تحليل سياسي
موقع السودانت
منحت مجموعة دول العشرين التي انعقدت اجتماعاتها على مستوى وزراء الخارجية بالعاصمة الهندية نيودلهي العضوية الدائمة للاتحاد الإفريقي , تماما مثل الاتحاد الأوروبي الذي يشارك في المجموعة بصفة عضو دائم منذ سنوات .
وكانت قد انطلقت في نيودلهي الأسبوع الماضي ، اجتماعات وزراء خارجية دول مجموعة العشرين، بحثوا خلال القمة قضايا عالمية بارزة تشمل المساعدات الإنسانية والإغاثية في حالات الكوارث والأمن الغذائي وأمن الطاقة ومكافحة الإرهاب وتعزيز التعددية والتعاون الإنمائي .
التحليل :
تمثل مجموعة العشرين الاقتصادية نحو 20 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لدول العالم، و80 في المائة من التجارة وثلثي السكان في العالم.
أهمية الاتحاد الأفريقي بالنسبة لمجموعة العشرين تتمثل في موارده الطبيعية وكثافته السكانية , فهو تكتل سياسي أفريقي من 55 دولة يبلغ إجمالي الناتج المحلي فيها أكثر من تريليوني دولار، مما يضعه ضمن أكبر 10 اقتصادات في العالم .
بعد الحرب الروسية الأوكرانية بكل أبعادها الدولية , صارت قارة أفريقيا محل تنافس دولي من القوي الدولية المتصارعة والتي تنظر للقارة كمصدر أساسي لتمويل حروبها وتسويق منتجاتها وتوظيف تمثيلها في المؤسسات الإقليمية والدولية في المعارك الدبلوماسية وأسلحتها الناعمة المتمثلة في الإدانات والعقوبات , هذا التدافع جعلها تحظي بفرص اقتصادية ودبلوماسية , حيث دعا الرئيس الأميركي جو بايدن في ديسمبر الماضي إلى تمثيل دائم لأفريقيا في جميع المنظمات الدولية ، بما في ذلك مجموعة العشرين ومجلس الأمن الدولي ,عضد هذا التوجه كل من روسيا والصين , لتجني أفريقيا أولي ثمار الصراع الدولي كعضو دائمفي مجموعة العشرين وقريبا عضوية مجلس الامن الدولي
الخلاصة :
التمثيل الافريقي في المنظمات الدولية حق طبيعي وقفت القوي الدولية سابقا ضده عندما توافقت مصالحها لتهميشها في القرار الأمني والاقتصادي الدولي , وأجمعت علي تواجدها حاليا علي الرغم من خلافاتها الحادة , مما يثير التساؤل حول طبيعة هذا الدعم الذي ينم علي براغماتية مثارها صدام الإرادات الدولية ورغبتها في استقطاب قارة افريقيا بكل ثقلها السياسي والاقتصادي لحلفها .
يقع علي عاتق القادة الافارقة كيفية توظيف عضوية القارة علي نحو لا يجعلها طرف من اطراف الصراع , في واقع معقد تشير كل دلالاته أن سياسة عدم الانحياز خيار صعب تحققه في ظل جزرة الغرب بقيادة أمريكا والتي تعتمد علي شراكة تتوافق مع منظور القيم الامريكية ، واستراتيجية الروس والصين التي تعتمد علي النأي عن القضايا الداخلية والاستقلالية الكاملة للحكومات في كل ما يتعلق بشعوبها , مما يرجح فرضية الصراع والانقسام السياسي داخل التكتل الافريقي الأمر الدي سيضعف دوره في مرحلة حساسة ومهمة في تاريخ العالم .