البدوي: اليمين الديني الذي كان يحكم في السودان خلف أثارا سرطانية خطيرة

0 72
الخرطوم ــ السودان نت

وصف الدكتور إبراهيم البدوي، وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السابق في السودان، نظام الرئيس البشير بأنه كان دكتاتورية غبية، واتيحت له موارد هائلة مع اكتشاف النفط وصلت إلى نحو ١٠٠ مليار دولار في الفترة من عام ٢٠٠٠ إلى عام ٢٠١١، لكنه لم يفعل، بسبب الفساد المترسخ وسوء الإدارة وسيطرة عناصر الجبهة الإسلامية الحاكمة على مقدرات البلاد.

واعتبر البدوي، في ندوة نظمتها جامعة النيل، مساء الخميس، عبر تطبيق زووم، أن اليمين الديني الذي كان يحكم في السودان خلف أثارا سرطانية خطيرة وانه سقط مرة وإلى الأبد.

وكشف وجود انقسام حاد حول التطبيع مع إسرائيل، وقال إن هناك من يرى أنه منزلق وأن قوى دولية تضغط باتجاهه مستغلة وضع السودان الحرج، غير أن الحكومة الانتقالية الحالية غير مفوضة بالتعامل مع هذا الملف ويتعين الانتظار إلى ما بعد الانتخابات المقبلة ليقرر الشعب السوداني في هذا الامر ما يرتايه.

واستطرد أن الموقف الرسمي حاليا هو أن الامريكان وافقوا على فصل مسار التطبيع عن مسار رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وقال البدوي إن مفتاح حل مشاكل السودان هو في النهوض بالاقتصاد واستغلال موارده الهائلة، غير أن هذا يتطلب مصارحة على أعلى مستوى وعملية جراحية مؤلمة، وتضحيات لفترة محددة إلى أن تستقر الأوضاع الاقتصادية، معتبرا أن المطلوب بشكل عاجل هو تحرير سعر الصرف حيث يباع الدولار رسميا ب ٥٥ جنيه سوداني بينما يباع في السوق الموازي بأكثر من ٢٠٠ جنيه وهذا وضع لا يمكن أن يستمر، وزاد ان المطلوب ايضا استكمال معالجة دعم المحروقات وبرنامج التحويلات النقدية للأسر الفقيرة والمهمشة، وتهيئة مناخ الاستثمار ومكافحة التضخم.

وذكر أن من بين أسباب تركه منصبه في يوليو الماضي هو تشدد اليسار السوداني في رفض الإصلاحات الاقتصادية وعدم تقديره لخطر عزلة السودان الراهنة وحاجته الماسة للانفتاح على المؤسسات الدولية والمانحين والاقتصاد العالمي، وقال: اليسار السوداني يسار وطني وله دور كبير في الثورة، لكن رؤاه الاقتصادية متجمدة وقديمة. وحول الموقفين الرسمي والشعبي من مصر بعد إزاحة البشير واعوانه. وتابع أن العلاقات بين مصر والسودان لها تاريخ يمتد آلاف السنين، ويربطهما مصير مشترك شعبي وجغرافي ومائي وحضاري، ولا يمكن أن تهزها أي خلافات، داعيا إلى تمتين تلك الروابط من خلال مز يدا من تشبيك المصالح الاقتصادية وتحقيق تكامل عميق بين البلدين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.