السودان: مؤتمر أركويت تعميق للازمة السودانية ولجراح الشرق

اصطفاف واضح لطرف في الحرب

0 91

تقدير موقف: علي هندي ، مركز تقدم للسياسات

تحت شعار حفظ كرامة السودان ووحدة الصف السوداني عقد في مدينة اركويت في شرق السودان مؤتمرا بدعوة من الجبهة الوطنية السودانية التي يرأسها الناظر محمد الامين ترك، وذلك في 19 من سبتمبر، بحضور ممثلين عن تكتلات سياسية ومدنية وممثلين للجان مقاومة وحراك المرأة والنقابات المهنية المختلفة. من بينها: الجبهة الثورية، التحالف الديمقراطي للعدالة والتنمية، حركة جيش تحرير السودان،
ناقش الموتمر مجموعة من المحاور كما اقر توصيات بشانها:
• دعم القوات المسلحة، والتي جاء فيها الاجماع على دعم القوات المسلحة في الحرب الدائرة بكافة السبل والتأكيد على رفض وجود اي تشكيلات عسكرية خارج مؤسسة القوات المسلحة السودانية
• التمسك بشرعية مؤسسات الدولة القائمة وحقها في القيام بكافة واجباتها الدستورية في تصريف شؤون الدولة
• مواجهة آثار الحرب وادارة ملف المساعدات الانسانية وإعادة الخدمات الاساسية.
• تشكيل حكومة كفاءات مستقلة لإدارة العمل التنفيذي وإعادة الاع ماروتهيئة البلاد للانتخابات بعد انتهاء الحرب وحسم التمرد.
• الدعوة لحوار سوداني – سوداني بين كافة القوى السياسية والمدنية والمجتمعية داخل السودان
• حماية السيادة الوطنية ورفض التدخل الخارجي بكافة اشكاله وفي هذا التأكيد على ضرورة مراجعة عمل البعثة الاممية وفق المهام والاختصاصات ومراجعة القوانين المنظمة لعمل المفوضية. والتأكيد على التمسك بمبدأ السيادة الوطنية كمعيار في السياسية الداخلية والخارجية للسودان.
• الاقرار على أهمية عقد ورشة تخصصية في ملف العدالة والعدالة الانتقالية وكذلك أهمية التركيز على ملف التعويضات وجبر الضرر.
• المصالحة ورتق النسيج الاجتماعي، والتي اقر المؤتمر بضرورة العمل على جعلها واقعا وذلك للأضرار العميقة التي تعرض لها السلم الاجتماعي بسبب التمرد.
• تكوين آلية قيادية برئاسة رئيس الجبهة الوطنية السودانية. تكون مهمتها متابعة تنفيذ توصيات المؤتمر، والاتصال بكافة القوى الوطنية وإدارة حوار موسع من أجل انجاح الحوار السوداني – السوداني، كما ستتولي مهمة التواصل مع كافة الجهات الحكومية والاقليمية والدولية.

خلاصة:
– ياتي هذا المؤتمر استكمالا للجهود التي بدأت في العاصمة الارترية اسمرة من لقاءات جمعت كل القوي السياسية والاجتماعية التي مثلت ملمحا واحدا وهو القوي المناهضة للدعم السريع والداعمة لموقف الجيش. وهي ذات القوي السياسية والاجتماعية مع اختلاف في الموقف تمثل في وصف الدعم السريع بالقوة المتمردة.
– سواء نجح هذا المؤتمر في منح التكتل الثقل الذي يحتاجه في معركته ضد الدعم السريع ام لم ينجح، سيكون لهذا المؤتمر تداعياته التي سوف تنعكس على النسيج الاجتماعي للشرق وذلك لأسباب منها، ان تفاصيل ما حدث يعيد الشرق لترتيبات كان التمييز فيه من حق مكون اجتماعي وعرقي بعينه دون المكونات الاخرى وذلك كلما كان الشرق في مواجهة استحقاق جديد.
– هذا التمييز تاريخيًا ارتبط بذاكرة الدولة المهدية والهيمنة التي انتجها ، والتي انتجت سردية بات التمييز بموجبها لصالح حضور المكونات المستاثر من البيجا ، ولان مصالح السلطة في ارتريا ترتبط بمعادلات التمثيل الاجتماعي لمكونات الشرق ، استدعت مصالحها بالسودان دعم التمثيل السياسي لذات المكون في مفاصل السلطة. لذا ، أتت إتفاقية سلام الشرق بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق في اسمرا عام 2006 معززة لدوره الريادي في شرق السودان ، والان وبعد التفاهمات التي تمت برعاية ارترية يبرز الناظر ترك كعنصر محوري في الاستعدات التي سبقت المؤتمر والقرارات التي تمخضت عنه.
– المكونات العرقية والقبلية الأخرى التي سكتت على التمييز والإهمال والاقصاء في الماضي، من غير المرجح ان تظل على موقفها ، فلم تعد الخرطوم مركزا لصنع القرار وبالتالي لن تؤول ادارة الملفات الحساسة للشماليين كما كان في السابق والذي كان كافيا لاشتراك الجميع في الشعور بالتهميش، فقد اصبحت بورتسودان مركز القرار، ووفقا لمخرجات المؤتمر فان مكون الهدندوة سيستأثرون بإدارة شؤون الشرق في المرحلة القادمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.