وسط الدمار الذي لحق بكيبوتس بئيري ، تواصل إسرائيل انتشال الجثث من تحت الأنقاض

0 81

تم انتشال ثلاث جثث أخرى من بئيري يوم الأربعاء، حسبما قال مسؤولون في الجيش الإسرائيلي في الكيبوتس لـ”تايمز أوف إسرائيل”، مما رفع عدد القتلى المؤكد من المذبحة التي ارتكبتها حماس يوم السبت في البلدة التي يبلغ عدد سكانها 1200 فرد إلى 110.
وتم أخذ العديد من الأشخاص الآخرين إلى قطاع غزة كرهائن، من ضمنهم يافا أدار البالغة من العمر 85 عاما، والتي شوهدت آخر مرة وهي تُقاد على عربة غولف محاطة بمسلحين.
مساء الأربعاء، روى الميجر جنرال إيتاي فيروف، وهو يقف في ممشى وسط الكيبوتس، عن وصوله السريع إلى هناك للقتال إلى جانب المدنيين والجنود الذين جمعهم على طول الطريق.
يستذكر فيروف، قائد فيلق العمق والكليات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، أن “الناس من الكيبوتس، وبعض الذين جاءوا إلى هنا إلى الكيبوتس، في مجموعات فردية وصغيرة، تطوعوا ونظموا قوات، ساعة بساعة، لمحاولة تطهير هذا الكيبوتس”.
وروى بينما كانت الشمس تغرب خلف هياكل ما تبقى من منازل الكيبوتس، “فقدنا الكثير من الأشخاص هنا، مواطنين في الكيبوتس والكثيرين من قوات الأمن”.
وراء فيروف، يغطي الخرسان والحديد المسلح الأرض تحت أنقاض منزل مدمر. ممتلكات العائلة التي عاشت هناك حتى يوم السبت تضيف بقعا من الألوان على الأرضية الرمادية.

ا
في منزل مكون من طابقين، احتجز نحو 20 مسلحا من حركة حماس 40 مدنيا كرهائن.
تحول بئيري، أحد الكيبوتسات الأكثر نجاحا وأيقونية في إسرائيل، رمزا لهجوم حماس على إسرائيل، والذي خلف أكثر من ألف قتيل إسرائيلي.
وقال الميجر دورون سبيلمان “تماما مثلما كان أوشفيتس رمز للمحرقة النازية، سيكون بئيري رمزا لهذه المذبحة”.
يبدو الأمر كما لو أن كل الفظائع القاسية التي ارتكبها الإنسان على مر التاريخ قد تركزت في صباح أحد الأيام في بلدة صغيرة واحدة
وقال فيروف: “عثرنا على ملاجئ مليئة بالشباب الذين تم دفعهم إلى داخلها، حيث قام [المسلحون] بقتلهم بواسطة قنابل يدوية”.
واستذكر سبيلمان قائلا “كان هناك أطفال رضع وشباب تم تشويههم هنا. تم قطع رؤوس وأذرع وأطراف. تم تقطيع الأشخاص، ووضع السكين أمام أهاليهم”.
أضرمت النيران في المنازل بينما كانت العائلات متجمعة داخلها.
وقال سبيلمان إن الأمر سيستغرق أسابيع قبل أن تعرف إسرائيل بالضبط عدد القتلى هنا.
ووضح قائلا “سنكون مضطرين لتجميع أجزاء الجثث معا. تجد أطرفا وتجد جثثا، ومن الصعب أن تعرف”.
)
عثرت إسرائيل على جثة 103 من مسلحي حماس في الكيبوتس حتى الآن، ولكن ما زال هناك المزيد تحت الأنقاض.
في أعلى الطريق، وُضعت جثة ملفوفة بكيس أبيض كُتب على الجزء العلوي منه باللون الأحمر كلمة “إرهابي”.
يسود الصمت في المركز المجتمعي للكيبوتس، وتكاد تشعر أن الأجواء هادئة، باستثناء إشارة عرضية إلى الرعب الذي حدث قبل أيام فقط. تقف سيارة دفع رباعي من طراز “هوندا” بيضاء اللون في موقف السيارات، وقد تحطمت نوافذها جراء إطلاق الرصاص، وما زال الباب مفتوحا من محاولات السائق الفرار.
يرقد حذاء طفلة صغيرة مقلوبا على الحجارة. قطرات من الدم على ممر يؤدي إلى قاعة الكيبوتس.
في حضانة الأطفال في قلب الكيبوتس ما زال بالإمكان رؤية أقلام تلوين على الطاولات المنخفضة، وقصاصات ورقية على شكل بالونات معلقة على الحائط. “شنا طوفا” – سنة سعيدة – كُتب على لافتة حمراء معلقة بالقرب من قواعد النظام في الفصل الدراسي.
غطت قشور الفستق الحلبي طاولات الأطفال، في إشارة إلى أن المسلحين أخذوا قسطا من الراحة في هذه الغرف خلال ساعات الرعب. خلف الطاولات، هناك عشرون درجا تحمل أسماء الأطفال في الفصل: ليا، مايا، نوعم، نيري، نيف، عومري. على الأرجح أن أن يكون بعض هؤلاء الأطفال قد قُتلوا بطريقة وحشية على أيدي نفس الرجال الذين جلسوا في مقاعدهم للاستمتاع بوجبة خفيفة بعد هجومهم الوحشي.
جثة مسلح آخر كانت ملقاة على طريق قريبة. من تحت الكيس الأبيض ظهر حذاء بينما من الجهة الأخرى تكونت بركة من الدماء بسبب تسرب الدم.
مدخل الكيبوتس عبارة عن خلية من النشاط. البوابة الأمنية الصفراء مفتوحة بشكل دائم، وأمامها بقايا سيارة محترقة التي هاجمها اثنان من المسلحين للتمكن من الدخول بعد أن فتح سائقها البوابة.
يسير طابور من جنود المشاة الشباب بعزم وتصميم. يحمل اثنان منهم سلاحين من طراز FN MAG، بينما يحمل جندي آخر صواريخ على ظهره.
تنفث دبابات “ميركافا” الضخمة الدخان أثناء تحركها عبر الحقل الرملي المجاور لبوابة الكيبوتس. جنود ينتظرون في الطابور للحصول على اللحوم والأرز التي أعدها متطوعون من اليهود الحريديم. يتشتت الجميع أحيانا عند سماع التحذيرات من قذائف الهاون القادمة عبر اللاسلكي، ثم يتجمعون مرة أخرى بروح الدعابة الخفيفة التي تعد السمة المميزة للجنود المقاتلين.
غافلة عن الفظائع التي حدثت هناك قبل أيام فقط. تتنازع الديوك الرومية والدجاج بصخب وهي تتبختر في محيط الكيبوتس.
يستعد متطوعون من منظمة “زاكا” للبحث والإنقاذ لمغادرة الموقع لهذه الليلة، بعد أن قضوا يومهم الرابع على التوالي في تحديد مكان الجثث وتجهيزها لنقلها.
وقال إيلي حزان، وهو متطوع في زاكا وفي الأصل من رود آيلاند، “بالأمس، رأينا قائمة ملصقة على باب الغرفة الآمنة في المنزل. أعتقد أن أحد الوالدين قام بإعداد قائمة بالأشياء التي يجب إعدادها. فرشاة الأسنان، والسندويشات، وأشياء مختلفة. وفي الأسفل مكتوب عناق من ’إيما’ [ماما]. وكان هناك دماء على تلك الورقة”.
في اليوم التالي للمذبحة، شارك حزان في المهمة الكئيبة المتمثلة في إزالة جثث الضحايا من المهرجان الموسيقي الذي أقيم في موقع قريب.
كما أنه عثر على جثة 40 مسلحا من مقاتلي حماس في الموقع.
وروى قائلا “كانوا يرتدون ملابس تكتيكية، وكان معظمهم يحملون سكاكين في ستراتهم. جميعهم حملوا بنادق، وكان بحوزة بعضهم قنابل يدوية، وعدد قليل منهم حمل صواريخ كتف”.
بينما تحاول إسرائيل إدراك حجم الفظائع، يركز فيروف على الغزو البري الوشيك.
وقال الجنرال المخضرم “سنفعل ذلك. ليس لدينا خيار”.

-بقلم لازار بيرمان

إسرائيل تايم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.