فولكر : مستقبل قوات الدعم السريع مرتبط بمستقبل قيادتها

0 69

في حوار رئيس بعثة الامم المتحدة في السودان مع مجلة المجلة ، كشف فولكر بيريتس عن طبيعة الخلافات بين طرفي المؤسسة العسكرية فيما سماه الصحافيون ” بالحرب الكلامية ” ومجهودات البعثة في دعم الاستقرار والانتقال ، حيث قال :

“أطلق عليها البعض “حربا كلامية”. أما أنا فأسميها جدالا. المهم أنها ليست حربا بالسلاح. لا ريب مطلقا في أن هناك قضايا خطيرة خاصة في ما يتعلق بطرق تحقيق الاندماج النهائي لـ “قوات الدعم السريع” في جيش وطني واحد.
لكنّ كلاً من الجنرال حميدتي والجنرال البرهان التزما الاتفاق السياسي الإطاري بما لا يدع مجالا للشك، وعلينا أن نكون واضحين للغاية في شأن ذلك، أنه لا يمكن أن يكون هناك في النهاية إلا جيش وطني واحد. لا يمكن أن يكون هناك جيشان أو خمسة أو سبعة. منذ وصولي إلى السودان منذ أكثر من عامين، كنت أقول إنه لا يمكن أن يكون لديك بلد مسالم ولا يمكن أن يكون لديك تحول سلمي إذا كان لديك خمسة أو ستة أو سبعة جيوش.
يتعلق الأمر، إذن، بدمج “قوات الدعم السريع” في نهاية المطاف في جيش وطني واحد، لكنه يتعلّق أيضا في طبيعة الحال بالتنظيمات المسلحة التي وقّعت اتفاق جوبا وبتعزيز اتفاقات السلام للاندماج في الجيش أو المرور في عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج(DDR) من أجل تفكيك نفسها والاندماج في المجتمع بدلا من الاندماج في الجيش، وهذا ما يتقرّر خلال العملية نفسها.
وعلى الرغم من “الحرب الكلامية”، يتفق كل من البرهان وحميدتي على أن لكل منهما نقطة تركيز مختلفة حول ما إذا كان إصلاح القوات المسلحة السودانية يجب أن يتحقّق قبل الاندماج أو أن الاندماج يجب أن يأتي أولا.
لنكن واقعيين. هذه عملية شاملة يرتبط فيها الجزآن ارتباطا لا انفصام له، ولا بدّ إذن أن يسير الجانبان – إصلاح قطاع الأمن وعملية الاندماج – جنبا إلى جنب، خطوة بخطوة.
سيحتاج الأمر إلى وقت، ولكن ينبغي أن نتّفق على الأقلّ – قبل التوصل إلى اتفاق نهائي – على نهج ما أو خريطة طريق لما سيكون على الحكومة المدنية الجديدة إنجازه، في ما يتعلق بعمليتي الدمج والإصلاح، اللتين يجب أن تسيرا جنبا إلى جنب، كما قلنا.
جوهر القضية هو مستقبل الجيش ومستقبل “قوات الدعم السريع”. يرتبط مستقبل “قوات الدعم السريع” أيضا بمسألة من يقودها. الجيش مؤسسة يمكن بموجب قوانينها استبدال القائد العام في النهاية بقائد عام آخر وتكون لديه القواعد المؤسسية المناسبة لذلك. لكن الأمر يختلف في “قوات الدعم السريع”، فنحن نعلم أن هذه القوات تديرها عائلة وهذا شيء يجب تغييره. وأعتقد أن الجنرال حميدتي يدرك ذلك جيدا.
الخلاف في التفاصيل، إذن، ليس حول الهدف الاستراتيجي المتمثل في وجود جيش وطني موحد، بل حول الجدول الزمني والعمليات – سواء استغرق ذلك ثلاث سنوات أم خمس عشرة سنة. وقد يكون في وقت ما بين الإثنين لتقرير حجم الإصلاح الذي سيجري في القوات المسلحة السودانية قبل أن يُدمج الجميع بشكل كامل حتى على مستوى الكتائب والسرايا.
للقوى الإقليمية مصالح، ونحن نعرف هذا، فلسنا سذّجا. ونعلم أيضا أن القوى السودانية المختلفة لها أيضا مصالح مختلفة. وتهتم القوى السياسية وجميع أنواع القادة وأصحاب المصلحة هنا في السودان بالبحث عن الدعم من القوى الإقليمية أو القوى الدولية. في بعض الأحيان تُجَرّ القوى الإقليمية والدولية إلى الخلافات جرّا، ولكن في أحيان أخرى تسعى القوى الإقليمية والدولية نفسها إلى إيجاد حلفاء لسياساتها وتحقيق مصالحها الخاصة داخل البلاد”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.