقالة، وأن الإنقلاب هو الكاسب الأكبر من سيناريو (الإستقالة).