بيان دول الترويكا حول ورشة العدالة الانتقالية

0 81

الخرطوم ــ السودان نت

 

ينتهز أعضاء الرباعية والترويكا ( النرويج، المملكة العربية السعودية، الامارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة) هذه السانحة للإدلاء ببعض الملاحظات في فاتحة ورشة العمل هذه عن العدالة الانتقالية
إن المطالبة بالعدالة الانتقالية كانت في صميم الثورة، ويؤكد ذلك أهمية وجود عملية عدالة انتقالية شاملة وشفافة دون إقصاء تعطي الأولوية للمساءلة. ونحن نعلم سبب أهمية ذلك لكل السودانيين. لقد عانى شعب السودان معاناة شديدة على مدى عقود عديدة و بدون مساءلة أو إنصاف .
نتقدم بعميق مواساتنا لجميع الضحايا وعائلاتهم
على الرغم من أن تغيير أحداث الماضي خارج عن سطلة أي شخص ، فان وجود عملية عدالة انتقالية تتمتع بالشفافية و محددة بصورة جيدة على أساس المبادئ الدولية المتفق عليها هي أفضل طريقة لمنع حدوث جرائم جديدة. ننوه الى أن هذه المبادئ تنعكس حاليا وبصفة عامة في القانون السوداني وكذلك في الاتفاقيات الدولية التي انضم اليها السودان بعد ثورة 2019. هنا نلاحظ أهمية الموازنة بين المساءلة بأثر رجعي والمصالحة من أجل التقدم إلى الأمام: كلا العنصرين ضروريان لجهود العدالة الانتقالية الموثوقة ، كما يتضح ذلك من تجربة البلدان الأخرى التي نجحت في الانتقال من الصراع والديكتاتورية إلى السلام والحكم المدني
: إن الاتفاق الاطاري واضح جدا حول الحاجة لمعالجة كافة مظاهر العدالة الانتقالية. نود اقتباس جزء من الفقرة السابعة من المبادئ العامة
” ترسيخ مبادئ العدالة والمساءلة ، بما في ذلك آليات العدالة الانتقالية ، ووضع حد لظاهرة الإفلات من العقاب ومحاسبة مرتكبي الجرائم الجسيمة والإبادة الجماعية ، ومنتهكي القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان ، بما في ذلك العنف الجنسي وكافة أشكال العنف ضد المرأة”
إن الاتفاق الاطاري أيضا دعا جميع السودانيين للتعبير من خلال مشاركة عامة واسعة و توضيح كيفية تناول الاتفاقية للعدالة والعدالة الانتقالية. على وجه التحديد ، فإنه يؤكد على أهمية مشاركة “أصحاب المصلحة وأسر الشهداء، وكذلك الآخرين الذين تضرروا من انتهاكات حقوق الإنسان منذ عام 1989. نعلم أن ممثلي هذه المجموعات موجودون هنا اليوم
للتحضير لورشة العمل هذه ، كانت هناك مجموعة ورش عمل إقليمية في أجزاء مختلفة من البلاد. لقد تلقينا تقارير تفيد بأن المناقشات كانت صريحة وصادقة. ومع ذلك ، نـتأسف لأن بعض ورش العمل الإقليمية المخطط لها مُنعت من الانعقاد. ويثلج صدرنا حضور ممثلين إلى هنا اليوم من جميع المناطق للمشاركة في هذا الحوار الوطني
الآن وقد اجتمعتم لمعالجة القضايا الوطنية، نتوقع ونأمل أن تطرحوا أسئلة أساسية حول كيفية التعامل مع الجرائم التي تم ارتكابها. نحن نشجعكم على تقديم مقترحات ملموسة وعملية حول كيفية تحقيق العدالة للضحايا وكيفية منع تكرارها، مع الاستفادة من الخبرات والتجارب الدولية. سوف تواجهون قضايا معقدة للغاية ومثيرة للجدل. ومع ذلك ، فإن مصداقية الاتفاق الإطاري السياسي النهائي تعتمد على مصداقية المقترحات التي ستقدموها في النهاية. إنه التزام جاد. نحن على ثقة من أنكم ستمضون قدمًا مع وضع أفضل النوايا في الاعتبار
أخيرًا ، نود أن ننتهز هذه المناسبة لنكررأننا نواصل العمل مع الشركاء الدوليين الآخرين لدعم عمل الآلية الثلاثية ( يونيتامس، إيقاد، الاتحاد الافريقي) لتمكين الشعب السوداني من دفع عملية الانتقال الديمقراطي في السودان بموجب الاتفاقي السياسي الإطاري، والتي يظل الطريق الوحيد الموثوق به وصولا إلى حكومة جديدة بقيادة مدنية. نعلم أنكم تتفهمون الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق حول كافة القضايا العالقة. إن تشكيل حكومة يقودها المدنيون هو مفتاح بناء المؤسسات الديمقراطية التي ستسهم في تحقيق عملية عدالة انتقالية شامل .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.