(البرهان) في الحدود الشرقية ..رسائل في بريد الجارة أثيوبيا
الخرطوم ـ السودان نت
يبدو ان التطورات التى يشهدها الشرق بالتحديد عند الحدود الاثيوبية تسببت في ازعاج الحكومة بالخرطوم وهذا ما دفع برئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بالقيام بزيارة تفقدية الى الحدود السودانية الاثيوبية حيث تفقد قوات الفرقة الثانية مشاة المرابطة في حماية الحدود الشرقية بعدد من المواقع للتأكيد على جاهزية القوات المسلحة لحماية البلاد وحراسة حدودها دون التراجع عن ذلك خاصة في ظل تقارير استخباراتية اشارت الى حدوث خروقات متكررة من قبل عصابات الشفتة وعلي مصالح المواطنين مثل الاعتداء على الاراضي الزراعية وسرقة المواشي وحوداث القتل بحق السودانيين
وخلال الزيارة قال البرهان: “هدفنا حماية أراضينا ومواطنينا على امتداد حدود السودان في كل مكان وهذا واجب القوات المسلحة المقدس الذي لن تفرط فيه أبدا”، وأضاف أن البلاد تمر بمرحلة تتطلب مشاركة الجميع لبناء السودان الوطن الآمن المستقر ورافق البرهان في الزيارة كل من رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين إلى جانب المدير العام لجهاز المخابرات العامة الفريق أول ركن جمال الدين عبد المجيد قسم السيد وعدد من قادة القوات المسلحة.
وشملت زيارة البرهان والوفد المرافق له لقاءات بقيادة الفرقة الثانية مشاة بحاضرة الولاية القضارف وقيادة اللواء السادس مشاة بدوكة تنويرا ضافيا حول مجمل الأوضاع الأمنية بالولاية.
شهدت الفترة الاخيرة احداث متكررة في الحدود السودانية الشرقية وما حدث مؤخرا على الحدود السودانية الاثيوبية من شانه أن يلقي باعبائه على الأوضاع الامنية بين البلدين،بعد سنوات طويلة من الاستقرار والتنسيق المشترك بين السلطات الأمنية والعسكرية بين البلدين كادت تؤدي إلى إستلهام التجربة السودانية التشادية، التي تم من خلالها تكوين قوات مشتركة لحماية الحدود لولا التباطؤ الذي ساد في بعض طرفي التنسيق بين الدولتين.
و يرى مراقبون ان السودان تضرر كثيرا من بعض النزاعات التي تدور على الحدود في بعض دول جواره مثل الذي يحدث في إثيوبيا حيث القى بظلال سالبة على الاوضاع الأمنية داخل السودان في وقت تمد فيه الحكومة السودانية حبال الصبر بغية إستدراك جارتها الاثيوبية بخطورة تلك الاوضاع على الحالة الأمنية وتأثيراتها على البلدين في الحدود بينهما على الحدود الشرقية.
و قبل زيارة البرهان أعلن والي القضارف اللواء ركن نصر الدين عبد القيوم احمد، الاسبوع الماضي نشر المزيد من القوات لتعزيز اغلاق المنطقة الممتدة على الشريط الحدودي مع إثيوبيا، وذكر ان ذلك يأتي امتدادا للخطوات التي اتخذتها الولاية باغلاق المعابر في منطقتي القلابات واللكدي لمنع التسلل للبلاد ،
ويؤكد متابعون عن قرب للأحداث على الحدود السودانية الاثيوبية أن التعديات الإثيوبية قد صارت تتكرر بصورة ملفتة للنظر دون ان تتدخل الحكومة الاثيوبية في ردع المعتدين على الحدود والمواطنين السودانين وعلى ممتلكاتهم بصورة إستفزازية وخاصة في فترات الزراعة والحصاد من كل عام وذلك بعلم السلطات الأثيوبية في وقت يرى فيه البعض أن ذلك يلقي بأمرين على الوضع وهما إن السلطات الإثيوبية إن كانت لا تعلم ذلك فإنه يعتبر تقاعس عن الدور والواجب الذي بموجبه أنشأت لمراقبة الحدود ولوضع يدها على ادعيائها من الإثيوبيين أما الآخر فهو إنه إذا كانت تعلم ذلك ولم تتحرك لردعه فإن ذلك يعتبر تقاعساً في شأن المصالح السودانية كدولة جوار يلزمها القانون والمواثيق الصنائية ضرورة مراعاة ذلك. وأشارت ذات المصادر إلى المواثيق والمعاهدات التي تم توقيعها بين الدولتين والتي تلزم كل واحدة منهما احترام سيادة كل منهما على حدود الأخرى وما ينتج من قبل السلطات الإثيوبية يغور هذه المبادئ الدولية والثنائية.
وبحسب احصائيات حكومية بلغ جملة التعديات الاثيوبية من يناير الى منتصف مارس الجاري اكثر من (٣٠) حالة تعدي على المواطنين وممتلكاتهم وارواحههم مما يؤدي الى فرض واقع جديد بضرورة التصدي لوقف هذه التعديات من قبل الحكومة السودانية. وأوضح الخبراء ان تعامل الحكومة السودانية بمبدأ حفظ الجوار أظهر للجانب الاثيوبي ان ذلك ضعفا في ظل الوضع ااراهن الذي تعيشه البلاد بعد ثورة ديسمبر المجيدة.
ويرى عدد الخبراء من ان الجانب الاثيوبي ظل يماطل حسم تلك التفلتات بالرغم من الاتفاقيات الموقعة مع الحكومة السودانية. وترى المصاد من أنها ستواصل مسيرة الكشف عن التعديات التي حدثت في تلك الفترة، ياتي هذا في وقت يرى فيه المراقب بشدة للاوضاع إن العلاقات التاريخية بين شعبي البلدين هو ما جعل الحكومة السودانية تلجأ الى التعامل بمبدأ الحل الدبلوماسي عبر العديد من التفاهمات حتى لا ينفجر الوضع الى صراع حدودي، وترى هذه الجهات إن الوضع الاقليمي لا يتطلب مزيدا من التداعيات في الوقت الذي يشهد فيه العالم انتشار مخيف ومرعب لحالات أنتشار وباء كورونا المستجد والمنتشر على طول قارات العالم ويأمل الخبراء في أن يرتقي الجانب الاثيوبي للفهم المتبادل ولحفظ حقوق دول الجوار ولكل ما يتعلق بأمر العلاقات الثنائية بين البلدين.
ويقول الصحفي طارق عثمان المختص في شئون القرن الافريقي وشرق البلاد ان زيارة الفريق البرهان جاءت في وقت مناسب وهي رد قوي للجانب الاثيوبي ، مؤكدا ان الهدف الاساسي للحد من نشاط عصابات “الشفتة” الاثيبوية التى تهدد امن المواطنين السودانيون على الحدود خاصة انها تنشط في بداية الموسم الزراعي وايام الحصاد للسيطرة على الوقود والتقاوي ،
واعتبر طارق عثمان زيارة البرهان ذات اهمية كبيرة خاصة وانها سبقها انتشار واسع للجيش وتعزيز عسكري في مناطق الوقداي ، جبل حلاوة وغيرها من المناطق التابعة لمحليات باسندة والقلابات و القريشة ، وبالطبع هذه المناطق ذات انتاجية زراعية عالية جدا للمحاصيل وتعدها الحكومة ذات بعد استرايجي لاسهامها في اقتصاد السودان
ويشير طارق بان زيارة البرهان في ظل الظروف الحالية تؤكد ان هنالك خطر ومهدد حقيقي من قبل عصابات “الشفتط” واضاف ” يجب ان نذكر ان هذه العاصابات بدات افعال وخروقات غير مقبولة مثل الخطف لاجل المساومة المالية بالاضافة لنهب المواشي وهي مسالة مستمرة واستغلت الهشاشة في السودان منذ اواخر سنوات النظام البائد للتمادي في افعلها، ويقول طارق عثمان “هنالك جانب اخر ينبغي على الحكومة السودانية النظر اليه يتمثل في انعدام الخدمات في المناطق الحددوية مما دفع بالمواطنين الى المغادرة الى مناطق تتوفر بها الخدمات وادي الى احداث فراغ للجانب الاخر ، ومضي قائلا “نتمني من الزيارة ان تعمل على توفير الخدمات للاستقرار الخدمات ، لان هنالك قري هجرت تماما لانعدام الخدمات مما يعزز تمدد عصابات الشفته الى الداخل
وفي ذات السياق يشير المتخصص في شئون الشرق طارق عثمان ان قضية ترسيم الحدود بين السودان واثيبويا ما زالت معلقة مما ا يتطلب جهود من الحكومة وكان سابقا قد تم الاتفاق حول لجان مشتركة لكن الجانب الاثيوبي غير جاد بسبب الصراع الداخلي بين والحكومة والاقليات حيث تخشي الحكومة الاثيبوية من الترسيم لانها لا تريد الدخول في مشاكل مع القوميات ، ويؤكد طارق ابن ترسيم الحدود امر مهم ويحتاج جهود دبلوماسية لان الحل العسكري وحده لا يجدي مع حدود ممتدة وواسعة مع الجانب الاثيوبي.
القادم بوست